نشاهد دائما وباستمرار التذمر والاستياء الشعبي حاضرا في الساحة السياسية، وهذا الوضع لم يبق ملكا لاصحاب الاختصاص من سياسيين وكتاب ونقاد فحسب، بل عبر الحدود واصبح الكل يتفلسف وكأنه سقراط زمانه !
وبالتأكيد لا نعترض على المشاركة السياسية سواء كانت بالرأي أو بالموقف أو حتى بالمشاركة الانتخابية، ولكن ما نراه هو هرج ومرج وضحك على الذقون وضحك على الأنفس، والحقيقة أن الوطن هو الخاسر الأكبر، والوطن مازال يعاني من عقاب أبنائه له نتيجة ممارساتهم غير المنطقية والتي لا تنم إلا عن واقع مؤلم يتلخص في حسابات ضيقة لا ترتقي للحديث عنها بإسهاب ما دامت هي أشهر من ان تذكر هنا، وبسبب تلك الممارسات اصبح الوطن ضحية الدجل السياسي القائم على قاعدة «ضبطني وضبطك» التي دائما ما تعزف انغامها ألا على وتر الفزعة القبلية والطائفية والفئوية والحزبية، وهذا المرض السياسي المزمن الذي نعيشه ونعرفه جيدا لكن ما زلنا نمارسه وننكره بسبب المصالح الضيقة رغم واقعه المر، وبنفس الوقت نشاهد الاكثر دجلا عندما تتعالى الاصوات المنادية للاصلاح وفسادهم عناوين لا تخفيها مواقفهم المكشوفة، وهذه اسخف نكتة يمارسها الاتباع بنفاق اجتماعي تحت امواج الانتخابات واختياراتها المؤلمة المبنية على الفزعة.
تعالوا لنحسبها حسبة عقلاء، حتى نكتشف أننا كشعب نشارك بقتل الاصلاح إن ولد!، ها نحن نختار نواب مجلس الأمة، ونختار اغلبية المجلس البلدي، ونختار اعضاء الاندية الرياضية، ونختار اعضاء الجمعيات التعاونية، ونختار اعضاء النقابات، ونختار اعضاء جمعيات النفع العام، كيف ترون الحال في اغلب تلك الجهات؟! هل هي على ما يرام وقامت بالادوار المطلوبة منها من اجل الاصلاح اما انها مجرد كراسي ومناصب وقصص تنفيع من اجل البقاء؟! فأين نصيب الوطن من انجازاتها التي نريد ان نراها على ارض الواقع؟!
اترك لكم الاجابة.. حتى نعترف بكل شجاعة بأننا جزء من منظومة الخلل الذي نعيشه برعاية الفزعة المتعصبة التي تهدم الاوطان، وحتى لا اجعل من نفسي ملاكا أنا اعترف بأنني كنت اسير على هذا النهج المؤلم، حتى وجدته حالة دمار شامل للبلد، وصارعت النفس حتى اسير على منهج اصلاحي جميعنا نحتاجه اليوم وغدا.
وفي الختام، لابد ان نصلح من حالنا خاصة ان الانتخابات المقبلة اقتربت، ولابد من التغيير للأفضل بوجوه وطنية لا تعرف بوابة التنفيع الشخصي، وغير ذلك إن لم يتغير حالكم، فسيكون المستقبل نتاج اختياراتكم.