من تحت الركام عاد إلينا فهد البسام، حياً يرزق. وكنا قد سجلناه في دفاترنا من ضحايا انهيار الحريات، الذين اختفوا تحت الأنقاض.
غاب فهد لسنوات، وانقطع عن الكتابة، منذ كانت الكويت تعيش في العصر الآشوري (قبل نحو أربع سنوات)، وعاد إلى الكتابة مرة أخرى، وقد عادت الكويت إلى العصر ما قبل الآشوري، حيث السادة والعبيد ومطارق الحديد والحيوانات البرية المجنحة.
غاب فهد وعاد وفي جيبه بعض القطع من العملة القديمة، وهي عملة نادرة تسر الناظرين. غاب قبل لحظات من انقضاض “الفايكنغ” على الحريات في الكويت. غاب قبل هروب بعض أصدقائه من الرمضاء إلى ظل الشجرة المسمومة الوارفة، بعد أن خدعوا، أو توهموا أنهم خدعوا الناس. غاب فهد عندما كانت المعارضة مجانية، وعاد بعد أن كسر سعرها الأرقام القياسية. غاب فهد وفي الجو بقايا أوكسجين مستعمل، وعاد وفي الجو نسمتان تائهتان يتيمتان، يتقاتل عليهما الصحافيون والمعارضون والناس. عاد ليزاحمنا على هاتين النسمتين.
أهلاً بعودة الفهد. وقبل أن يخدعك اسمه، أو يخدعك هو باسمه، وجب التوضيح أنه فهدٌ بمخالب فراشة، إن أردت التصنيف وتحديد الفصيلة، فمقالاته ملونة خفيفة لا تدمي ولا تجرح، إن لم تبهرك بألوانها وجمالها، فلن تؤذيك بثقل وزنها ولا طنينها.