البيان التوضيحي الذي أصدره عضو مجلس الأمة السابق مبارك الدويلة وهو عضو ناشط وقيادي في الحركة الدستورية الإسلامية، وهو عضو قوي في حركة الإخوان المسلمين، هذا البيان التوضيحي الذي أصدره كشف «المكشوف» رغم محاولات «الستر» في البيان الفضيحة الصادر عن الأمانة العامة لمجلس الأمة التي حاولت (مأمورة على ما يبدو) الدفاع عما لا يليق الدفاع عنه وتبريرها بما لا يمكن تبريره مع تفادي الاعتراف بالخطأ والرجوع الى فضيلة الحق والقول إن قناتهم أخطأت بتوجيهها هذا السؤال الى السيد/ مبارك الدويلة.
الدويلة أكد وبوضوح انه لم يتحدث عن دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة أو عن الشيخ محمد بن زايد إلا بعدما سأله مقدم البرنامج الذي تم بثه على قناة «المجلس» الرسمية لمجلس الأمة الكويتي ويمكن للتأكد مشاهدته على (يوتيوب) عن رأيه في موقف حكومة الإمارات من الإخوان.
والحقيقة أن أي شخص مدرك يمتلك بعض الخبرة سيعلم بمنتهى اليسر الاتجاه الذي سيتحدث عنه الدويلة في هذا الموضوع، فمواقفه معلنة ومعروفة منذ زمن. وبالتالي.. كان من الخطأ الفادح أصلاً أن يوضع هذا السؤال من طاقم الإعداد أو من المحاور لأن الإجابة متوقعة.. ولا نحتاج الى كرة بلورية للتنبؤ فيها.. ولا الى الرجوع لعرافات الحظ وقارئات المستقبل!! بل يكفي أن يكون المرء متابعاً قليلاً للوضع السياسي وقرأ قليلاً عن ضيف القناة ليعرف الاتجاه. ويعرف ان إطلاق هذا الكلام من قناة (رسمية) تابعة لمجلس الأمة تبث عبر وزارة الإعلام وبأجهزة وزارة الإعلام ويشرف عليها ناطق رسمي للحكومة هو خطأ فادح.
بالتالي.. المرجح ان نقص الخبرة وليس الخباثة كما قد يرجح البعض الآخر هو ما أوقع قناة المجلس في خطأ جسيم كان الأولى بها أن تعتذر عنه بدلاً من «المكابرة» الماصخة التي سكب عليها السيد/ مبارك الدويلة الماء البارد وفضحها بتأكيده ان ما قاله لم يكن إلا بسبب السؤال الذي تم توجيهه إليه على القناة الرسمية لمجلس الأمة.
وهنا.. على قناة المجلس إما أن تحصر نفسها في نطاق أعمالها البرلمانية المفترضة.. أو أن تغلق أبوابها وتترك الخبز لخبازه.. وهو الأفضل.. أما أن تكابر وتعاند وتنكر حقيقة واضحة مكشوفة لمن يرجع الى المقابلة ويراها فهو تضييع وقت وجهد دون طائل.
أما «علثة» البيان الصادر عن الأمانة بأن (رأي الضيف يعبر عن نفسه) فالمطلوب من مجلس الأمة فوراً تغيير تشريعاته التي أزعج الإعلام بها.. وتثبيت ذلك في القانون بما يفتح الباب أمام الجميع لاستضافة من يشاؤون وقتما شاؤوا ليقولوا ما شاؤوا دون حسيب أو رقيب! باعتبار ان كل ضيف يمثل رأيه.
أما محاولة تمييز قناة المجلس واعتبارها وحدها فوق المساءلة والقانون.. فهو أمر مرفوض لا يقبل به منطق ولا يستوعبه عقل مدرك.
أما ما احتوى عليه بيان السيد/ الدويلة من اتهامات في حق من يدافع عن الإمارات بأنه من (مجموعة الإمارات)، فالمفترض بكل مواطن خليجي أن يكون مدافعاً عن لحمة دول الخليج وتماسك كيان مجلسها، وبالتالي ليس عيباً أن يكون المرء من (مجموعة مجلس التعاون الخليجي بكل دولها) يشعر ان كل دوله دولته.. وكل مواطني هذه الدول أهله.