سيظل أحمد السعدون رمزاً وطنياً.. شاء من شاء وأبى من أبى.
مهما تختلف مع هذا الرجل، لا تملك إلا ان تحترمه وتحترم منهجه وفكره ونظرته للأمور، وحتى تعرف أصالة معدنه؛ انظر إلى خصومه وهم ينتقدونه، لا تجد واحداً منهم يتجرأ ان يطعن في نزاهته أو وطنيته، وقد يقول قائل: لكنه بشر معرض للزلل والخطأ، فنقول نعم وهو كذلك، لكنه وان حدث منه خطأ فان تاريخه السياسي يغفر له كل ذلك، فميدان العمل السياسي مفتوح لكل الاجتهادات، وما تراه خطأً قد يراه غيرك سليماً، وما يراه غيرك ضرراً قد تراه انت علاجاً لمشكلة.
اليوم جن جنون خصوم العمل الوطني والاسلامي عندما علموا ان اجتماعاً حاسماً للحركة الدستورية الإسلامية سيتم عقده قريباً لحسم موضوع المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة (يفترض ان القرار اُتخذ قبل نشر المقال)، ولعلمهم بموقف السيد السعدون من المشاركة ولتوقعهم وتخوفهم من مشاركة «حدس»، قرروا استغلال الموقفين المتناقضين لوضع «اسفين» بين الطرفين، ولكن رموز «حدس» لم يمهلوهم فصرحوا بما يبطل مخططهم ويطفئ نار فتنتهم! وكما نحسب للرمز أحمد السعدون تاريخه، كذلك لا بد من ان نأخذ بعين الاعتبار تاريخ الحركة الدستورية الاسلامية الوطني ومواقفها المبدئية التي يعرفها القاصي والداني، خصوصاً بعد التضحيات التي تكبدتها طوال السنوات الثلاث الماضية، والتي كانت الحركة هي كبش الفداء في هذه المرحلة، حيث قررت وتحملت وصبرت على المشاكل التي واجهتها دون غيرها.
* * *
تغريدة معبرة:
«جرائم الحشد الشعبي في العراق، والنصيريين وأشياعهم في سوريا، والحوثيين في اليمن، تُعرفك بطبيعة انحراف وشيطانية وشذوذ محاضن تربيتهم».
* * *
عندما تدخلت القوات السودانية لضبط الأمن في دارفور من دون أن تتسبب في مجزرة واحدة ومن دون أن تشرد أحداً، أصدرت محكمة العدل الدولية حكماً ضد الرئيس البشير وطاردته وطالبت بسجنه، واليوم يشاهد العالم كله ما يفعله نظام بشار الأسد في شعبه، مدعوماً بقوات روسية ومباركة أميركية ومشاركة إيرانية، من مجازر ودمار وتشريد الملايين دون أن نسمع مطالبة من منظمات حقوق الإنسان الأممية بمحاسبته ومحاسبة من يدعمه..!
فعلاً لا مكان اليوم للضعفاء..!