ينعقد المؤتمر العام للحركة الدستورية الاسلامية (حدس) مطلع الاسبوع المقبل، لمناقشة الاستمرار في تبني موقف مقاطعة الانتخابات النيابية، او انهاء المقاطعة، والبدء في الاستعداد لخوض غمارها!
أعتقد اننا لو نتعلق بأستار الكعبة ونقسم للأمة أننا لم نتخذ موقفاً محدداً من هذه القضية حتى الآن، فان البعض لن يصدق ما نقول، لانه لا يريد ان يصدق! بل ان موقفه من مصداقية الحركة لن يتغير! لذلك هذا النوع من الناس لا يهمنا رأيه فينا، كما ان البعض استعجل الوقت وسابق الزمن، بل وسبقه ان ادعى ان حدس اتخذت موقفا بالمشاركة، والحقيقة التي نؤكدها اننا حتى اليوم، والى وقت انعقاد المؤتمر، لا نعرف ما سيؤول اليه القرار، لان الاحتمالات كلها واردة، خاصة ان أعضاء المؤتمر الكثير منهم جدد تم انتخابهم حديثاً ولا نعرف توجهاتهم.
البعض يطالب بان يكون الموقف من المشاركة والمقاطعة متفقاً عليه بين مكونات المعارضة السياسية، وكم كنت اتمنى ذلك، لولا ان الواقع يقول استحالة ذلك، بعد ان وصلت العلاقة بين بعض هذه المكونات الى حد الخصومة المعلنة!
ومع ان «حدس» أكثر المتضررين من المقاطعة فإنها في الوقت نفسه اكثر الملتزمين بحضور اجتماعات القوى السياسية، وخاصة الاغلبية المبطلة، واكثر المشاركين بالانشطة السياسية على ضآلتها في الفترة الاخيرة.
اليوم تتداول أوساط الحركة رأيين، رأي يطالب باستمرار المقاطعة حتى لا نشرعن للوضع الحالي الغارق بالفساد، وحتى لا نكون شهود زور على مسيرة مجلس لا يجد وظيفةً له، الا التصديق على برامج الحكومة ومشاريعها الجائرة في حق الشعب وحق المواطن، وحتى لا نكون شركاء في الفشل في كل المجالات، الذي تقوده الحكومة برعاية المجلس، هذا رأي مطروح عندنا وبقوة.
رأي آخر ظهر مؤخراً في أوساط الحركة، يقول بضرورة المشاركة وانهاء المقاطعة، ولو لم ينجح من المعارضة الا أقلية! وحجتهم أن وجود صوت قوي للرأي الآخر داخل القاعة سيتسبب بتأخير الفساد وتعطيله، وقد يحرك المياه الراكدة، ويتسبب مع أصوات اخرى بالمجتمع ومؤسساته لإحراج المفسدين والمتاجرين بقضايا الشعب وقوت أبنائه،
كما ان المشاركة ستساهم في توجيه القرار الحكومي، وتبيان مثالبه ان وجدت، بل ان المشاركة تصبح أكثر إلحاحاً اذا تبين ان معظم اطياف المعارضة السياسية في البلاد ستشارك في الانتخابات!
عموماً الحوار ما زال قائماً في اروقة الحركة ودهاليزها، ونود أن نوضح للعامة أننا سنعلن رأينا بوضوح ان قررنا المشاركة أو قررنا الاستمرار في المقاطعة، ونتمنى ألا تُؤخَذ مواقف الحركة الا منها مباشرة!