الشعب الأميركي والخيار شمشون!

كما اختار شعب شديد الذكاء كالألمان شاويشا نمساويا جاهلا يدعى هتلر لقيادته فدمر العالم بدعوى إنقاذ اقتصاد بلاده ورفع راية مجد الألمان بين الشعوب، واختار الإيطاليون الدوتشي موسوليني الذي وعدهم بإرجاع عهد الامبراطورية الرومانية فتسبب في هزيمة ايطاليا وإفقارها، والحال كذلك مع الروس الذين اختاروا فلاحا قادما من جورجيا اسمه ستالين ليبيد 20 مليونا منهم، ومثل ذلك اختار شعب الصين الحكيم صاحب السور العظيم الزعيم ماو لقيادتهم فتسببت تعليماته الخاطئة للمزارعين في تفشي المجاعات وموت عشرات الملايين.

***

لعبت الولايات المتحدة عبر تاريخها دورا خيّرا حيث هزمت امبراطوريات الشر في الحربين العالميتين الأولى والثانية وألحقتها بهزيمة الاتحاد السوفييتي ثم اطاحت بزعامات إبادية أمثال العراقي صدام والصربي ميلوسيفيتش والليبي القذافي، وقد يكون الشعب الأميركي مثله مثل الشعوب المذكورة في الفقرة السابقة قد مل لعب دور السيد الخيّر ورأى- كحالهم- ان اختيار مرشح كالسيد ترامب القادم على حصان ابيض للبيت الابيض سيكون المنقذ الذي أرسلته السماء لأميركا والبشرية.

***

وسيكون أمام السيد ترامب عندما يجلس على كرسيه في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض طريقان، الأول ان يرمي في سلة المهملات كل الوعود المدغدغة التي وعد الناخبين بها مثل اقامة سور عازل مع المكسيك وفرض ضرائب باهظة على المنتجات الصينية وفرض الجزية الأميركية على دول الخليج واليابان وكوريا وألمانيا وتركيا وبريطانيا.. إلخ، أو بالمقابل يفعّل تلك الوعود ومن ثم يحاول تعمير بلده على حساب.. تدمير العالم كحال من سبقه من قياصرة وأباطرة!

***

آخر محطة: مع توالي ظهور نتائج الانتخابات الأميركية وتبدد الضباب السياسي بات جليا اقتراب المرشح ترامب من حصد تزكية الحزب الجمهوري ومن ثم الفوز بالرئاسة ضمن خيار شمشون للشعب الاميركي أي خيار «عليّ وعلى أعدائي يا رب»!