قبل عشرين عاماً كانت هذه القصيدة وهي مهداة الى سيدي صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح… وقد قيلت عندما كان وزيراً للخارجية.
وها هي الآن تفرض نفسها مرةً أخرى.
جعلوك للحبّ الأصيل رسولا
فذهبت تحملُ حُلْمَهُ المأمولا
ضَحِكاً كوجه الصبح تبسمُ بينهم
ليروا صباحَك يا صباحُ جميلا
تخفي جراحّكَ كي تضمّدَ خَدْشَهُمْ
آليتَ الا أن تكونَ نبيلا
للهِ درّك من كريمٍ صادقٍ
تجدُ الكثيرَ إذا وَهَبْتَ قليلا
حمّلتَ نَفْسَكَ ما تنوءُ بحملِهِ
هممُ الرجال وما تراه ثقيلا
يا سيدي… ما أنت إلا فارسٌ
جَعَلَ المحبّةَ للسلامِ دليلا
فمضى يبثُ الحبّ بَيْنَ أحبّةٍ
غفلوا، ليبقى حبْلُهم موصولا
والحبُّ أعظمُ ما يجودُ به الفتى
إن كان يلقى في القلوب قبولا
سل…. سيدي… أبناء عمّك هل رأوا
للحبّ في زمن الخصام بديلا؟
وهل التفرّق بينهم سيكون في
كفّ الخليج مهنداً مصقولا؟
أم أنه سيكون رمحاً غائراً
في القلب، يشبع مجدَهُمْ تقتيلا؟
مالي أراهم – والخليج موحّدٌ
يتباعدونّ عواطفاً وعقولا؟
سيطبّلُ الأعداءُ خَلْفَ ظهورهمْ
فكثيرهُمْ قد أدمَنَ التطبيلا
قلها…. رسولَ الحبّ… حين تراهمو
إن الخصومةَ لن تدومَ طويلا
قدرُ الخليجِ تلاحمٌ لا ينتهي
ومحبةٌ لن تستباحَ فتيلا
ما عزّ قومٌ قد تفرّق شملُهُمْ
الهَرْمُ ينبُتُ في الرّمالِ ذليلا
وجد الرجالُ المخلصون سبيلَهُمْ
فمضوا ولن يجِدَ الجهولُ سبيلا