لم يعد هناك لبس في الفاعلين للجريمة النكراء، التي سالت على إثرها دماء زكية في مسجد الصوابر اليوم الجمعة.
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى، وإن كنا نحن كلنا جرحى إن تطورت هذه الجريمة وتحولت إلى حالة مستعرة تفتك بالأخضر واليابس، وتفجر المجتمع من الداخل بلا هوادة.
قد يكون “داعش” تبنى رسمياً تلك الجريمة، التي قد تكون جزءاً من ترتيب في المنطقة، ففي ذات اليوم وقع هجوم على مصنع للغاز في مدينة ليون بفرنسا، وهجوم آخر على فندق في مدينة سوسة بتونس، ولكن الأهم هو ما سيحدث على المستوى المحلي، وعلى مستوى الوعي بالتحدي المجتمعي، وقدرة الناس على التصدي للفتنة التي يسعى الإرهابيون إلى بثها لتفكيك المجتمع من الداخل.
إن ما هو أخطر من جريمة نكراء كالتي حدثت أمس في مسجد الإمام الصادق، هو القبول بها، والتبرير لها، وعدم استنكارها بوضوح ودون تردد.
هذا المجتمع الصغير قادر على الخروج من مثل هذه المحنة بالوعي بالفتنة وطردها من داخله، أما التسامح مع التطرف ووجود حواضن اجتماعية له وقبولها فهو مؤشر التدمير الداخلي للمجتمع.
الوقت الآن للتكاتف ونبذ التطرف والمتطرفين، وإلا فلنتوقع الأسوأ، وليحفظ الله الكويت وأهلها من كل مكروه، والرحمة للشهداء الذين سقطوا غيلة لأنهم ذهبوا للصلاة فقط. الكويت مستهدفة فلنكن على مستوى الحدث.