شاهدت -عبر التلفزيون- رئيس وزراء العراق «حيدر العبادى» وهو حاضر إجتماع السبعة الكبار في العالم، لا أحد يدير له بالاً ولا يعطيه إهتماماً، حتى إنه جلس بجانب أوباما في الحديقة، لكن هذا الأخير أعطاه ظهره وأخذ يتحدث مع رئيسه الصندوق الدولي ورئيس وزراء إيطاليا!!
تخيلت نفسى مكانه، موظف بدرجة «فراش» عند ملالى إيران، و«سيلانيه» بدرجة رئيس وزراء عند الأميركيين!
في تلك اللحظة قلت لنفسى: «لن أتحمل، وسأطلب من أحد حراسى الشخصيين أن يعطينى مسدسه لأطلق منه طلقه واحدة في رأسى أمام مرأى من العالم برمته»، فكما قال السيد المسيح: «ماذا يفيد لو تكسب العالم وتخسر..نفسك»؟!
كان رئيس وزراء العراق الأسبق «نورى السعيد» يقول: «لا تستطيع أن تشترى عراقياً، لكن يمكنك أن تستأجر واحداً»!!
العراق -الأن- صار مثل «سوق الجمعة» في الكويت تجد فيه كل ما يخطر على..بال، أثاث قديم، بدل عسكرية، أجهزة راديو و«بشتخته» من زمن «هتلر»، سحالى وأرانب وسلاحف وحتى أفاعى!!
ذات يوم وجدت «بنغاليا» يبيع زوجاً من «الأوز الكندى» -وهو رمز من الرموز في تلك الدولة- القارة، ومن يصطادها -أو يحاول أن يأسرها- يسجن لخمس سنوات، لكن «البنغالى» باعها لى بعشرة دنانير، فحشوتها بالرز والصنوبر وأغرقتها بالروب وأدخلتها للفرن لثلاث ساعات فكانت وليمة مازال طعمها تحت لسانى، ولو عرف الكنديون بما فعلته لأضافونى إلى قائمة..«بن لادن والزرقاوى والبغدادى وبلبل..العوضى»!!
في سوق الجمعة الكويتي كل شيئ للبيع، لكن لا شيئ للإيجار، عند جارنا العراقي، كل شيئ هناك للإيجار، مليشيات، نواب، ضباط جيش، قوميات، وصولاً إلى رئيس وزراء وكل مجلس الوزراء!
هذا ما يقوله نورى السعيد -رئيس وزرائهم القديم- الذى قتلوه، ثم داسوا على جثته بالسيارت جيئه وذهاباً عشر مرات، ثم دفنوه، ثم استخرجوا جثته وقطعوا أصابعه بالمنشار، ثم لعق بعضهم ما علق به من دمه، ثم أخرجوا أحشاءه، ثم..القوه في نهر دجلة!!
إذا سألت عراقياً وقلت له: «لماذا قتلتم الإمام الحسين»؟!
يرد عليك صارخاً: «يابا..مو أحنا اللى كتلناه، هذوله بنى أميه جونا من..سوريا»!!
فتعود وتسأله:.. «لكنكم دعوتموه إلى الكوفة وكان ضيفكم، فلم لم تحموه»؟!
فتظل تنتظر الجواب إلى يوم..النشور!!
الكاتب العراقي الإستاذ «حسن العلوى» أصدر كتاباً -منذ 15 سنة- تحت عنوان: «العراق…الدولة المستعارة»، ملخص فكرته إن العراق «مستعار بالكامل»، فقد جاءوا له بملك من نجد، وضباط جيش من تركيا ومناهج تربية وتعليم جاء بها «أبو خلدون ساطع الحصرى» وهو سوري ولد في..اليمن ومات في..العراق!!
«عبد الكريم القاسم» حكم أرض الرافدين لأربع سنوات وعرف بدعمه للطبقة الفقيرة و..سهره كل ليلة عند الغجر الذين إشتهر عنهم بأنهم أهل..«دق ورقص و..بوس وقرص» -كما يقولون في العراق- لكنه كان صائماً نهار إعدامه داخل مبنى الإذاعة بوسط بغداد فطلب من البعثى «على صالح السعدى» الذى أطلق عليه الرصاص بعدها «شربة ماء» حتى يفطر بها قبل الإعدام، لكن «السعدى» سخر منه قائلاً: «ما إنطينا الإمام حسين شربة ماى، تريدن تنطيك أنت ماى»؟ ثم..أفرغ في رأس «الزعيم الوحد قاسم» كل الرصاصات الموجودة في مسدسه من نوع «براونج» البلجيكى هو ورئيس محكمة الثورة الشهير..«فاضل عباس المهداوى»!!
لا يوجد في العراق «حاكم متقاعد»، فهم إما في القصور أو في..القبور، إما بعشقهم لذواتهم أكثر من حبهم لشعبهم أو..بعمالتهم للخارج أكثر من موالاتهم..لأرضهم!!
هل يرزق البارى عز وجل العراق وشعبه حاكماً يخافه ويحبهم، يخشاه ويسعدهم؟!
قال الإمام على «كرم الله وجهه»: «دع الأمور تجرى في أعنتها…..ونم نوماً قريراً هانئ البال…. فما بين غفلة عين وإنتباهتها….يغير الله من حال إلى حال»!
***
قال شاعر العراق الكبير «محمد مهدى الجواهرى» في أبيات ساخره عن بلده:
أى طرطرا تطرطرى….تقدمى تأخرى!
تشيعى تسننى….تهودى تنصرى!
تكردى تعربى….تهاترى بالعنصر!
تعممى تبرنطى….تعقلى تسدرى!
***
وقال «أبو المثل العراقي»: «إذا سكر الفار..يركض على شوارب…البزون»، وترجمتها إلى «العربية الفصحي» تقول: إذا شرب الفار خمرا وفقد وعيه، فهو يهجم على…شوارب القط!!