بعد دخول القوات الأمريكية إلى العراق -براً وعبوراً من الأراضى الكويتية في بداية تحرير ذلك البلد التعيس- بحوالى أربعة أيام، أجرت قناة لبنانية «أعتقد إنها L.b.c» حواراً معه سأله فيها المذيع: «هل ستقاتلون أم ستستسلمون»؟، فرد عليه «الفطحل ابن الفطحل» قائلاً: «أكيد سوف نقاتلهم إلى أن نموت على أرضنا، هل تتوقع منا أن نستسلم وتنتهى حياتنا في سجن مثل..غوانتانامو»؟!
كان صاحب هذا التصريح النارى هو «ميخائيل يوحنا» -وهذا اسمه الحقيقى- أما إسم الشهرة الذى لازمه طيله حياته حتى مات «فطيساً» في سجن أميركى فهو..«طارق عزيز» وآخر منصب شغله هو وزير خارجية العراق من عام 1983 وحتى 1991!!
ولد «ميخائيل» في شهر ابريل من عام 1936 وهو من النصارى الكلدان من أهل الموصل الذين اشتهر عنهم صفة «البخل» وكانت النكات تطلق عليهم من كل أنحاء محافظات العراق كما الإنجليز ونكاتهم عن بخل…الاسكتلنديين!!
صدام حسين لم يكن يحب كل أطياف العراق من سنة وشيعه ونصارى وكلدان وآشوريين وعشائر..إلى آخره، لكنه كان يخص الشيعه والنصارى بكراهية أكثر إلا إنه جاء بطارق عزيز «المسيحي» وجعله وزيراً للخارجية كواجهة حضارية له أمام العالم، خاصة وان «عزيز» متعلم وعمل مدرساً -في بداية حياته- لمادة اللغة الإنجليزية ثم دخل بلاط صاحبة الجلالة وصار صحفياً ورئيس..تحرير!!
جرت محاولة لإغتياله في ابريل عام 1980 أثناء دخوله باب جامعة «المستنصرية» لحضور حفل تخرج عدد من طلبتها، إلا إن «مجهولاً» ألقى باتجاهه بقنبلة يدوية لكن عناصر الحماية أحاطوا به وأصيب في يده فقط، وحضر صدام حسين على عجل إلى الجامعة وألقى خطاباً سريعاً اتهم فيه إيران وحزب الدعوة بأنهما وراء العملية، ويقال إنه اتخذ من هذا الحادث سبباً من أسباب كثيرة للدخول في حرب طويلة الأمد مع الجمهورية الإسلامية أكلت الأخضر واليابس والتراب والحجر لكلا..الشعبين كما حدث لولى عهد النمسا الأرشيدوق «فرانز-فرديناند» في عام 1914 والذى إغتاله طالب صربي فأدى ذلك لإشتعال الحرب العالمية الأولى التى استمرت حتى عام 1918!!
ابن أخته اسمه «منير جميل حبيب روفا» من مواليد 1934، دخل الكلية الحربية وصار ضابطاً طياراً مسيحياً برتبة «نقيب» حين ابتدأ التحليق بطائرة جديدة وصلت -في ذلك الزمن- من الاتحاد السوفيتى وهي من نوع «ميغ-21 »!!
إسرائيل انزعجت من وصول هذا النوع من الطائرات المقاتله «المجهولة الأسرار» بالنسبة لها، فاستطاع جهاز «الموساد» الوصول لـ «منير» ومنحه مليون دولار للهرب بها من العراق والهبوط في إسرائيل حيث سيجد..«النعيم والسعادة وراحة البال» في أرض اللبن والعسل والحليب!!
وافق الخائن «منير جميل حبيب روفا» المولود بقرية «تل الكيف» القريبة من الموصل والمنحدر من أصول عائلة مسيحية كانت تقطن جنوب تركيا، ولوالد فقير كان يعمل في وزارة الزراعة وطرد منها بسبب قبوله الرشاوى، على تنفيذ تلك المهمة القذرة!!
وذات يوم، وأثناء إقلاعه مع عدد من الطائرات المقاتله العراقية في رحلة تدريب،انفصل عن زملائه والقى بخزان وقود واحد مكتفياً بالثانى -من أجل تخفيف وزن الطائرة وزيادة سرعتها- متجهاً إلى الغرب حتى عبر الأجواء الأردنية في دقائق ودخل إلى الأجواء الإسرائيلية، فاستقبله سلاح الجو الإسرائيلي ورافقه إلى حين نزوله في مدرج عسكرى صغير!!
عقد مؤتمراً صحفياً في تل أبيب برر فعلته تلك بأنه..«مسيحى مضطهد في العراق من المسلمين، ويعانى من الظلم، فقرر أن يهرب من بلده ليأتى إلى إسرائيل ومنها يهاجر إلى أمريكا» !!
لكن اليهود لم يتركوه وأجبروه على العيش عندهم لسنوات طويلة قبل أن يسمحوا له بالهجرة إلى الولايات المتحدة حيث افتتح سلسلة مطاعم وتوفى عام 2000!!
طارق عزيز قال في اللقاء التلفزيونى إنه «سيقاتل الأميركيين حتى الموت» لكنه استسلم بعد عشرة أيام فقط على سقوط بغداد وسلم رقبته لهم، فعاش في زنزانه حقيرة لمدة 12 سنة حتى توفاه الله يوم أمس الأول!!
لو كان الإعلام العراقي «البعثى» مازال موجوداً حتى يومنا هذا لأعلن الخبر كالتالى: «توفى اليوم السيد محمد علي طارق عزيز» الذى أعلن اسلامه قبل وفاته بثلاث دقائق فمات شهيد الواجب و..ليخسأ الخاسئون!!
***
أنواع الصلاة في الإسلام كثيرة، ومنها -على سبيل المثال- صلاة «الوتر» وصلاة «السننن» وصلاة «الضحى»، وقيام الليل، وصلاة «العيدين»، وصلاة «الكسوف والخسوف»، وصلاة «النوافل المطلقه» و…صلاة «الخوف»، وهي التى يصليها المسلمون في زمن الحرب وهم في إشتباك مع العدو، فيصلي الصف الأول بينما يظل الصف الثاني خلفه واقفاً يحرسهم لحظة سجودهم حتى لا يستغل الأعداء تلك السجدة ويهاجمونهم!!
حين قامت وزارة الداخلية -مشكورة- بنشر كل تلك القوات لحماية الحسينيات والمساجد وأماكن العبادة، تراءى في خاطرى هذا السؤال: «عدنا إلى صلاة الخوف، لكن المشكلة ان العدو من بيننا ومن أهلنا»!!
فلا حول ولا قوة إلا بالله!!