يعلم من لديه أدنى اطلاع على تاريخ المنطقة العربية عدم وجود إشكال مذهبي اسلامي قريب مما حدث في قارات ودول اخرى بالعالم تحاربت لقرون ثم تصالحت وباتت شعوبها تعيش في سلام ووئام رغم الديانات والمذاهب المختلفة ودون ان يجتروا الماضي أو يسمحوا لمن يريد إعادتهم إلى عصور الظلام عندما كانوا يقطعون رؤوس بعضهم البعض.
***
تعلّم الآخرون كما نودّ ان نتعلم ان من يريد ان يثير بينهم الحروب المدمرة التي لا تتوقف، يقوم عمله على تذكيرهم دائما بحقب تاريخية حزينة اختلفوا فيها، مثيرا الكراهية والبغضاء بينهم ولا تهدأ دعاواه المؤججة إلا عند اشتعال المعارك والحروب المدمرة دون ان يعي الطرفان ان العداء لا يخلق الحلول، فلن يستطيع طرف ان يبيد الطرف الآخر وينهي وجوده من الأرض.
***
ان على شعوبنا المتقاتلة في دول الحرائق العربية كالصومال واليمن والعراق وسورية وليبيا ان تعي حقيقة ان من يحرض ويؤجج طائفة اسلامية على اخرى لا يحب الأولى ولا يودّ الثانية بل جل ما يريده مهما لبس من ملابس النسك والتدين هو ان يقتتل الطرفان كي يضعف الإسلام ويُباد المسلمون ويدمر اقتصادهم وبنيانهم وتفلس دولهم وتتحول أجيالهم المستقبلية الى وحوش لا عقل لها تتقاتل بغباء الى آخر طفل مسلم منهم.
***
آخر محطة:
(1) يجب ان ننتبه لبديهيات ان صناع الفتن بين المسلمين لن يعلنوا على رؤوس الأشهاد انهم قيادات مرتشية او مخادعة وإلا فلن يسمعهم او يطيعهم أحد.
(2) الأكيد ان تلك القيادات التي ليست فوق مستوى الشبهات سيزايدون على المخلصين بادعاء حب الإسلام والحرص على مصلحة الجماعة بينما يعملون جاهدين على قتل الإسلام وتدمير الجماعة لأجل المال والشهرة والسيطرة والألقاب المخادعة وممارسة كل المتع الدنيوية بأكبر كمّ من السرية.