اشتهر عن الجزائر انها بلد المليون شهيد، وأعتقد ان الكويت يمكن ان يطلق عليها بلد المليون مظلوم، فكل شرائحها الاجتماعية وطوائفها الدينية وتوجهاتها السياسية تشعر بالظلم الشديد كون «الآخر» هو دائما المستفيد من خيرات البلد وان الشريحة المشتكية هي بالطبع من يعاني من الشعور «الكاذب» بالظلم الشديد.
***
ومن المجاميع الى الأفراد، حيث يشعر كل كويتي وبدون ومقيم بشعور كاذب بالظلم الشديد رغم ان الواقع المعيش يظهر ان الكويت هي أقل بلدان العالم قسوة والأكثر عدلا بمواطنيها ومقيميها بمختلف شرائحهم وأديانهم وطوائفهم، بل ان الحقائق تظهر ان الأغلبية هم من يظلمون الكويت بأفعالهم وأقوالهم.
***
وسيجد كل وزير جديد ومنذ يومه الأول مئات الشكاوى بالظلم على مكتبه، فنحن البلد الوحيد في العالم الذي لو اختلف به طفل مع طفل لوجب رفع القضية للوزير المعني، وبالطبع لن يتمكن المسؤول بطريقة سهلة من معرفة المظلوم بحق – وما أكثر المظلومين في البلد – ومن يدعي المظلومية وهو الظالم لنفسه ومن ائتمنه على عمله.. وما أكثر هؤلاء كذلك في البلد.
***
إن ما سيقضي على ظاهرة الشعور «الكاذب» بالظلم هو تغيير الثقافة العامة القائمة على اللاعمل والمحاباة والواسطة والاستثناء والشللية، ووضع معيار واحد للترقي وهو «الكفاءة» المصاحبة للأمانة وإبعاد كل ما عداهم وهو ما يحوجنا لإحضار أنظمة إدارية جديدة متطورة من بعض دول الجوار والعالم نستطيع من خلالها ان نعرف الكفؤ فنكافئه ونعرف المهمل فنعاقبه، وبذا سينشغل الشباب الكويتي بالعمل الجاد بدلا من التواجد طوال الوقت في الشوارع إما للتسكع أو للتظاهر وكلاهما لا ينتج عنه صنع إبرة واحدة تفيد البلد.
***
آخر محطة:
بودنا من الحكومة الجديدة ومجلس الأمة الجديد ان يصلا لمعادلة ستغير وجه الكويت بالكامل يتم عبرها منع «الواسطة» القاتلة كي يركز النائب والوزير على أعمالهما الأصلية ولا ينشغلا بالعمل لخدمة من يقبل إذلال نفسه وإذلال نواب الأمة بدفعهم للتواجد عند أبواب الوزراء والمسؤولين في ممارسات باتت تدمر الإنتاجية في الكويت.