الكويتيون أعطوا درساً بليغاً في تعزيز الهوية الوطنية قبل أن تنطلق الندوة التي ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ولو كنت مكان الأخ الفاضل وزير الإعلام لاتخذت قراراً جريئاً بإلغاء هذه الندوة واكتفيت بالوقفة الأصيلة التي جسدها الشعب الكويتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمعنى الوفاء للكويت، ومصداقاً للانتماء الوطني من خلال استذكار تلك اللحمة النادرة التي وقفت في وجه الغزو الصدامي لبلدنا عام 1990.
موقف الكويتيين بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم، باستثناء بعض مرضى النفوس، تجاه دعوة سميرة رجب لهذه الفعالية الخليجية جاء منسجماً مع المنطق، ويعكس تلقائية النتائج والجروح التي خلفها عدوان صدام حسين ضد بلدنا وشعبنا، ووفاء لدماء شهدائنا الذين قتلوا وأخفيت جثامين المئات منهم حتى هذه الساعة، وتصريحات سميرة رجب في تمجيد قاتل أبنائنا وحرقة قلبها على سيد شهدائها بالتأكيد لا تساوي عندنا «عفطة عنز»، ولكن «قواة عينها» وانعدام الحياء فيها لكي تأتي إلى ديرتنا لتعلمنا أصول الوطنية، لكنها وبحمد لله تعلمت درساً لا ينسى في احترام الناس وعقولهم وقلوبهم، فكان لها ما استحقته، وكذلك من تجرأ ووجه لها الدعوة ضارباً عرض الحائط بمشاعر أهلنا وخصوصا ذوي الشهداء. متابعة قراءة درس كويتي في الهوية الخليجية!