فضيلة الجفال

قانون «جاستا» والشحن السياسي

مرت 15 سنة منذ حادثة 11 سبتمبر. عقد ونصف العقد مر على العالم بتحولات كبيرة، لكن تطورات هذا العام ولا شك صاخبة، تترافق وتمرير الكونجرس الأمريكي قانون “العدالة ضد رعاة الإرهاب” المعروف بـ “جاستا.” وهو القانون الذي يسمح لعائلات ضحايا هجمات سبتمبر بمقاضاة الدول التي تورط رعاياها في عمليات إرهابية داخل الولايات المتحدة في المحاكم الأمريكية.

وقد استخدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما حقه في الفيتو ضد المشروع الذي أقرّه مجلسا الشيوخ والنواب الأمريكيان، في رسالة واضحة وصريحة بالأضرار والمخاطر الكبيرة التي يأتي بها هذا القانون. وذلك في محاولة لثني النواب الديمقراطيين عن دعمه، لا سيما أن بعضهم صوت له بدوافع انتخابية خاصة، تتزامن وتنامي الخطاب الشعبوي الصارخ في أمريكا. هو الخطاب الذي يتسم بتبسيط قضايا معقدة تغذي مشاعر الجماهير من أجل أهداف سياسية. يترافق ذلك ومناخ سياسي يعاني الاستقطاب الشديد، نتيجة لعوامل داخلية وخارجية منها الاقتصاد، وأزمة الدين الفيدرالي، والإرهاب. وهي عوامل ترفع من مستوى التصادم بين النخب ورجل الشارع. متابعة قراءة قانون «جاستا» والشحن السياسي

احمد الصراف

علمانية الكويت القديمة

عندما ننظر الى أعظم أمم الأرض وأقواها وأكثرها ثراء، ثقافيا وعسكريا وطبيا وفنيا واقتصاديا، نجد أن شعوبها عادة ما تتكون من خليط كبير من الأجناس والأعراق والديانات والعادات. ونجد أن ما صهر هذه الأقليات جميعا مع الأغلبية، في قدر كبير، وجعلها أمما متجانسة، قادرة على أن تعطي البشرية الكثير، هو إيمانها بالعلمانية. العلمانية التي آمن بها آباء الدستور الأميركي، قبل 230 عاما وغيرها من الدول، وهي المبادئ نفسها، مع الفارق، التي آمنت بها أسرة الصباح في الكويت، والتي اختار حاكمها عام 1920 المخاطرة بالكثير جدا، من أجل الاحتفاظ بعلمانية الكويت «النسبية»، وذلك عندما رفض الرضوخ لمطالب زعيم الإخوان، الذي عرض عليه الصلح والأمان، وفك الحصار عن «القصر الأحمر»، في الجهراء، وبينهم الحاكم نفسه، الشيخ سالم مبارك الصباح، إن قبل الحاكم بترحيل الأجانب، من الكويت، ومنع التدخين وتناول المشروبات والمعازف وغيرها! متابعة قراءة علمانية الكويت القديمة

احمد الصراف

الكرم الغربي

لفتت «صديقة قارئة»، نظري لجملة: «مرَّ عليهم مرور الكرام»، وكيف أن لها معنيين، سلبي، وذلك عندما يقوم شخص بمعالجة موضوع ما بخفة، فيمر عليه من دون اكتراث كبير بالتفاصيل، اي يمر عليه مرور الكرام، من دون أن يعطي المسألة حقها من الاهتمام، وإيجابي، وذلك يقوم عزيز النفس بجعل مروره على مجالس الغير خفيفا، فلا يثقل عليهم بطول جلوسه، ولا بكثرة كلامه! وبالتالي فإن من مظاهر الكرم عدم مضايقة الآخرين. متابعة قراءة الكرم الغربي

غنيم الزعبي

يوم إنك…؟!

أقوى عبارات اللوم والعتب في اللهجة الكويتية تبدأ بهاتين الكلمتين، وغالبا ما يصحبهما نقد ساخر وموجع، وهما تعادلان كلمتي «لما انت..» في اللهجتين المصرية والشامية.

تعالوا نستخدم هذه الجملة في بعض المواضع من باب النصح المر.

«يوم إنك منت قد القرض ليش تاخذه؟!»، هل يعجبك وضعك الحالي بالتضييق على نفسك وعائلتك في أبواب كثيرة من حياتهم بسبب ضخامة قسط القرض الذي أخذته؟! متابعة قراءة يوم إنك…؟!

عيد ناصر الشهري

للاقتراض الحكومي أصول .. أين نحن منها؟!

تنص المادة ١٣٦ من الدستور الكويتي على أن «تعقد القروض العامة بقانون» في ظل توجه وزارة المالية الأخير لتمويل عجز الميزانية عن طريق الاستدانة، يكون من المناسب تحديد خطوط عريضة ومبادئ عامة لإقرار قانون الدين العام.

تركيبة الميزانية
من المناسب تقسيم الميزانية الى مصاريف جارية ومصاريف استثمارية. ويتم تعريف المصاريف الاستثمارية بأن تكون مخصصة للمشاريع ذات جدوى وفائدة للدولة. ويجب ان يكون هناك رسوم محدودة للاستفادة من تلك المشاريع وتوفير عائد مالي على رأس المال. ويستخدم العائد المالي لتسديد فوائد وأصل الدين. ويجب توجيه الديون فقط الى الاستثمارات في البنية التحتية. وهنا يكون إصدار الديون بطريقة منتظمة وموجهة نحو مشاريع البنية التحتية. وتضمن الدولة عدم تعطل المشاريع بسبب تقلب أسعار النفط. متابعة قراءة للاقتراض الحكومي أصول .. أين نحن منها؟!

حسن العيسى

المجون التشريعي

المغرد “على فكرة” كتب في تغريدة، معقباً على التشنج الاستعراضي لنواب محافظين، بعدما وصفوا حفل الأفنيوز بـ “الماجن” أن “المجون هو ما يحدث في المجلس، ليقر لنا قوانين مثل البصمة الوراثية وحرمان المسيء وسلق البيض اللي حاصل”.

كانت تغريدة معبرة تماماً عن سخافة وخواء الواقع السياسي بالدولة، عندما يختصر الهم أو بالأصح “التمثيل” السياسي على حفلة بسيطة، فتوصف بالمجون مرة و”التعري” مرات أخرى من قبل قيادات السلطة الاجتماعية المحافظة. متابعة قراءة المجون التشريعي

احمد الصراف

التوليفة البشرية

يشكل البشر خليطا من الأعراق والأصول، مع استثناءات قليلة هنا وهناك من هنود حمر وسكان غابات، وغيرهم. وبالتالي لا يوجد في العصر الحديث، ومع طغيان المدنية وانتشار الاختلاط بين الشعوب، من بإمكانه الادعاء بنقاء أصوله، فهذا محض هراء.
وبمناسبة ما اثاره المرشح الأميركي دونالد ترامب من لغط تعلق بنيته طرد المهاجرين غير الأميركيين منها، في حال فوزه بالانتخابات، قامت مؤسسة استوريل Estoril، التي تعنى بقضايا تقارب الشعوب ونشر السلام والتفاهم، بإنتاج فيلم وثائقي عن الخليط البشري، ورد فيه أن ابجدية الغرب لاتينية، وأرقامه عربية، وفلسفته اغريقية، ويشاهد أفلاما أميركية ويستمع لأغان غربية، ويستخدم تكنولوجيا شرقية، بأجهزة مصنوعة في اليابان وكوريا والصين. وإننا جميعا نعيش في عالم كان يوما قارة ومحيطا واحدا، قبل ان يتفتت، وبإمكاننا الآن أن نعيد الوضع الى ما كان عليه. كما أن العالم تم اكتشافه من قبل بحارة مغامرين أسبان وبرتغاليين، والفضاء تم ارتياده بواسطة رواد سوفيت وأميركيين، والكون تم تفسير اسراره من فلكي إيطالي.
وفي هذا العالم، الذي تبدو فيه حدود الدول مسألة سيادية حساسة، وفي غاية الأهمية، نجد أن الأسرة المالكة البريطانية يعود اصلها الى ألمانيا، والأسرة الاسبانية هي من أصول نمساوية هنغارية، والأسرة المالكة السويدية تعود اصولها الى فرنسا، أما اليونان، التي ليست ملكية، فإنها أعطت اسبانيا ملكتها، كما أن زوج ملكة إنكلترا تعود اصوله الى اليونان، إضافة إلى أن اليميني الفرنسي المتشدد ضد المهاجرين، جون ماري لوبان، متزوج من يونانية مهاجرة. ومعروف ان بطل السويد القومي، وأفضل لاعبي كرة القدم فيها، هو ابن مهاجر كرواتي من أم كاثوليكية وأب بوسني مسلم. كما أن الرئيس الفرنسي السابق، وربما اللاحق، ساكوزي، هو ابن مهاجر هنغاري، كما أن جده كان يهوديا متشددا، وساركوزي متزوج من إيطالية مهاجرة لفرنسا. متابعة قراءة التوليفة البشرية

محمد خالد الياسين

مصلحة الوطن والمواطن

دور الانعقاد الخامس التكميلي على الابواب وتبدأ رحلة التشريع والرقابة من قبل النواب ومدة دور الانعقاد القادم قصيرة وبعدها تجرى الانتخابات، كل نائب يريد إبراز نفسه وتلميع سيرته الذاتية وأعماله ومواقفه في المجلس، وبلا شك هناك نواب عملوا مجتهدين لمصلحة الوطن والمواطنين وهناك للأسف من عملوا لمصالحهم الشخصية ومصالح أشخاص معينين ومن عمل من النواب لضرب الوحدة الوطنية واللعب على الطائفية والعنصرية وغيرها وغيرها، لكن من خلال خبرتي المتواضعة وحرصي مثل غيري من أبناء ديرتي على المتابعة والنقد أقول ان أداء مجلس الأمة خلال السنوات الثلاث السابقة لا بأس به، هناك بعض الإنجازات المشهودة، فكم من الإنجاز يستحق الإشادة به. متابعة قراءة مصلحة الوطن والمواطن

محمد جمعة الياسين

متى ينتهي التخبط؟

الحكومة هي محرك أي بلد في العالم، بما تقوم عليه من تعليم وصحة وإسكان، وغيرها ذلك، فالحكومة والوزراء هم المسؤولون أمام الحاكم وأمام الله من قبله، والشعب ومجلسه المتمثل عندنا في مجلس اﻷمة هو الرقيب على هؤلاء الوزراء، فمن حقه إيقاف القرارات التي لا تصب في مصلحة الشعب الكويتي، ولكننا حينما نجد الحكومة تضرب بالمجلس والشعب عرض الحائط فإننا نصبح أمام معضلة كبيرة لا تصب أبداً في مصلحة الديمقراطية، بل تفسد الحكومة ومجلس اﻷمة واﻷمة نفسها.

وعلى سبيل المثال لا الحصر قضية ضمن سياق القضايا الكثيرة، وأعني بها تلك القضية المتعلقة بالأراضي التي تم توزيعها، والتي أثيرت في الأيام اﻷخيرة عن طريق اﻹعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ولاقت رواجاً كبيراً؟ لنا أن نسأل: من المتسبب فيها؟ وكذلك تصريح وزير التربية عن المدارس “المتهالكة التي لا تصلح للطلبة”… إلخ.

ألا تظهر هذه القضايا التي تطل بين الحين والآخر من هنا وهناك ذلك التخبط الحكومي حينما تعطى الأراضي دون وجه حق، رغم أن هناك من ينتظر قطار الإسكان الطويل، ليأتي السيد وزير التربية قبل ثلاثة أيام من الدراسة ليتجول على المرافق التعليمية ثم يكتشف فجأة أن هناك مدارس في دولة الكويت متهالكة… فأين كنتم؟!

وأنا أكتب هذه اﻷسطر هدفي الوحيد هو اﻹصلاح ما استطعت، لم أكتبها قدحاً في ذمة أحد أو طعناً في كفاءة أحد، ﻷنني وببساطة أحب هذا الوطن، وطني، وأرجو له التوفيق والسداد والتقدم إلى الأمام، أما النقد فهو موجه فقط إلى المتخبط، فليس بهذا التخبط يعلو شأن الوطن الغالي، وفي النهاية أهمس في أذن كل مسؤول أن اضرب على يد المتخبط وكافئ الذي يستحق المكافأة.

ظنكم لكم وحسن نيتي لي ورب البيت كريم.

متابعة قراءة متى ينتهي التخبط؟

سعيد محمد سعيد

«هرتزيليا 2016»… سكتم بكتم!

لم تعُد دولة الكيان المحتل الصهيونية تكترث كثيرًا بتنفيذ الخطط التدميرية في عمق المجتمعات العربية، فقد نجحت إلى حدٍّ كبير، وعلى مدى سلسلة مؤتمرات (هرتزيليا السنوية منذ العام 2002)، في أن تشرب نخب الانتصار وهي تشاهد أكثر من بقعة عربية تتمزق تمزيقًا، وتأنس بما تتابعه من تقارير استخباراتية وإعلامية بالصدام والتناحر السياسي والمذهبي والاجتماعي في الكثير من المجتمعات العربية… إذن، هل لايزال الكيان الإسرائيلي في «عين العاصفة؟».

مرت ثلاثة أشهر منذ عقد مؤتمر «هرتزيليا» هذا العام في (يونيو/ حزيران)، تحت شعار: «أمل إسرائيلي… رؤيا أم حلم»، ولم نجد حتى الآن من مراكز الأبحاث العربية أو من الإعلام العربي وفضائياته أي تركيز أو معلومات أو تحليلات أو حتى ندوات حوارية مصغرة تتحدث عن هذا المؤتمر، وتربطه بشكل متعمق بنسخه السابقة، ليعلم المواطن العربي ما الذي يحيكه هذا الكيان الخبيث ضدَّ الأمة العربية والإسلامية، والحال أن الإعلام العربي و(بلاعيم) الخبراء والساسة وأباطرة الفضائيات الذين (يلعلعون) لنشر الكراهية والصدام في المجتمعات العربية، كلهم (سكتم بكتم)! ما يجعلنا نتساءل: «هل يمكن أن يتفرغ الإعلام العربي ومراكز البحوث ومن يسمون أنفسهم متخصصين وخبراء استراتيجيين، في جهدهم الأكبر، للتحاور في فوائد الحروب والقمع وتبرير الإرهاب ودعمه، ويغفلون تمامًا عما يحيكه الصهاينة ويعلنونه من خلال هذا المؤتمر المنسوب اسمًا إلى مؤسس الصهيونية «تيودور هرتزل»؟ وهل تلك (البلاعيم) القوية شديدة على السياسيين والحقوقيين والحركات المطلبية في الوطن العربي، ورحيمة على مخططات الصهاينة؟». متابعة قراءة «هرتزيليا 2016»… سكتم بكتم!