حسن العيسى

دولة بن رقعة

إذا صح خبر أنه سيُعهَد إلى شركات أجنبية بإدارة بعض أمور المطار الأمنية فهذا ليس عيباً يصم الحكومة أو وزارة الداخلية، إنما العيب هو المكابرة والترويج لخطاب فارغ عن قدرة الحكومة على حل مشاكل عويصة وأكبر منها، وأقصد بالحكومة هنا السلطة الحاكمة بماضيها وحاضرها، ماضيها هو الزمن الذي خلقت الحكومة فيه الأزمات أو وجدت نفسها أمام تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية، وتلك مسائل طبيعية، فعجزت عن حلها لعجزها الفكري، ولأنها بطبيعة تكوينها ترفض المشاركة وتصر على سلطويتها معتقدة قدرتها على وضع الحلول، فتنتقل بذلك من فشل إلى فشل موازٍ، ومن مشروع فاشل أساسه الفساد إلى مشروع فاشل آخر، وحاضرها هو إصرارها على نهج الماضي وبقاء ما كان على ما كان، فلا تغيير ولا تبديل في أهل السياسة والإدارة، من كانوا يديرون بالأمس هم من يديرون اليوم، لا تغيير غير الأسماء، بينما يظل المحتوى والمعنى على حالهما. متابعة قراءة دولة بن رقعة

د. حسن عبدالله جوهر

جامعة غير الكويت!

يكثر الحديث مؤخراً عن إهداء مشروع الشدادية الجامعي إلى القطاع الخاص، في سياق النهب المنظم لثروات البلد ثم مؤسساته الوطنية ومرافقه العامة وربما يصل الأمر إلى الهواء الذي يستنشقه الكويتيون!

جامعة صباح السالم هي حلم الكويت التعليمي منذ عام 1966 عندما افتتح المرحوم الشيخ صباح السالم أمير الكويت جامعة الكويت في مبان مؤقتة، إلا أن هذا الصرح الأكاديمي تصدر العالم العربي كأيقونة أكاديمية واكبت عصر النهضة الكويتية على جميع الصعد، وبدأ الحلم الكويتي كأساتذة وطلبة وشعب بأن تتحول هذه الجامعة يوماً ما إلى مدينة متكاملة تواصل العطاء العلمي، ومع تلكؤ الحكومة لمدة نصف قرن، جاء قانون الشدادية كمقترح نيابي ليحوّل هذا الحلم إلى حقيقة، فانطلقت مسيرة البناء التي لم تسلم من العراقيل وزيادة الكلفة المالية التي بلغت 4 مليار دينار ناهيك عن الحرائق المتكررة في الإنشاءات، ولكن الإصرار والتحدي لإنجاز هذا المشروع بقي صامداً، ومع العد التنازلي لانتهاء المشروع بدأ اللعاب يسيل لبلع هذه التحفة الوطنية ونسف كل الطموحات والآمال المعقودة على أن تكون لدولة الكويت جامعتها الوطنية اليتيمة وفق متطلبات المدن الجامعية المحترمة في العالم. متابعة قراءة جامعة غير الكويت!

احمد الصراف

الخاص والعام

بدأ التعليم في الكويت خاصّا، ولم تساهم الدولة فيه عند تأسيس أول مدرسة نظامية في الكويت عام 1912. وكان التعليم قبلها، واستمر بعدها في عمومه بدائيا من خلال كتاتيب، يقوم فيها «الملا، أو المطوعة» بتعليم الصبية والبنات دروساً دينية ولغوية متواضعة، وكان أول معلم معروف هو محمد بن فيروز، كما ورد في بعض المراجع.
مبادرة بناء المدرسة المباركية كانت شعبية، ولكن جهود جمع المال المطلوب لبنائها، وكان في حدود 80 الف روبية، تعرقلت، فاقترح البعض الاستعانة بأثرياء الكويت في الهند، فتم الاتصال بقاسم وعبدالرحمن الإبراهيم، المعروفين بكرمهما، فتبرعا بأكثر من ثلثي المبلغ المطلوب، وكان شرطهما أن يكون التعليم فيها عصريا، ولا يقتصر على المواد الدينية.
لا يوجد ما يوضح كيفية وتاريخ انتقال إدارة المدرسة للحكومة وبداية الصرف عليها، ولا بد أنه جاء بعد الكساد الكبير الذي اصاب المنطقة مع انهيار اسعار اللؤلؤ. متابعة قراءة الخاص والعام

محمد الوشيحي

مصمصة

الشعب الكويتي الجميل، المزيون، يبكي ويلطم الخدين. ليش؟ لأن اللعبة باتت مكشوفة أمامه؛ بعض المسؤولين وأصحاب القرار يعبثون ببنية البلد التحتية والوسطية والفوقية، ومرافقه العامة الهامة، ثم يتباكون على حاله، ثم يلبسون “باجة العلم” على صدورهم، دلالة على وطنيتهم، ثم يقررون خصخصة هذا المرفق، ومصمصة ذاك القطاع، ثم فجأة وصدفة تستولي عليه شركاتهم. وهوبا لالا. متابعة قراءة مصمصة

سعد المعطش

بلع العافية

الانفعال مع أي حدث قد يقودك إلى أمور لا تحمد عواقبها وتخسر أكثر مما تربح، فالانفعال ليس محمودا في كل أمر، فكم من شخص ندم بسبب انفعاله الزائد ولم يحسب حساب العواقب، وتسبب بالضرر لنفسه أو للمحيطين به ولمحبيه.
ولو حاولت تعديد المضار والخسائر التي سببتها حالات الانفعال بسبب الغضب لوجدنا في كتب التاريخ ما يجعلنا نتعظ عن عدم الانفعال، وكثيرا ما نسمع ممن ينصحنا ألا نحكم على بعض الأمور ونحن في حالة الغضب، فقد قيل «في العجلة الندامة وفي التأني السلامة».

الانفعال بالفرح قد يؤدي نفس النتيجة التي يجلبها الانفعال بالغضب، فحين ينفعل اللاعب بتسجيل هدف في مرمى خصمه فإنه ينزع قميصه ويلوح به للجماهير، وحتما فإنه قد يضر فريقه لأنه سيحصل على الكارت الأصفر ويكون عرضة للطرد بعد أن يحصل على الكارت الأصفر الثاني ويكون ضرره على فريقة أكبر بكثير من فرحته.

في طبيعة تلك الإنذارات الرياضية أنها يجب أن تعلن للجميع، ولكن في الحياة اليومية هناك كثير من الإنذارات توجه في السر، ولكن من تم إنذاره لا يخبر من كانوا معه وقد يتسبب بخسارتهم وهم لا يعلمون أنه تم إنذاره وهم ما زالوا منفعلين ولا يعلمون أن صاحبهم «بلع العافية».

الأمر الأخطر في الحياة اليومية هو الانفعال الذي يتسبب فيه من حولك بالتصريح أو التلميح من باب «التميلح» لك ويكونون السبب في خسارة أكبر من خسارتك الأصلية، ويكون حالهم حال من يريد أن يكحلها فعماها، وهذا ما فعله الجمهور الكرواتي الذي تسبب في تعادل فريقة، فاحذروا من ربعكم تراهم ضيعوكم والذي لا يريد أن يفهم براحته.

أدام الله من عرف أن البعض يصفق له ليضيعه، ولا دام من لا يفهم إلا بعد فوات الأوان.

عبدالرضا قمبر

لا شرف ولا مجد ولا إنتصار

يمكن أن يقال الآن .. إن ما أطلق عليه “مرسوم الصوت الواحد” قد أنتهى أمره !
إنتهى أمره تماماً .. ولم يبقى أمام التيارات الإسلامية والسياسية “المقاطعة” إلا أن تبدأ في البحث عن كيفية المشاركة في الإنتخابات القادمة وإقناع الشباب “المغرر بهم” بذلك !
لقد أفتعلت “التيارات” تلك الأزمة ليس تبريراً لموقف المبدأ والكرامة ، ولكن إنتقاماً من السلطة ورغبة بتنفيذ الأجندات “الخارجية” .. وقد فشلوا بذلك فشلاً ذريعاً . متابعة قراءة لا شرف ولا مجد ولا إنتصار

د. شفيق ناظم الغبرا

إرهاب أورلاندو وواقع الشرق والغرب

العمل الإرهابي الذي استهدف مدنيين في ناد ليلي في أورلاندو في الولايات المتحدة يطرح إشكالا كبيرا، فهذا العمل البعيد عن مناطق الصراع، ورغم ادانة المسلمين لهذا العمل وعدم تحملهم لمسؤوليته، إلا أنه يرفع منسوب الكراهية بين المسلمين وغير المسلمين. ترامب، المرشح الجمهوري للإنتخابات الاميركية يعلن في تصريح له انه يريد منع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، بينما يعلن الرئيس أوباما ان العمل الإرهابي جزء من حالة فردية داخلية لا علاقة لها بالارهاب العالمي، وانه يجب ان لا يعمم الامر على المسلمين أو غيرهم. متابعة قراءة إرهاب أورلاندو وواقع الشرق والغرب

أ.د. غانم النجار

زمن عبدالله السالم الاستقلال 4

تصادف يوم أمس الذكرى الـ٥٥ لاستقلال الكويت. وكالعادة تمر الذكرى مرور الكرام، بلا “إحم” ولا “دستور”. ما علينا، فحديثنا عن الاستقلال وحقبته، وليس عن الحقبة الحالية، فوجه الله أبرك.

عانى الشيخ عبدالله السالم في ١٩٥٨، وهي السنة الأخيرة للحكم الملكي في العراق، من ضغوطات رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد، مستخدماً كل ما لديه من علاقات ومكانة خاصة لدى الإنكليز لضم الكويت للاتحاد الهاشمي العربي، والذي تشكل في نفس السنة من العراق والأردن. كان عبدالله السالم مطلعاً على تلك الضغوط، مدركاً تفوق نوري السعيد عليه وحظوته لدى البريطانيين. كما زاد من دواعي القلق تباين الرؤى البريطانية حول مشروع ضم الكويت. ومع أن رسائل مطمئنة كانت قد وصلت إلا أن الخوف كان منطقياً ومبرراً. وهكذا لم يكتف عبدالله السالم بتلك التطمينات، بل تحرك بفطنة عالية تجاه مصر عبدالناصر، الذي رأى في الاتحاد الهاشمي مشروعاً استعمارياً لمحاصرة الجمهورية العربية المتحدة المشكلة في نفس السنة من مصر وسورية. يضاف إلى ذلك تشكيل حلف بغداد الذي رآه عبدالناصر مرتكزاً للنفوذ الاستعماري في المنطقة، فكان أن تطابقت مصالح الكويت مع مصالح الجمهورية العربية المتحدة، يضاف إليها كيمياء شخصية إيجابية بين جمال وعبدالله. زار عبدالله السالم بغداد في ١٩٥٨، وتعرض خلالها لضغوط كبيرة من قبل مضيفيه، فأعلن حينها أنه سيغادر بغداد إلى مصر. وعبثاً حاول مضيفوه في بغداد ثنيه عن زيارة مصر. غادر بغداد للقاهرة، وعلى الرغم من أن عبدالناصر كان خارج مصر لالتزامات مسبقة، لكنه أصر على الانتظار، لتثبيت الموقف، الارتباط الاستراتيجي بمصر. متابعة قراءة زمن عبدالله السالم الاستقلال 4

سامي النصف

محطات الديموقراطية وتجاربها الإنسانية!

من المؤسف له أن الانتخابات في الولايات المتحدة أم الديموقراطيات في العالم لا تقوم هذه الأيام كما يفترض على البرامج السياسية التي يتقدم بها للناخب الأميركي كل من المرشحين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، أو على الافكار والمبادئ الإنسانية الخيّرة، بل تقوم الانتخابات على التعصب العرقي والعنصري والمذهبية الدينية والطبقية بين من يملكون ومن لا يملكون، بل وحتى على جنس المرشح، حيث سيختار البعض هيلاري كونها امرأة، وسيختار آخرون ترامب كونه رجلا. متابعة قراءة محطات الديموقراطية وتجاربها الإنسانية!

غنيم الزعبي

أنا فقير وأنت فقير تكرهني ليش؟

أغبى مخلوقات الله على وجه الأرض هو الطائفي الفقير.

بدلا من أن يستغل ويستفيد من تلك السنوات القليلة التي أنعم الله عليه بها على هذه الأرض ليسعد وليجعل حياته أفضل فهو سخرها للتقوقع خلف حاجز الطائفة وتبجيل وتقديس الطائفة المبالغ به.

تجده وهو الفقير المعدوم يبذل قصارى جهده وغاية طاقته في أعمال طائفية بغيضة بينما يبخل على نفسه ببضع ساعات يشغل فيها نفسه في عمل يحسن مستواه المعيشي هو وعائلته فتجد حياته من ضنك إلى ضنك. متابعة قراءة أنا فقير وأنت فقير تكرهني ليش؟