أ.د. غانم النجار

زمن عبدالله السالم الاستقلال 20 بين حل الاتحاد ومجلس الأمن

بحكم بُعدي الجغرافي حالياً عن الكويت، ووصول المعلومات مجتزأة وخارج السياق، إلا أنه يبدو أن هناك تشابهاً من حيث الشكل بين ما يجري حالياً من ظلم للكويت في المحافل الدولية الرياضية، وما جرى من ظلم حاد لها في بداية استقلالها من مجلس الأمن عام 1961. فرق التفاصيل بالطبع كبير، لكن الظلم مطلق، وبالتالي كان انطباعاً يستحق التنويه.

عندما كنت عضواً بمجلس إدارة نادي القادسية بمنتصف الثمانينيات، عايشت حل اتحاد كرة القدم حينذاك. كان يترأسه الشهيد فهد الأحمد، رحمه الله، حيث طلب وزير الشؤون الاجتماعية حينذاك، خالد الجميعان، من رئيس نادينا، عبدالعزيز المخلد، شافاه الله وعافاه، أن يتولى مهمة رئاسة الاتحاد المعيَّن، ومن ثم تولى رئاسة النادي الشهيد يوسف ثنيان المشاري، رحمه الله. متابعة قراءة زمن عبدالله السالم الاستقلال 20 بين حل الاتحاد ومجلس الأمن

أ.د. غانم النجار

زمن عبدالله السالم الاستقلال 19 الخسارة الأولى

طفت أزمة الكويت على الساحة الدولية صيف ١٩٦١، كانت أزمة نادرة، نتج عنها تأسيس قواعد حاكمة في النظام الدولي تجاوزت الكويت وأزمتها.

في الحقبة ذاتها، وتحديداً في أكتوبر ١٩٦٢ طغت على المنظومة الدولية أزمة أكثر حدة، وهي أزمة الصواريخ “الكوبية” بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، كادت تقود إلى حرب عالمية ثالثة، إلا أنها ظلت محصورة بين القطبين الكبيرين، ولم يقحم مجلس الأمن فيها، بل تم حلها من خلال تسويات ثنائية. متابعة قراءة زمن عبدالله السالم الاستقلال 19 الخسارة الأولى

أ.د. غانم النجار

زمن عبدالله السالم الاستقلال 18 معركة الأمم المتحدة

ارتبطت ولادة الكويت المستقلة بالمنظمات الإقليمية والدولية، ومن الضرورة فهم العلاقة بتلك المنظمات على أنها علاقة مصلحة متبادلة، متعادلة، غالباً تستفيد منها الكويت أكثر مما تفيد، والشواهد على ذلك كثيرة.

بالطبع هناك حالات استثنائية حدث فيها العكس، وعلى الأخص ما حدث في السنوات الأخيرة في العلاقة بالمنظمات الدولية الرياضية، والتي تسببت في الإضرار بمصالح الدولة، كما حصل أخيراً في الأولمبياد أو مع “فيفا”، وفي الغالب يعود ذلك إلى علة باطنية، وتطور المنظمات الدولية غير الحكومية في الساحة العالمية، وهو موضوع سنعود إليه لاحقاً، بشكل منفصل. متابعة قراءة زمن عبدالله السالم الاستقلال 18 معركة الأمم المتحدة

أ.د. غانم النجار

زمن عبدالله السالم الاستقلال (17) بين حقبتين

حلت علينا أمس الذكرى السادسة والعشرون للغزو العراقي للكويت، الذي استمر ٧ أشهر. عندما تحررت الكويت في ٢٦ فبراير ١٩٩١ كنت و١١٨٢ إنساناً من الكويتيين والبدون، أسرى في معتقل أبوصخير، أو “قرمة علي” شمال البصرة. أثناء زياراتي المتكررة للعراق في مهمات إنسانية دولية، بعد غزوه في ٢٠٠٣، حرصت على زيارة المعتقل الذي كنا فيه، كان ذات المكان، بظرفين مختلفين، بين موت وحياة. كانت فرصة نادرة لاسترجاع ذكريات “تنذكر ولا تنعاد”. متابعة قراءة زمن عبدالله السالم الاستقلال (17) بين حقبتين

أ.د. غانم النجار

زمن عبدالله السالم الاستقلال (16) دبلوماسية بلا دبلوماسيين

عندما جاء الاستقلال في يونيو 1961، ومعه أزمته الكبرى بمطالبة قاسم بالكويت ورفضه استقلالها، لم يكن للكويت جهاز متخصص بالشأن الخارجي، حيث إن الشؤون الخارجية كانت مسؤولية بريطانيا بموجب اتفاقية 1899.

وكانت أزمة 1961 تتطلب دبلوماسية فاعلة أكثر من أي أداة أخرى من أدوات إدارة الدولة. ولذا وجدنا السياسة الخارجية الكويتية تولد من رحم الأزمة، ولربما أن تلك الولادة الصعبة هي التي جعلت الشأن الخارجي الكويتي أكثر توازناً من غيره، ففي حين شهدت البلاد في العقود الأخيرة تراجعاً ملحوظاً في كل المرافق تقريباً، تستمر السياسة الخارجية في الحفاظ على توازنها، من دون أن يعني ذلك أنه لا توجد أخطاء وزلات ترتكب هنا أو هناك. الملاحظ هو أن أزمة 1961 كانت من أهم أسباب صناعة سياسة خارجية متوازنة، والأدلة على ذلك كثيرة لا حصر لها. متابعة قراءة زمن عبدالله السالم الاستقلال (16) دبلوماسية بلا دبلوماسيين

أ.د. غانم النجار

زمن عبدالله السالم الاستقلال (١٥) نجاح للجامعة العربية

مع تعثر مؤتمرات القمة العربية، نتذكر كيف أسهمت الجامعة فعلاً لا قولاً في حل أزمة استقلال الكويت في صيف ١٩٦١، كما نتذكر أيضاً كيف كان السلوك السياسي للجامعة بعد احتلال الكويت في أغسطس ١٩٩٠، الفرق واضح.

لم تتمكن الجامعة العربية من عقد اجتماعها في ٤ يوليو ١٩٦١ للنظر في طلب عضوية الكويت، بسبب تهديد العراق بالانسحاب من الجامعة في حال قبول عضوية الكويت. على أثر ذلك تقرر تأجيل النظر في طلب عضوية الكويت لحين انتهاء الأمين العام للجامعة من زيارته لبغداد ثم الكويت فالسعودية. متابعة قراءة زمن عبدالله السالم الاستقلال (١٥) نجاح للجامعة العربية

أ.د. غانم النجار

زمن عبدالله السالم 14 معركة الجامعة

تنعقد اليوم في العاصمة الموريتانية نواكشوط قمة الجامعة العربية، في “ظروف استثنائية”، وكأنه قد مرت على هذه الأمة ظروف غير استثنائية. وقد كان من المفترض، حسب التسلسل الأبجدي، أن تعقد هذه القمة في الرباط، ولكن كان للمغرب وجهة نظر أخرى، ليس هنا مجال نقاشها، فتم الانتقال إلى موريتانيا، لتشهد لأول مرة عقد القمة فيها.

تأسست الجامعة العربية في القاهرة في مارس ١٩٤٥ من ٦ دول، هي: المملكة المصرية، ومملكة العراق، والمملكة الأردنية، والمملكة العربية السعودية، ولبنان، وسورية، ثم انضم إليها اليمن في مايو ١٩٤٥، وتضم الجامعة العربية في عضويتها اليوم ٢٢ دولة. متابعة قراءة زمن عبدالله السالم 14 معركة الجامعة

أ.د. غانم النجار

زمن عبدالله السالم الاستقلال 13 جاسم القطامي

حققت الكويت نجاحاً دبلوماسياً ملحوظاً في الساحة الإقليمية حين تم قبولها بالجامعة العربية. عندما حلت أزمة الاستقلال، كانت أول مؤسسة تولد حينذاك هي وزارة الخارجية، فلم تكن للبلد خبرة في المجال الدبلوماسي. كان مستغرباً أن يكلف الشيخ عبدالله السالم جاسم القطامي بتأسيس وزارة الخارجية، ولكن يبدو أن هذا ما كان يميز النظام السياسي الكويتي، المرونة والقابلية للتغيير. لم يكن جاسم القطامي في الدائرة المقربة للنظام، بل كان من أبرز شخصيات المعارضة، وفي فبراير ١٩٥٩ وفي الاحتفال الشهير بثانوية الشويخ، بمرور سنة على الوحدة بين مصر وسورية وإعلان الجمهورية العربية المتحدة، ألقى القطامي خطابه الحاد الشهير، ما أدى إلى رد فعل حاد من السلطة تضمن جملة اعتقالات، وإغلاق الصحف والأندية وإيقاف الأنشطة العامة. لم تكن هذه النقطة الإشكالية الوحيدة في تاريخ جاسم القطامي مع السلطة، فقد كان الرجل مديراً للشرطة في بداية الخمسينيات، ورفع شعار “الشرطة في خدمة الشعب”، إلا أنه تقدم باستقالة مكتوبة سنة ١٩٥٦ لرئيس جهاز الشرطة حينذاك الشيخ صباح السالم، احتجاجاً على الأوامر بقمع المظاهرات التي هبت في الكويت تضامناً مع مصر بسبب العدوان الثلاثي، قال لي ذات مرة: “كيف أقول الشرطة في خدمة الشعب ويطلبون مني أضرب الشعب، مايصير”. إذا، لم يكن تاريخ الرجل أو حركة القوميين العرب التي يمثلها، تتمتع بعلاقة تستدعي تكليفه بهذه المهمة الحرجة في هذا الوقت الحرج، ولكن هكذا كان، والتقى الشيخ عبدالله السالم بجاسم القطامي ورفيق دربه د. أحمد الخطيب، وطلب منهما التعاون، انطلاقاً إلى حزمة إصلاحية وانفتاحية متكاملة. وعندما عرض على القطامي منصب وكيل وزارة الخارجية، إدراكاً منه لما لحركة القوميين العرب من تأثير وانتشار على المستوى العربي وعلى الأخص علاقتهم مع جمال عبدالناصر. بالطبع لم ينظر الرجلان للماضي القريب، بل للمستقبل وللصالح العام. بالنسبة لجاسم القطامي وافق على ما اعتبره مهمة وطنية، إلا أنه اشترط ألا يبقى في المنصب الرسمي طويلاً، وأن يتم إعفاؤه من المنصب لرغبته في الترشح لانتخابات مجلس الأمة، وهكذا كان. أما بالنسبة للدكتور الخطيب فقد خاض انتخابات المجلس التأسيسي، ليصبح نائباً للرئيس في المؤسسة الأكثر احتراماً، حيث أنجبت الدستور. حكاية الاستقلال تنوعت وعبرت عن تكاتف ومشاركة إمكانات متباينة في الرؤى، ومتحدة في الهدف، كما سنرى.

أ.د. غانم النجار

زمن عبدالله السالم الاستقلال 12 وانقلاب تركيا الفاشل

لم تكن الكويت حتى إعلان الاستقلال تدير شؤونها الخارجية، بل كانت بيد بريطانيا حسب الاتفاقية. لم يمنع ذلك الكويت من إقامة علاقات مع كيانات ومنظمات ودول في المنطقة، ولكنها لم تأخذ شكل التنظيم الدبلوماسي.

التعامل مع الأزمة حينها كان يتطلب جهداً دبلوماسياً فائقاً في التواصل مع الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، وعلى الأخص الجامعة العربية والأمم المتحدة.

شهدت كل من المنظمتين مماحكات وصولات وجولات، كانت الجامعة العربية الأقرب تحقيقاً للهدف حيث تم حسمها في ٢٠ يوليو، أي بعد شهر تقريباً من الاستقلال بقبول العضوية فيها، حين تمت دعوة عبدالعزيز حسين ليلقي كلمته كممثل للكويت. أما الأمم المتحدة فقد كانت المعركة فيها أشد قسوة وضراوة، حيث تم رفض الطلب الكويتي للانضمام مرتين بسبب فيتو الاتحاد السوفياتي، ولم تدخل الكويت في عضوية الأمم المتحدة إلا بعد انقلاب آخر جرى في العراق سنة ١٩٦٣، ومن ثم تطبيع العلاقات بين العراق والكويت. متابعة قراءة زمن عبدالله السالم الاستقلال 12 وانقلاب تركيا الفاشل

أ.د. غانم النجار

زمن عبدالله السالم الاستقلال 11 الملك سعود

الشخصيتان اللتان لعبتا دوراً محورياً في دعم استقلال الكويت، وبالذات في المراحل الأولى لأزمة الاستقلال، كانتا جمال عبدالناصر والملك سعود، رحمهما الله. وفي حين كان دور الرئيس عبدالناصر قد حصل على قدر جيد من التوثيق والتقدير، لم يحظ الملك سعود بذات التوثيق والتقدير لأسباب غير جلية، مع أنه كان يستحق التقدير العالي أو فلنقل التوثيق المتوازن.

فقد كان موقف جلالة الملك سعود في دفاعه عن الكويت، استراتيجياً بقدر ما هو شخصي. فقد ولد الملك سعود في الكويت في يناير ١٩٠٢ قرب سكة عنزة قرب المدرسة المباركية، ويقال إن تسمية فريج سعود تنسب لإقامة عائلة آل سعود فيها. متابعة قراءة زمن عبدالله السالم الاستقلال 11 الملك سعود