في مثل هذا اليوم من رمضان الماضي، وحتى اليوم الأول من رمضان الحالي، لم يحدث شيء، لم يتغير علينا أمر ما والحمد لله، الزمن يقف عند حدود الدولة، حدثت بعض الأمور العادية، قد تكون غير عادية عند بعض أو كثير من الناس، لكنها أمور ثابتة تحدث كل سنة في مثل هذا اليوم، ويحدث غيرها في أيام أخرى. عندنا، هنا في مركز الكون في مكان “بغ بانغ” أي الانفجار الكبير، الذي ربما صار في منطقة النويصيب أو جواخير كبد، أو أي مكان قرب مجلس الوزراء أو مجلس الأمة، أو قرب أي ردهة من ردهات وزارات ومؤسسات الدولة وُلِد الزمان أو المكان، لا يهم الفرق بين الاثنين أي الزمان والمكان، ما يهم هو أن الولادة بحد ذاتها كانت طبيعية. وحدث الوجود الكويتي قبل وجود العالم، ومنذ ذلك اليوم، وهو لم يكن يوماً أبداً، مثلما لم يكن هناك مكان، وإذا كتبت كلمتي زمان ومكان فأنا لا أعرف كيف أصف الحدث بغير هاتين الكلمتين، فقد تم تلقيني إياهما في طفولتي بزمن لا أذكره، مثلما يتم تلقيننا بكلمات كثيرة، وبكل ما ندركه في البيت أو المدرسة الرسمية أو مدرسة الحياة، تصبح الكلمات في وعينا ولا وعينا حقائق، لا يمكن الجدال حولها… تشكل عقولنا وذواتنا. متابعة قراءة كل عام وأنتم بخير
الشهر: يونيو 2016
نفحات رمضان.. وآهات وطن
أنعم الله سبحانه وتعالى علينا بأن بلغنا رمضان، أعاننا الله جميعا على صيامه وقيامه وحسن العبادة فيه، وأعاده علينا جميعا، ولعله من المفيد أن نستعيد في هذه المناسبة المثل الكويتي عن رمضان، الذي يقول «أهو يعود لكن إن شاء الله احنا نعود».
ويقبل علينا رمضان هذه السنة والوطن تتزايد تحدياته ومعاناته وآهاته، فالحريات العامة التي هي نفس الناس وحياتهم مرت بإشكالية التضييق والمحاصرة، بأشكال وأوجه عديدة، ولم تعد أحكام الدستور هي المرجعية، خصوصا مع تشريعات تجنح الى هدر الضمانات الدستورية وتجيز الملاحقة والتوقيف والاتهام، حتى في أحوال الشك والاحتمال، بل إنها اتجهت الى تقييد وسائل التواصل الاجتماعي من خلال اعتبار مجرد الدخول إليها وتصفحها كافيا لتوجيه شكوى الاتهام الجنائي ـــ بكل أسف ـــ فضلا عن التوسع في السماح للتنصت تحت مبرر المصلحة الوطنية، فتحول الاستثناء الى أصل مهدرا للحريات، ونواكب هذا التقييد بصورة مقلقة وغيرها كثير. متابعة قراءة نفحات رمضان.. وآهات وطن
زمن عبدالله السالم الاستقلال ١
مع حلول شهر رمضان قد تجد الكتابة نمطاً آخر، عن زمن عبدالله السالم، خاصة أننا نقترب من الذكرى الخامسة والخمسين للاستقلال، ففيها وخلال أحداثها تمت صياغة معالم الكويت الحديثة، بإيجابياتها وسلبياتها.
في تمام الساعة التاسعة صباحا، في قصر السيف، وبحضور الشيخ عبدالله السالم، والمقيم البريطاني في الخليج وليام لوس، والمعتمد السياسي البريطاني في الكويت جون ريتشموند، استقلت الكويت عن بريطانيا في ١٩ يونيو ١٩٦١، حيث تم استبدال اتفاقية حماية ١٨٩٩ بين بريطانيا والكويت، باتفاقية صداقة لتصبح الكويت بعدها “دولة مستقلة ذات سيادة”، وبذلك صار جون ريتشموند أول سفير لبريطانيا بالكويت. وعلى أثر ذلك أعلن رئيس الوزراء العراقي حينذاك عبدالكريم قاسم أن الكويت ليست إلا قضاء تابعاً لولاية البصرة، بحجة أن العراق الحديث وريث للإمبراطورية العثمانية، وهي وراثة غير مستحقة على أي حال. “أزمة الكويت” تلك تكونت من خمس محطات: إعلان الاستقلال، فتهديد بالضم، فدخول منظمات إقليمية ودولية على الخط، فإنزال عسكري من دولة كبرى هي بريطانيا، فدخول جيش عربي ومغادرة الجيش البريطاني. ومع أن الدراسات المتعمقة للوثائق البريطانية أثبتت أن الأزمة كانت مفتعلة، شارك فيها قاسم والبريطانيون، وعلى رأسهم سفير بريطانيا ببغداد همفري تريفليان، إلا أن “أزمة الكويت” ظلت حالة تقليدية مهمة في أدبيات العلاقات الدولية ومازالت. متابعة قراءة زمن عبدالله السالم الاستقلال ١
رسائل من محمد علي كلاي
“نحن كمسلمين يجب أن نقف في وجه أولئك الذين يستخدمون الإسلام لدفع أجندتهم الشخصية الخاصة بهم”، قال الراحل محمد علي كلاي في تصريح لشبكةNBC News “لقد نفروا الكثيرين من التعرف على الإسلام، المسلمون الحقيقيون يعرفون، أو ينبغي أن يعلموا أن محاولة إجبار الناس على الإسلام يخالف ديننا.. وأعتقد أن قادتنا السياسيين يجب أن يستخدموا مواقعهم لتحقيق التفاهم حول دين الإسلام، وتوضيح أن هؤلاء القتلة المضللين يحرفون وجهات نظر الناس عما هو الإسلام حقا عليه.. أنا مسلم ولا يوجد شيء يمت للإسلام في قتل أناس أبرياء في باريس وسان برناردينو أو أي مكان آخر في العالم، المسلمون الحقيقيون يعرفون أن العنف الوحشي لمن يطلق عليهم “الجهاديين الإسلاميين” يتعارض مع صميم مبادئ ديننا”. متابعة قراءة رسائل من محمد علي كلاي
صيام ركاب الطائرات والمركبات والمناطق القطبية!
رغم حقيقة وجود مناطق قطبية ذات اوقات غير منتظمة يعلم بها علماء المسلمين منذ قرون ويصل بها النهار الى ما يقارب 24 ساعة، ورغم ان السفر بالطائرات قد بدأ منذ ما يقارب القرن، ومركبات الفضاء منذ ما يقارب 6 عقود، إلا ان المجمعات الفقهية الاسلامية لم تصدر فتاوى متفقا عليها لكيفية صلاة وصيام من يسكن تلك المناطق النائية او يستخدم وسائل النقل تلك، وما صدر به احيانا تباينات بين الفتاوى كونها صدرت دون مشورة اصحاب الاختصاص من العاملين في مجال الطيران او الفضاء. متابعة قراءة صيام ركاب الطائرات والمركبات والمناطق القطبية!
رمضان.. نداء الروح
الروح هي جوهر الذات الإنسانية، وهي نقطة التمايز بين الإنسان وبقية الكائنات، هي الجوهرة الثمينة التي من غيرها تبقى النفس الإنسانية ذات طينية أرضية لا قيمة لها، فالروح هي النفحة العلوية التي تسمو بالإنسان في معارج الفضائل «فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين». فبحلولها في الجسد استحق آدم سجود الملائكة، فحصل التشريف، وبدأت رحلة التكليف.
النفس الإنسانية تتنازعها مطالب الروح ومطالب الجسد، حيث يبقى الإنسان طوال العام يلهث وراء نداء الجسد المادي، وصوت الغرائز، ومتطلبات وجوده المادي، فيأتي شهر رمضان ليضع حدا لذلك اللهاث، ويذكر النفس الإنسانية بالحاجات الأخرى التي عليها حق العناية والرعاية، وهي الحاجات الروحية، التي كثيرا ما يغفل الإنسان عنها بسبب الإغراق في الحاجات المادية التي تفرضها الحياة عليه. متابعة قراءة رمضان.. نداء الروح
مقال ثابت
قبل ثلاث أو أربع سنوات نشرت هذا المقال لأول مرة، وأذكر بأن كم الاستهجان فاق الترحيب حينها، ولكني كنت مقتنعا جدا بما كتبت ولم تتغير تلك القناعة منذ ذلك الحين، بل كانت تترسخ أكثر كل عام، وهو ما كان يجعلني أعيد نشر المقال في كل رمضان، وهو ما سأكرره اليوم أيضا، ومن حسن الحظ بأن الفكرة التي طرحتها من خلال المقال قبل أعوام باتت مستحسنة اليوم ويتداولها الكثيرون في وسائل التواصل على عكس ما كان عليه الوضع قبل ثلاثة أعوام، والفضل طبعا لا يعود لما كتبت بل لارتفاع الوعي نسبيا في هذا الاتجاه ولاكتشاف الناس للتناقض الصارخ الذي نعيشه، عموما كي لا أسهب في المقدمة أترككم مع المقال القديم الذي سأكرره في كل عام إلى أن يتغير الوضع القائم، وكل عام وأنتم بخير. متابعة قراءة مقال ثابت
ليش رابطين الإصلاح بالتضييق على المواطن؟
قبل عدة سنوات وأظنها قبل موسم الأعياد سجلت ماكينة السحب الآلي في فرع البنك الوطني في منطقة الصباحية أعلى كمية أموال سحبت من ماكينة ATM في يوم واحد في العالم كله.
وقبل أسبوع تقريبا كنت في أحد البنوك لإجراء معاملة وكانت نافذة الموظف تطل على ممر السيارات لماكينة السحب الآلي وكان المنظر كأنه نهر هادر من السيارات لا يتوقف، سيارات قديمة، وسيارات جديدة، سيارات غالية الأثمان، وسيارات متواضعة تجعلك تتساءل: (معقول عنده فلوس في البنك هذا). متابعة قراءة ليش رابطين الإصلاح بالتضييق على المواطن؟
قصة الأمس
عنوان المقال هو اسم لرائعة سبق أن شدت بها أم كلثوم من شعر محمد فتحي وألحان السنباطي، حيث تقول فيها: متابعة قراءة قصة الأمس
«الجبرتي» سماها «الأضاحيك» وفي زمننا صار اسمها… النكات!!
«الجبــــــرتـــي» يسميـــــهـــا… «الأضاحيك». وتعني الآن بمفهوم أهل القرن الحالي «النكات» التي بدأت باختراعها شعوب الأرض قاطبة كفاكهة أثناء جلسات السمر والفرفشة وانتهت عند العديد من الناس – خصوصا العربية والإسلامية – الى سلاح فتاك يرعب الحاكم الظالم! الألماني لا يضحك علي نكته مصرية والايطالي لا يفهم النكتة العراقية، والسويسري سيحتاج الى وسيط يشرح له معني النكته السورية… والعكس صحيح بالطبع!!
روى لي زميل مصري هذه الحادثة الطريفة ويقول: كنت طالبا ادرس في فرنسا في الستينات من القرن الماضي، وحدث انني دخلت الى مسرح لمشاهدة مسرحية كوميدية أو هكذا قيل لي – حين ظهر الممثل على الخشبة مدير عمله يسأله: لماذا تأخرت عن الحضور اليوم؟ فيرد الموظف: كنت اشعر ببعض ارتفاع في درجة حرارتي وسخونة في أطرافي – فرد المدير: ولماذا لم تتصل بنا هاتفيا وتبلغنا عن ذلك؟ فقال الموظف: سيادة المدير ليس لدي هاتف في البيت!! وهنا – والكلام للزميل المصري – ضج المسرح من الضحك؛ لأن مسألة عدم وجود هاتف في شقة في فرنسا أمر نادر جدا، بينما في مصر كان شيئا عاديا لا يضحك علي عدم وجوده… أحد!! وقف المنولوجست المصري الشهير أحمد غانم كعادته كل ليله على احد مسارح القاهرة زمن عبدالناصر ووقتها كان الشارع المصري يعاني من «أزمة رز»، فروي نكته تقول: «واحد كان عايز يشتري رز في القاهره مالقاش ولا حبه، صاحبه قاله ان الرز في إسكندريه، ركب القطار وسأله الكمسري: انت عايز تروح إسكندريه ليه؟ فقال: عشان اشتري رز». وعند وصولهم الى طنطا التي تبعد مئة كيلومتر عن الاسكندرية طلب منه الكمسري ان ينزل فيها فاستغرب الراكب، قائلا إنه لا يريد طنطا، فقال الكمسري: «انت مش عايز تشتري رز؟ إنزل هنا، الطابور يبتدي من… طنطا وآخره في إسكندريه!!. هذه النكتة تألم منها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كثيرا وأوعز الى وزير التموين باستيراد آلاف الأطنان من الرز حتى تختفي تلك… النكتة المؤلمة!! متابعة قراءة «الجبرتي» سماها «الأضاحيك» وفي زمننا صار اسمها… النكات!!