بينما ينقلب العالم رأسا على عقب وتخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد استفتاء شعبي ديمقراطي تم احترامه من قبل الرسميين البريطانيين، يعيش الإنسان العربي في خوف من حاضره ومستقبله في ظل التآمر على صوته وحقه الإنساني في الحرية والاستقرار، العربي خائف على عمله لأن الاقتصاد لا ينمو والاستثمار لن يأتي لمنطقة بهذا الاضطراب. كما أنه قلق بسبب سقوط أسعار النفط لانعكاسها على دول النفط والدول الغير نفطية، وخائف من الحروب في اليمن وسوريا والعراق وليبيا وخائف على اللاجئين ومن اللاجئين.
ومن الجمود السياسي في البلدان العربية وسوء الإدارة والفساد، وهو قلق على الحالة المصرية التي تقع على أراضيها المفاجأة تلو الأخرى. الخوف العربي يمتد لإيران وهجومها الإقليمي، ولداعش وصعوبة احتوائها. متابعة قراءة تحديات مرحلة .. العربي الخائف من المجهول
اليوم: 27 يونيو، 2016
«اللي مش عاجبه .. ينتف … حواجبه»!!
بعيدًا عن السياسة وهمومها في هذا الشهر الكريم، وقع بين أيدينا كتاب بعنوان»الأمثال العامية» كتبه العلامة المحقق «أحمد تيمور باشا» أحد رجالات مصر المحروسة في العهد الملكي! تولد الأمثال الشعبية نتيجة تجارب الشعوب في حياتها اليومية فيأتي القول العامي متطابقًا مع عادات وتقاليد أي مجتمع، والطريف أن نسبة التشابه بين الأمثال الشعبية ومعانيها في معظم البلدان العربية يكاد يكون متطابقًا، مما يعني أن ما يربط هذه الشعوب بعضها ببعض ليس – فقط- الدين واللغة والحضارة، بل… وحتى الأمثال والأقوال!! سنطلعكم على شريحة منها تتميز بالطرافة من قاهره المعز تقول: «الي ياخذ المقصد بسوء نية، تركبه … جنيه» أو… «أعرج يسحب مكسح… يقول له تعال نتفسح» أو «اللي عاجبه عاجبه، واللي مش عاجبه… ينتف حواجبه»! و… «شنب ما تحته فلوس يحتاج له… موس»! و»سكران يضرب في ميت، لا الأول داري، ولا التاني حاسس بيه»! و… «ابنك علي ما تربيه، وجوزك على ما تعوديه»! و… «سيبني وروقني وخلي العفاريت… تركبني»!! و… «حبك في قلبي يا بهيه زي حب الأقرع… للكوفيه»! تسعة أعشار هذه الأقاويل لا تخرج ولا تولد من فراغ، بل من حكايا وحوادث ذات مغزى يؤرخها الناس ويخلدونها بجمل قصيرة تعتبر مرجعًا لأجيال تأتي بعدهم، وعلى سبيل المثال مقولة! «اللي اختشوا … ماتوا» وأصله أن مجموعة من النسوة كن داخل أحد الحمامات التركية القديمة والشهيرة في زمن الدولة العثمانية، حيث اعتادت النساء الاستحمام فيه أسبوعيًّا، وذات يوم شب حريق هائل بداخله فهربت بعضهن متسترات بالفوط فقط إلى الخارج ونجين من الموت، اما من «استحت وخجلت واختشت» من أن تخرج بالفوطة إلى الشارع فقد ماتت محترقة و… مشوية!! وآخر يقول: «احنا دافنينه… سوا» وأصله أن رجلاً مع صديقه ضاقت بهما سبل العيش وأحاط بهما الفقر، ففكرا في خطه شيطانية للحصول علة المال، فجاءا بحمار ودفناه في قبر وأقاما عليه ضريحًا وغطياه بالأقمشة وادعيا أنه لأحد أولياء الله الصالحين، فصار العامة من الناس يزورونه ويتبركون به ويقدمونه له القرابين!! وذات يوم طمع أحد الرجلين بتلك العطايا فسرقها فعلم صاحبه فهدده بأنه سيدعو عليه «صاحب المقام» لتحل عليه لعنته، فرد الأول ضاحكًا:… «إحنا دافنينه… سوا»!! ومثل شعبي طريف آخر يقول: «دخول الحمام مش زي… خروجه»، أن رجلاً كان يملك حمامًا تركيًّا للرجال، لكن العمل كان قليلاً والمردود المالي شحيحًا فتفتق ذهنه عن فكرة وهي أن يدعو الرجال للاستحمام بالمجان فتهافت عليه المئات، وبعد أن يخلعوا ملابسهم كان يأخذها ويخفيها، وبعد أن ينتهي أصحابها من الحمام ويبحثون عنها فلا يجدونها فيخبرهم أنها محجوزة لديه، ومن يريد استرجاعها عليه أن يدفع ثمن الاستحمام! فلما قيل له: إنك دعوت الناس للدخول بالمجان كان يرد عليهم قائلاً «دخول الحمام مش زي خروجه»!! كذلك هناك أمثال عجيبة ليس لها تفسير عقلاني أو منطقي مثل: «الي تتجوز يوم الأربع… علي بيت أبوها ترجع»! و»الي تتجوز يوم الحد… مايعلاش عليها حد»!! و… «الي حماتها تحبها… الشمس تطلع لها»!و… الي راسها بتوجعها… صيت ابوها ينفعها»! و… «بوس ايد حماتك ولاتبوس ايد … مراتك»! و… جت العازبه تبكي … لقت المتجوزه بتبكي» وأخيرًا – وليس آخرًا – حطي جوزك فوق السطوح… إن كان فيه خير ما يروح»!! متابعة قراءة «اللي مش عاجبه .. ينتف … حواجبه»!!
زمن عبدالله السالم الاستقلال والعزل السياسي 6
قام مجلس الأمة مؤخراً بتعديل قانون الانتخاب باتجاه “العزل السياسي”، بحرمانه بصورة دائمة وأبدية، لمن “أدينوا” بالإساءة. ومع أهمية الجدل الدائر حول تطبيق المنع على عدد من السياسيين، إلا أن ذلك البعد هو الأقل أهمية، فالقانون سيكون سيفاً مصلتاً على الجميع، وحرمان مواطنين من حقوقهم إلى الأبد.
رفض التعديل لا يعني الموافقة على الإساءة، فالأمر مشابه لما أصدره مجلس فبراير ٢٠١٢ متواطئاً مع الحكومة ضد الناس، قانون “إعدام المسيء”، فكانت حكمة صاحب السمو بالمرصاد لذلك الانحراف التشريعي، مستخدماً صلاحياته الدستورية حين رد القانون. متابعة قراءة زمن عبدالله السالم الاستقلال والعزل السياسي 6
كن نفسك ولا تبال
خلال شهر رمضان المبارك يتعرض أفراد الأسرة الكويتية لهجوم بركاني ثائر تمثل في عشرات الرسائل القادمة سواء من مسلسلات الدراما الكويتية أو عشرات الإعلانات التي تتخللها وتستهلك ربع مدتها الزمنية.
لو كان حجم مخ المواطن الكويتي يقدر بسعة 500 جيجابايت فأكاد أجزم بأن تلك المسلسلات والإعلانات ملأت 3 أرباعه بقصص تحمل بعضها رسائل سيئة ومخالفة للواقع والمنطق.
من تلك الرسائل (الخايبة) والتي توجهت وبتركيز للفتيات في سن المراهقة والجامعة بل وحتي في سن العمل، تلك الرسالة فحواها أنه (عادي) البنت تكلم واحد غريب لا يقرب لها. متابعة قراءة كن نفسك ولا تبال
الحديدي الجميل (2 – 2)
كان عام 1940 نقطة تحوّل في حياة أسرة دمشقية جميلة، عندما اصبح عائلها، الدكتور يحيى الحديدي اول طبيب عربي يعمل في الكويت، واصبح بحكم الواقع مديرا للقطاع، يوم لم يكن هناك موظفون ولا كوادر ولا نفط، ولا أموال، ولا حتى مياه باردة أو مكيّفات. وكانت المدينة تخلو تقريبا من الزرع والظلال والشجر، فلا غوطة هناك ولا فواكه ولا سلال خضار، ولا أي رفاهية تذكر، او صلة بحضارة غناء طالما عرفها الطبيب الشاب، الذي لا أحد يعرف ما الذي دفعه الى أن يأتي للعمل في الكويت، بكل خشونة المعيشة فيها، وقلة مواردها المالية، ولكن ذلك كان قدر الرجل، الذي كانت له في المقبل من الأيام أياد بيضاء، وفضل لا ينسى، على آلاف الأسر الكويتية التي تلقت العلاج على يديه الكريمتين، ولا شك في أن المال لم يكن الدافع وراء قدوم د.الحديدي الى الكويت، بل كان إنسانيا بحتا. متابعة قراءة الحديدي الجميل (2 – 2)
الاستفتاء البريطاني.. ليش مو كويتي؟!
على الرغم من اختلاف مواقف السياسيين حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلا أنهم جميعا اتفقوا على أنه استفتاء وخيار البريطانيين الذي يجب ان يحترم.
بعد هذا الاستفتاء الديموقراطي الأكثر من رائع والذي يشير إلى مشاركة الشعب البريطاني في تحديد مصيره بشأن البقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبي، وجدت آراء كويتية كثيرة معظمها من مدعي المعارضة والتي
تشير إلى هذا الاستفتاء، وكانت تمنياتهم بأن يستخدم هذا الاستفتاء في الكويت بشأن قضايانا المحلية رغم وجود البرلمان، لكن ما أريد أن أشير إليه بتجرد هو أن الثقافة السياسية لدى الشعب البريطاني لا يمكن مقارنتها مع ثقافتنا السياسية، التي للأسف تعتمد على الولاء القبلي والطائفي والفئوي، وهذا واضح ومكشوف في المخرجات التي يختارها الشعب على مستوى كافة الانتخابات المختلفة.
أي استفتاء كويتي يريدونه هؤلاء بالضبط؟! هل يريدون حكومة منتخبة؟! وما زالت العقول تدعو للاصطفاف القبلي والطائفي والفئوي إبان أي انتخابات تحدث وكأن الكرسي ملك خاص لفئات دون غيرها لقضاء الحوائج ولو على حساب القانون!
*هل هؤلاء يريدون استفتاء بهدف إقصاء من يختلف معهم فكريا أو عقائديا؟! ما دام الطرح الطائفي اصبح وسيلة للوصول للكراسي بسبب وجود التعصب والجهل بوجود حرية غير مسؤولة، وهل سنرى استفتاء يسعى لإلغاء الحقوق السياسية والاجتماعية بحجة أن هؤلاء المواطنين ليسوا مواطنين درجة أولى؟! حتى يتسع قلب كل عنصري بالراحة ولو كان على حساب الدستور الذي يمنح الحقوق للجميع!
*هل نحتاج الى استفتاء لرحيل فئة البدون إلى جزر القمر أو المريخ أو عطارد؟! وننسى تضحياتهم في الحروب العربية وتحرير الكويت، وبذلك نجعلهم يستخرجون جنسياتهم رغم تواجد بعضهم في الكويت قبل الاستقلال، بحجة الحفاظ على النسيج الاجتماعي!
الحقيقة التي أدركها تماما أن الاستفتاء لا يمنح إلا لشعوب تقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، نعم الاستفتاء يمنح لشعوب لا تسأل عن أصلك وفصلك وعرقك ودينك ومذهبك ورقم جنسيتك، وللأسف فإن الإجابة على هذه الأسئلة أصبحت لدى البعض هي أساس تقييمك بين الناس، لكن في بريطانيا يسألونك عن إنجازاتك وقدراتك وشهادتك العلمية وخبراتك في تحقيق الصالح العام للبلد.
الاستفتاء.. يا من تضربون الأمثال ببريطانيا وتريدون أن يطبق في ساحتكم التي انزعجت من اختياراتكم مرارا، أقولها بصراحة هي بحاجة إلى ثقافة كثقافة الشعب البريطاني، الذي لا يقدم العرق والدين والعائلة على المصلحة العامة للدولة.
لذا علينا ان نطلب حاجاتنا على قدر إمكانياتنا العقلية والثقافية والاجتماعية من غير أن نقفز الى المجهول نتيجة تنظير غير مدروس من محبي الفلسفة الإنشائية في ضرب الأمثلة.