خبراء التسويق ينصحون البائع: “لا تعرض على الزبون أكثر من سلعتين في وقت واحد”. والكاتب زبون، وأحداث الدنيا هي البائع. وأمس عرضت الدنيا نحو أربعة مواضيع لا يمكن “عدم شرائها”، فغرقتُ في محيط الحيرة، ووصلت إلى الأعماق الباردة، حيث الشعب المرجانية وبقايا السفن المتآكلة.
عرضت الدنيا أمامي ما اتُّفق على تسميته “قانون منع مسلم البراك”، والمقصود منه قانون مجلس الأمة، الذي صيغ ليمنع النائب المعارض الشهير مسلم البراك من خوض الانتخابات، في حال قرر ذلك. وفي هذا الموضوع يطول الحديث، ويضرب الناس أفخاذهم لشدة الضحك، ويتمتمون وهم يمسحون رؤوس النواب: “اسم الله عليكم، اسم الله عليكم”.
والخوف قد يدفعك للتصرف بحماقة، وقد يدفعك للتصرف بصبيانية، وقد يدفعك للتصرف بهذه وتلك، فتكسر ألعابك، أو تمزق هدومك، أو تسن قانوناً في لحظتين، أو في ثلاث، تنضح مواده كيدية وحقداً وارتباكاً. يا حرام.
وبخلاف هذا القانون، الذي يدخل في باب “لعب العيال”، لا يمكن أن يلجم الكاتب قلمه عن آخر تقليعات داعش، ولا عن آخر إبداعات الطيران الروسي في سورية، ولا عما حدث للبريطانيين، كبدي عليهم، الذين انتظرت حكومتهم قرارهم وهي تقضم أظافرها، ولم يجربوا، هم، لذة انتظار قراراتهم المصيرية من قِبَل الحكومة.
هم أناس أشقاهم الله وأشغلهم بأنفسهم، ونحن أناس، ولله الحمد، ماكلين شاربين نايمين، حكومتنا تُشكّل من دون أن نشغل أنفسنا بها، ودوائرنا الانتخابية تأتي إلينا جاهزة، والسح الدح امبوه، إدي الواد لابوه.