الأوضاع في منطقتنا العربية أقرب لقطيع غزلان يجري ويتبعه قطيع من النمور والفهود والذئاب المتوحشة الطامعة في لحمه ودمه «خيراته وأراضيه»، وكلما ضعف غزال وتعب من المقاومة والمطاردة والجري التهمته الوحوش ومزقت أوصاله دون رحمة، ثم واصلت الجري ثانية خلف قطيع الغزلان أملا في سقوط فريسة أخرى.
***
صراع البقاء هذا مستمر في منطقتنا منذ سنين، وتستخدم فيه كل وسائل الخداع وتوزيع الأدوار بين الفصيل المتوحش للوصول إلى الهدف النهائي، وهو التهام كامل أو أغلب القطيع المطارد، فهذا يحدّ من الشرق والآخر من الغرب، وثالث يزأر من الشمال ورابع يختبئ بين الصخور في الجنوب، والحل الأمثل أو الممكن لخروج الغزلان من هذا المأزق شديد الخطورة، الذي يستهدف بقاءهم وإنهاء حياتهم، يكمن – إن أمكن – في خلق الفتن والخلاف بين القطيع المفترس كي يتحول العداء المصطنع وتوزيع الأدوار فيما بينهم إلى خلاف حقيقي على الغنائم قبل الحصول عليها كي ينشغل القطيع المتوحش بنفسه بدلا من الانشغال بالغزلان، فييأس من الوصول لأهدافه بسبب خلافه، ويتجه إلى مناطق صيد جغرافية أخرى و…
***
آخر محطة:
(1) دون استخدام الحيلة والخداع باتجاه معاكس سيستمر للأسف تساقط الغزلان بالمنطقة الواحد تلو الآخر في الأعوام القليلة المقبلة التي تنقلنا لبدء العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين.
(2) يقوم للأسف بعض الغزلان عبر ترهله وغفلته بتقديم نفسه ضحية سهلة للوحوش الضارية، وللعلم لم يسقط غزال (دولة) قط بالمنطقة إلا وكان العامل الذاتي من غفلة وقلة حكمة وقصر نظر هو السبب الأول في السقوط، لا سرعة أو كفاءة الوحوش الطامعة!