احمد الصراف

المعنوية

تواجه إنسان اليوم مشاكل عدة، تبعا لأين وكيف يعيش. ولا يمكن لأي عامل منفرد، مهما ارتفعت أهميته، كالدين أو الثراء المادي، أو المستوى التعليمي، حتى لو كان عاليا، أن يحل كل مشاكله. كما ليس باستطاعته الانعزال عن العالم، مهما كانت درجة تعصبه، هذا إن أراد الاحتفاظ بقواه العقلية. فقد رأينا كيف هرع غلاة المتطرفين وكارهو الغرب وحضارته ولاعنو منتجاته، والداعون للانعزال عنه، كيف هرعوا لتناول أنجع أدويته، ولو كانت مستخلصة من الخنازير، وتلقي أفضل علاجه، لكي يبقوا على قيد الحياة فقط! وبالتالي، قبلنا أم رفضنا، فإن مآلنا في نهاية الأمر يكمن في قبول الآخر، سواء كان مؤمنا أو كافرا أو ملحدا، طالما أن مصلحتنا في نهاية الأمر تتطلب الانسجام مع الإنسانية، والتعايش مع الآخر والقبول بشروط تلك المعيشة المتعلقة بحقوق الإنسان والمواثيق العالمية الأخرى، وبخلاف ذلك على الرافضين للغير، من شرق وغرب، الانزواء في الصحاري أو اللجوء لكهوف الجبال، فلا مكان في عالم اليوم، وإن بعد حين، للبداوة والتعصب والانعزال والانغلاق.
وفي محاولة للتقليل من مادية الحياة الغربية، يدعو المفكر الإيراني مصطفى ملكيان في كتابه «الدّين وأزمة المعنى في العالم الجديد»، والذي قام بترجمته باقتدار الزميل فاخر السلطان، بالتركز والتمسك بمفهوم المعنوية (spirituality)، أو ما يسمى بالقيم الروحية، التي يقول إنها لا تختلف بالضرورة مع الدين، بل هي جوهر الأديان، وبالتالي ليس في الأمر اي انتهاك لحرمة الدين، بل التمسك بها يعني الوصول للب وجوهر الدين. وعن طريق المعنوية يمكن أن نفك عقد كثير من المشاكل والمسائل التي تواجهنا بالمشاركة والمعايشة مع الإنسان الحديث، وهي المشاركة التي لا يمكن أن تتحقق عن طريق الدين التاريخي وحده، خصوصا وقد ثبت ان مشاكل العصر التي تواجهنا لا يمكن حلها عن طريقه، بل بالجمع بين العقلانية والمعنوية، من دون التضحية بإحداهما، ولا يعني ذلك رفض الدين او التدين. متابعة قراءة المعنوية

عادل عبدالله القناعي

حلب «عاصمة» القصف الدولي

حلب وما أدراك ما حلب ، هذه المدينة الشامخة التي تعد من أكبر المحافظات السورية من ناحية تعداد السكان ، هذه المدينة المزدهرة بالحضارات والثقافة والفنون الجميلة ، هذه المدينة التي فتحها القائد أبو عبيدة بن الجراح ، اليوم وللأسف تعيش هذه المدينة حزينة ومنكوبة ، فما تمر به حلب هذه الأيام يعتبر مأساة بمعنى الكلمة في ظل الجحيم الذي لا يفارقها ليلا ولا نهارا ، فعلا فما حدث في حلب هو جريمة بحق الإنسانية ، ومعاناة بحق البشرية ، وتعذيب فاق الحدود ، وقتل تعدى الآلاف ، وتدمير مزق البنية التحتية ، وحرق طال الأخضر واليابس . متابعة قراءة حلب «عاصمة» القصف الدولي

أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع

هل إجازة العضو تحول دون سقوط العضوية؟

طرح تساؤل دستوري وقانوني، بمناسبة الخطاب المرسل من عضو مجلس الأمة عبدالحميد دشتي لرئيس مجلس الأمة، يطلب فيه منحه إجازة، عملاً بنص المادة 24 من اللائحة الداخلية لمجلس الأمة، التي تنص على ما يلي: «لا يجوز للعضو أن يتغيب عن إحدى الجلسات، إلا إذا أخطر الرئيس بأسباب ذلك. فإذا أريد الغياب لأكثر من شهر، وجب استئذان رئيس المجلس. ولا يجوز طلب الإجازة لمدة غير معينة. ولا يجوز للعضو الذي حضر الجلسة الانصراف منها نهائياً قبل ختامها إلا بإذن من الرئيس». متابعة قراءة هل إجازة العضو تحول دون سقوط العضوية؟

مبارك الدويلة

الاحتلال الإيراني يفضح أميركا

‏اليوم تحوّل التدخل الإيراني في سوريا إلى احتلال كامل! فما تفعله الميليشيات الإيرانية والعراقية في سوريا، المدعومة بمرتزقة أفغان وباكستانيين ولبنانيين، تجاوز مفهوم التدخل إلى الاحتلال ومسك الأرض! وأصبحت إيران تدير واقع المعركة من دون أن يكون للأسد خيار إلا القبول بالأمر الواقع ما دام أنه يطيل مدة بقائه على العرش! وقد شاهد العالم ما قامت، وما زالت تقوم به هذه الميليشيات المجمعة من كل صوب داخل المدن السورية التي تدخلها، ولعل آخرها المجازر التي ما زالت تجري ضد البشرية والإنسانية في مدينة حلب الشهباء، التي تحولت إلى حمراء؛ بسبب الدماء التي غطت كل شبر من حيطان ما تبقى من مبانيها! كل هذه الجرائم تجري بمباركة فعلية واستنكار إعلامي فقط من أميركا والاتحاد الأوروبي، بينما ما زال المغفلون من أبناء الأمة يأملون منهم الضغط على إيران وروسيا لوقف هذه المجازر! ويتناسون أن كل ما يجري هو جزء من الاتفاق النووي بين إيران والغرب. متابعة قراءة الاحتلال الإيراني يفضح أميركا

أ.د. غانم النجار

حلب… مأساة تلد أخرى

تدور حول مدينة حلب مأساة إنسانية محزنة، والمؤسف أنها ليست الأولى، ولا يبدو أنها ستكون الأخيرة، سواء في حلب أو في غيرها من بقاع الأرض. استهداف المدنيين، وحصارهم وتجويعهم مستنكر ومرفوض، من كل الزوايا، دون “لكن”، و”حيث إن”، و”ربما”. فالإنسان البريء، المدني، هو ذاته في كل مكان، بصرف النظر عن دينه، أو مذهبه، أو عرقه، أو ملته. إلا أن هذا المفهوم غير موجود عند الكثير من الأطراف المستنكرة أو الأطراف التي تستنكر الاستنكار.
سيتوقف غداً أو بعد غد نزيف الدم في حلب، باتفاق سياسي، ولكنه سينزف في مكان آخر. فأين نقف عندما يكون الدم النازف هو لفئة غير فئتنا، أو غير عرقنا، أو غير مذهبنا؟ متابعة قراءة حلب… مأساة تلد أخرى

سامي النصف

رماد أوطان.. ودخان!

مع إنشاء العراق الحديث أوائل العشرينيات تم تجاهل أسماء المرشحين العراقيين المؤهلين لحكم العراق وتقديم وتفضيل حكم الملك فيصل الاول القادم من الحجاز عن طريق سورية وبصحبته رواد الثورة والوحدة العربية من كبار ضباط الجيش العثماني الذين تحولوا بولائهم لاحقا للشريف حسين بعد اعلان ثورته الكبرى عام 1916 أمثال نوري السعيد وجعفر العسكري وطه وياسين الهاشمي وغيرهم ممن تناوبوا حكم الوزارات العراقية، وقد خلف الملك فيصل ابنه الملك غازي الذي بالغ في توجهاته الوحدوية، متناسيا العراق، وفي عهده حدث انقلاب بكر صدقي 1936 ذو التوجهات الخليط من الكردية والتركية والفاشية والنازية الألمانية دون.. العراقية. متابعة قراءة رماد أوطان.. ودخان!

علي محمود خاجه

لوياك

لم أتشرف بالعمل معها من قبل ولا أعرف أحداً من أعضائها على المستوى الشخصي، ولكن ما أعرفه جيداً أن لوياك منظمة تستحق أن تكون من رموز الكويت، كأن نقول حين الحديث عن الكويت «عندنا الوطني وعندنا الأفنيوز وعندنا القادسية وعندنا زين وعندنا لوياك»، فهي مجموعة أخذت على عاتقها منذ نشأتها الاهتمام بالشباب وتنمية قدراتهم في شتى المجالات التي غيبتها الدولة متعمدة وحليفها الدائم من قوى الظلام والتخلف واستغلال الدين أبشع استغلال.
فقد تمكنت «لوياك» من تقديم الفائدة للشباب من خلال تشجيعهم على العمل في سن مبكرة لاكتساب الخبرة والاحتكاك المباشر بسوق العمل الفعلي، بل وإعادة المواطن الكويتي إلى العمل بيده كما كان الأمر في السابق قبل أن يحل على الكويتيين كسل وغرور الثروة، فبتنا نجد الشباب الصغار من الجنسين يعملون في المطاعم والمقاهي والشركات بأيديهم، وهو ما لم يكن موجوداً قبل نشأة لوياك، ولم يقتصر دورها على تقديم تجارب العمل المفيدة للشباب طوال السنوات الماضية بل توسع نطاق أعمالها لتتحول لوياك إلى حاضنة إبداع حقيقية بعيدة عن الشعارات الفارغة وكلام معظم مؤسساتنا المنمق عن الشباب واحتضانهم، لتقدم لهم الدعم، كل في مجاله، من موسيقى ومسرح وأدب ورياضة، وهي كل المجالات التي أهملتها الدولة متعمدة لتجفيف مختلف منابع الإبداع الكويتي، لتعيد «لوياك» بذلك التدفق الجميل لهذا الإبداع المتوج أخيراً بإدارة حديقة الشهيد. متابعة قراءة لوياك

احمد الصراف

ماسونية «لوياك»

«لوياك» ليست مؤسسة عادية، بل فكرة رائدة، ومظلة حماية لشبابنا من الانحراف. ويكفي، عند النظر إلى وجوه وسِيَر من يديرونها، والنظر إلى سحنات معارضيهم، للإيمان بمدى صواب وضرورة ما تقوم به من أعمال رائعة!
***
في تصرف طال توقعه، قام أحد النواب الممثلين للتيار السلفي، بتوجيه سؤال برلماني لوزير التجارة (!) يحتج فيه على تسليم مؤسسة لوياك التي تديرها نخبة رائعة من سيدات الكويت الفاضلات، مسؤولية إدارة حديقة الشهيد، وكيف أنها تقوم بإقامة حفلات غنائية فيها، وأمسيات شعرية وفنية، ومهرجانات شبابية تتضمن فنونا موسيقية وعروضا وأعمالا سينمائية، وأنها تهتم بإحياء مناسبات معينة، مثل يوم المرأة العالمي، وأن جميع هذه الأنشطة محرمة، بنظر هؤلاء وجماعتهم من الإخوان. ولا يكتفي النائب بما ذكر، بل يسرد مجموعة أخرى من المخالفات، مثل قيام لوياك بإقامة دورات مشي واسترخاء ويوغا في الحديقة، يختلط فيها الشباب والشابات، وأن من يديرونها ينتمون للماسونية، كما زعم! متابعة قراءة ماسونية «لوياك»

د. شفيق ناظم الغبرا

المنهج التقليدي في خضم التحولات

العالم العربي الرسمي من الجامعة العربية مرورا بالأنظمة السياسية وطرق الإدارة الرسمية تتفاعل مع المشكلات التي تواجهها في معظم الحالات بلا إبداع أو من خلال إهمالها. التقليدية تصلنا من زمن سابق وتعكس ضعفنا في اكتشاف الجديد وتميز المفيد من غير المفيد، فالتقليدية قيم في التعليم والإدارة والسياسة والقيادة والدين والتراث تؤثر في واقعنا من خلال حلول مناسبة لزمن سابق لم تعد تتناسب وواقعنا..

لهذا السبب لم تعد البيروقراطية الحكومية العربية في معظم الحالات إلا نموذجا لما يجب عدم القيام به.. وهذا وضع لا يمكن فصله عن أزمات العالم العربي الراهنة بالرغم من محاولات لإحداث نقلات جديدة.

المنهجية التقليدية تستلهم الآيات الدينية والأحاديث الشريفة التي تحث على الطاعة دون الالتفات لما يحث على التجديد في فهم القرآن والأحاديث، التقليدية التزام بما يحث على القبول بالاستبداد قولا وفعلا مع نسيان كل ما يحث على الشورى والديمقراطية وتقويم السلطة. التقليدية تركز على الفرض وقلما تلتفت لحالة (لكم دينكم ولي ديني).. في المنهج التقليدي إصرار على العقوبات والأوامر ونسيان لمكانة المغفرة، وهي بنفسها ضد الحقيقة وتسعى لإخفائها وتزييفها وتلوينها ولهذا نجدها مفصولة عن العالم كما ينشأ ويتغير. متابعة قراءة المنهج التقليدي في خضم التحولات

فؤاد الهاشم

من «فؤاد» إلى «شعفاط» يا قلبي لاتحزن!!

في عام 1970 -وتحديدا بآواخر شهر أيلول «سبتمبر»- وفي عز الصراع الدموي في العاصمة الاردنية عمان ومنظمة التحرير الفلسطينية كان اجتماع القاهرة الذي بادر بطلب عقده الرئيس الراحل «جمال عبدالناصر» لوقف نزيف الدم بين الجيش الأردني وحركة «فتح» المكون الرئيسي لمنظمة التحرير وبحضور الملك حسين وعرفات و.. القذافي!! في ذلك الاجتماع اشتد الجدل بين «القذافي» المندفع وبين الملك حسين «الهادئ» والذي زاد هدوؤه من نرفزة وعصبية زعيم الثورة الليبية، ولانه كان – وقتها- «رئيس مجلس قيادة الثورة» فقد ارتدي البدلة العسكرية بحزام مسدسه، فما كان منه إلا ان مد يده إلى قبضة سلاحه عازمًا إخراجه وإطلاق النار على الملك الاردني، لولا إن امتدت يد عبدالناصر وأمسكت بيد صاحب الكتاب.. الأخضر وملك ملوك أفريقيا. بعد ذلك بعشرين سنة!! في عام 1990، وخلال الشهر ذاته «أيلول – سبتمبر»، وصل الي طرابلس -الغرب» وفد شعبي كويتي كان يلف الوطن العربي باحثا عن صدور حانية ليذرفوا عليها دموع وطننا المحتل من «الشقيق العربي» المناضل صاحب البوابة الشرقية صاحب قادسية صدام المجيدة، قائد حزب البعث العربي الاشتراكي، مرعب الفرس المجوس وقاتل صهريه -فيما بعد- نائب الرفيق المؤسس ميشيل عفلق، سيادة الرئيس القائد صدام حسين التكريتي «حفظه الله ورعاه»! زار الوفد المغرب وتونس والجزائر وموريتانيا وحان دور لقاء «مفجر ثورة الفاتح من سبتمبر عام 1969» العقيد معمر أبومنيار القذافي!! وصلت سيارات إدارة البروتوكول الليبي الي مطار العاصمة؟ حيث أقلت الوفد الكويتي عدة سيارات دفع رباعي اتجهت في موكب مهيب الي عمق الصحراء ولأكثر من ساعة ونصف الساعة مما دفع بأحد أعضاء الوفد ليقول لصاحبة في السيارة: «يبدو أننا سنلحق بالإمام موسى الصدر ورفيقيه» في إشارة الي الزعيم الشيعي «موسى الصدر» الذي اختفى من على وجه الأرض بعد تلقيه دعوة لزيارة الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى في عام 1978 قادمًا من العاصمة اللبنانية بيروت وبرفقته اثنان من الصحافيين اللبنانيين بعد ساعات قليلة على لقائه مع القذافي في خيمته وحدوث جدل بينهما انتهى بـ«انقراض الضيوف الثلاثة» الى.. الأبد. المهم وصل الوفد الي خيمة «القذافي» الذي استقبلهم بحفاوة بالغة وتحدث معهم بلطف زائد، ربما تعاطفًا مع الشعب «اللاجي» – رقم 2- في أمة العرب بعد الشعب الفلسطيني!!أحد اعضاء الوفد الكويتي ربما كانت لديه ذاكرة قوية أو مهتما بتفاصيل أحداث القمم العربية، فما كان منه الا أن قال للقذافي: «سيادة العقيد.. لقد صدمنا بموقف الأردن والملك حسين من قضية غزو الكويت، ولم نكن نفكر للحظة واحدة أن هذا البلد الذي يعيش نصف مليون إنسان من حملة جوازات سفره على أرضنا بأمن وسلام ينحاز مع القاتل ضدالقتيل ، ومع المجرم ضد البري»!! متابعة قراءة من «فؤاد» إلى «شعفاط» يا قلبي لاتحزن!!