لا يوجد شيء ليس له صوت وقد نعرف تسميته، وكثير منها لا نعرف تسمياتها حتى إن بعض الأشياء تنطبق عليها نفس التسميات مع الاختلاف الجذري بينها وعدم وجود أي ارتباط في المكونات ولكن أحيانا يكون هناك سبب مقنع في تشابه التسمية بينهما، فالصوت الذي تحدثه شيشة التدخين يسمى «بربرة» بسبب وجود الماء والهواء في الجزء السفلي لتلك الوسيلة في التدخين، ونفس ذلك الصوت يطلق على بعض الأشخاص الذين يقضون حياتهم في الكلام الفارغ فنقول عنه بأن فلانا ليس لديه سوى البربرة فهو يبربر من أجل أن ينتبهوا له، والمصيبة أن كثيرا من أهل البربرة يعتقد أن له تأثيرا في المجتمع!
هناك من نذر نفسه لمحاربة أي نجاح وكثرة البربرة لتهبيط المعنويات وتكسير المجاديف، ولكنهم لا يعلمون أن الشرفاء من أهل الكويت يعرفونهم وعليهم أن ينتبهوا من تكسير المجاديف وتوليعها ووضعها على رؤوس النارجيلة التي تشبه رؤوسهم وليبرروا براحتهم.
تلك الوسائل التي تبربر لها أسماء عديدة فهناك من يسميها نارجيلة، وهناك من يطلق عليها لقب «قدو»، وهناك من يسميها «غرشة»، وفي بعض البلدان يسمونها «جوزة» حتى ان لها اسما غربيا ويسمونها «هبلي ببلي» وهي نفس تسميات البشر المبربرين ففيهم من هو تافه وفيهم من يدعي أنه يحمل درجات علمية ولكن الحاصل النهائي هو البربرة فقط.
المبربر لا يضر الواثقين من أنفسهم أبدا ولكنه يضر نفسه بأن يحترق ويحرق صدر الذي يبربر من أجله فارحموا أنفسكم ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة فقد انكشفت رؤوسكم وأصبح الجميع يعرف من يأمركم بالبربرة حتى لو تغطيتم بالقصدير.
أدام الله الرؤوس التي تعمل لمصلحة وطنها ولا دامت رؤوس النارجيلة المحترقة ولا من ولعها.