لم تتوقف النصائح عند زمن محدد، وقد تتغير طريقة طرح النصيحة حسب اللهجة المعمول بها في حينها رغم التشابه التام لسبب النصيحة، فنحن نسمع حاليا بمثل تلك النصائح ولكن الكلمات المستخدمة في النصيحة مختلفة وربما كانت النصيحة أبلغ وأوضح من النصيحة الحالية.
ولنأخذ النصيحة التي تقول «لا صرت حاشي لا تناحر الزمل» ولكن هناك معضلة يجب شرحها وهي معاني تلك الكلمات التي قد لا تكون مفهومة لدى الكثير منكم فـ«الحاشي» هو الاسم الذي يطلق على الجمل الصغير الذي لم تشتد عضلاته ولا عظامه لذلك فهم يذبحونه في الولائم.
أما «الزمل» فهو مجموعة من الجمال القوية التي تتحمل الكثير من الصعاب مثل الحمول الثقيلة والحرب لذلك كانوا ينصحون الصغار بأن يعرفوا قدرتهم فيقولون لهم ذلك المثل بألا يزاحموا الجمال الكبيرة التي ستسحقهم ولن يستطيعوا الوقوف أمامها.
مثل «الحاشي والزمل» تطور لأنه لم يعد الكثير من الناس يستخدم تلك المفردات حتى أنك لو قلت لأحدهم لا تكن من «الحشو» لظن أنك تقول له لا تكن حشو زغاليل الحمام، ومن ثم تعال فهمه الفرق بين الفريك وبين ما تقصد.
ذلك المثل اصبح الآن يقال بطريق مختلفة وعن طريق «المحقان» الذي لن يفهموا بغيره بعكس الأولين الذين يفهمونها وهي «طايرة» ولا يحتاجون للمحقان الذي يستخدم حاليا في توصيل المعلومة فمن يفهم المثل عن الحاشي سيفهم نصيحتي له ومن لا يفهم ما يشوف شر وعسى يتوطاه الزمل وتكسر عظامه.
أدام الله من يعرف قدره ولا يدخل نفسه بمشاكل هو بغنى عنها ولا دام الحاشي الذي لا يعرف مصلحته.