في أكتوبر 2010 نشرت مجلة “نيويوركر” مقالاً بعنوان “later”، أي “في ما بعد”، وماذا يخبرنا التسويف “بروكراستيشن” عن أنفسنا، ويبدأ المقال بحكاية عالم الاقتصاد “اكرولوف” الذي كان في الهند، وأراد أن يرسل لصديقه في الولايات المتحدة طرداً عبارة عن صندوق لملابس الأخير، وظل يسوف ويتأخر في إرسال الطرد يوماً بعد يوم حتى استطالت المدة لثمانية أشهر، كانت العقبة النفسية أمام عالم الاقتصاد هو بيروقراطية الإدارة في إرسال الطرود، كتبت، في ذلك الوقت، عن معنى التسويف بأنه كما ورد في المقال بأنه “تأخير في إنجاز واجب ما مع علمك بأن مثل هذا التأخير القصدي سوف يترتب عليه أضرار أكثر لو تم إنجاز العمل في وقته”. متابعة قراءة تسويف
اليوم: 22 مايو، 2016
لماذا كل هذا العداء لتيار الإسلام السياسي؟!
حتى أكون واضحاً منذ البداية، فإنني أقصد بتيار الإسلام السياسي الجماعات والتكتلات الإسلامية المعتدلة والوسطية في العالم الإسلامي، كالإخوان المسلمين في مصر وحزب العدالة والتنمية في تركيا والحركة الدستورية الإسلامية في الكويت والجماعة الإسلامية في باكستان وبنغلادش.. وغيرها من الجماعات، التي تنتهج السلمية والانتخابات وسيلة لتحقيق أهدافها، وترفض العنف والتطرف في مناهجها. متابعة قراءة لماذا كل هذا العداء لتيار الإسلام السياسي؟!
أبوي.. جاسم الخرافي
كانت اللحظة الأصعب في حياتي، ولم أعرف كيف توقفت كل الحياة فجأة.. ربما لفجاعة الموقف، وايقاعه اللامعقول في الدقائق الأخيرة. كنت في الطريق الى المطار لاستقباله، فتلقيت اتصالا من زوجتي تبلغني ان الطائرة قد تأخرت، وأنهم عائدون الى البيت.. ثم أتاني اتصال آخر من نسيبي أحمد، يبلغني فيه ان والده قد تعب قليلا، وقد يضطر للذهاب الى المستشفى، ثم اتصال ثالث من موظف المطار وقد قال لي كلاما غير مفهوم اطلاقا.. اتصلت على نسيبي أنور، فسألته شصاير؟ فطلب مني الهدوء، والعودة جميعاً الى بيت «البدع»، خصوصاً ان زوجتي كانت على وشك الولادة.. انتابني الشك الكبير، ثم أقدمت على أسوأ قرارات حياتي: كبست على زر البحث في تويتر على اسم جاسم الخرافي، وإذ بأحد المغردين يعلن خبر الوفاة مع صورة اسعاف الطائرة.. لقد توقف كل شيء، تجمد كل شيء، كل شعور، كل شيء جميل، وقد بدا الأكسجين مستحيلا.. انهالت عليّ الاتصالات، فأدركت ان الاشاعة قد ضربت انحاء البلد: هل هي اشاعة؟ ثم جاءني الاتصال من أنور، وكان الخبر اليقين: لقد رحل! أردت البكاء، فلم استطع، حاولت، ففشلت.. وسرعان ما لفني شعور خِنجري دامٍ ضربني في أعماقي: لم أرتوِ منك يا ابوي جاسم.. هكذا شعرت، والله لم أرتوِ منك، نعم، هكذا شعرت، ولم أزل.. وسأظل! انها غصة، رجة، ذبحة، وشيء أشبه بالحقد على أولئك الذين ظلموه، واتهموه زوراً بما لم يفعل.. استمررت مذهولاً، حتى رأيته أمامي يأتي في سيارة الاسعاف من المطار، تسمرت بمكاني، ورحت أحدق به طويلاً، وقد رأيته مرتاحاً على فراش الموت: جذبت نفساً عميقاً، وعرفت حينئذ كم أحبك يا أبوي جاسم، وأيقنت انك نعمة قد زالت من حياتي فجأة، ولم أرتوِ منها.. لكني ما استطعت البكاء.. استمررت مذهولاً، الى اليوم التالي، الى التشييع المهيب، الى الدفان.. فرأيت كفنه يُرفع وسط الآلاف من محبيه، انهمرت دموعي فجأة.. بكيت، بكيت كثيراً، بكيت بشدة، بحرقة، والحسرة قد طبعت بداخلي الى الأبد: لم أرتو منك يا حبيبي، لم أرتو.. ووجدت نفسي وسط ذلك الحشد المهيب أكتب مقالاً بما أملك من حواس، ذلك المقال الذي طبعته خمس طبعات، علقته في بيتي، ومكتبي، وديوانيتي، وكل مكان أحب أن أجلس فيه.. وعهدت على نفسي أن أنشره في كل ذكرى وفاة تحل علينا يا أبوي جاسم مهما حييت.. وإليكم نص ذلك المقال الذي نشر بـ القبس في تاريخ 24 ـــ 5 ـــ 2015: متابعة قراءة أبوي.. جاسم الخرافي
نظرية حريق الطائرة
بعد ساعات قليلة من وقوع الحادث الأليم لطائرة «مصر للطيران»، استضافتنا قناة سكاي نيوز العربية وكان الضيف الآخر من القاهرة هو خبير سلامة الطيران علي شكري الذي صرح أثناء اللقاء بأن مصادر مطلعة بالشركة أبلغته عن أنباء مؤكدة عن وقوع حريق في مطبخ الطائرة، ثم امتد سريعا لكابينة القيادة وقد تم تكذيب الخبر لاحقا وتم ترجيح نظرية تفجير الطائرة من قبل مجموعة إرهابية وقد ساعد على التكذيب ان السيد شكري تحدث عن اتصال الطيار بالشركة وإبلاغها بالحريق، وهو أمر غير منطقي، حيث يفترض ان يتحدث الطيار اولا لأبراج المراقبة بذلك الطارئ الخطير، فقد سبق لحريق في الكابينة أن أسقط طائرة سويس اير عام 1998 على الشواطئ الشرقية للولايات المتحدة! متابعة قراءة نظرية حريق الطائرة
البخار لمواجهة الأخطار
النائب عبدالرحمن الجيران هو أقرب نواب هذا البرلمان الجميل إلى قلبي. شخصية فاخرة. يفكر خارج الصندوق، وخارج العشة. بدءاً من تصريحه حول الديمقراطية، وليس انتهاءً بما يشاع عن مطالبته بتوفير مكان لغسل ملابس النواب وكيّها في مبنى مجلس الأمة.
وسواء صدقت الشائعة أم لم تصدق، فإنني لا أستبعد مثل هذه الأفكار العظيمة من هذا النائب العظيم. متابعة قراءة البخار لمواجهة الأخطار
ليست سلفيتنا
كان يفترض أن أكون في برلين لحضور مناقشة كتاب الزميلين حسن أبوهنية ومحمد أبورمان «تنظيم الدولة الإسلامية: الأزمة السنية والصراع على الجهاد العالمي» الذي نشرته بالإنكليزية مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية، لكنّ لَخْبَطة في الحجوز انتهت بي في أمستردام، حيث لاحقني الاهتمام بأزمة السُنّة ممثلة بمعركتهم مع مصطلح «السلفي».
لتعويض خسارة الالتقاء بالدكتور أبورمان أمضيت وقتي في قراءة كتابه الرائع «أنا سلفي» (يمكن تحميل نسخة مجانية منه متوافرة على الإنترنت)، الذي ترجمته جهة البحث الألمانية نفسها والتي باتت ضليعة في مسائل الإسلام السياسي. وحاول أبورمان، باقتدار وبأسلوب قصصي وبجمع شهادات عدة، تبيان أن مصطلح «سلفي» ليس جامعاً ولا محدداً، فالكل يزعم أنه سلفي، والسلفيون يتهمون بعضهم بعضاً. إنها حقيقة يعرفها كل من عاش في أروقة الإسلام السياسي، ولكن الأوروبي الأمني يعجز عن استيعابها، ربما لكسل فيه، إذ لا يريد أن يتوه في تفاصيل الفروق بين التيارات السلفية. الأمني العربي يعرف الفروق ويوظفها، وثمة مثقف عربي يرفض رؤية الفروق لأنه ضد الجميع. ولعل قصة رونالد ريغان الذي جلس يستمع في بداية ولايته إلى رئيس الاستخبارات الأميركية يشرح له بنية منظمة التحرير الفلسطينية والاختلافات بين تياراتها، فمل من السرد وقال: «يعني كلهم إرهابيون»! وأنهى الاجتماع. متابعة قراءة ليست سلفيتنا
دولة اللامبالاة الكويتية
موقفي من الوسط الأكاديمي في جامعة الكويت سلبي بشكل عام، ليس فقط بسبب تدني مستوى البعض، وتواضع الجامعات التي تخرجوا فيها، بل وايضا لشكّي في شهادات البعض الآخر. ولا أعتقد أنني بحاجة الى أدلة إثبات هنا. أقول ذلك ليس ترفعا، فلست افضل من أحد، بل أعتبر نفسي كالذواقة، فعجزي عن الطبخ لا يعني بالضروري عجزي عن التفريق بين الطيب والفاسد منه، وطعام بعض «أكاديميينا» ليس بالمستوى المطلوب، هذا إن طبخوا، خاصة بعض الذين يصرون على أن يسبقوا اسماءهم بحرفي الألف والدال، وهذا ما لا يفعله حتى أ. د. هنري كيسنجر. متابعة قراءة دولة اللامبالاة الكويتية
جمال الابتسامة … في امريكا
كنت أقود سيارتي في صباح يوم الاثنين على شارع سيسرو بمنطقة اوكلون وهي احدى ضواحي مدينة شيكاغو وكنت استمع لأغنية ” احبك حب يا مجنون لكن ما اقدر احكيلك ” أهداها لي احد المعجبين في تويتر لأشعر وكأنه وقع في غرامي وأصبح كلانا بطلا لقصة حب في مسلسل تركي لن بنتهي الا بعد مرور عام ونصف وبعد ان نحضر ١٥٠ حلقة ان لم يكن اكثر ، وهي أغنية رومانسية اعجبني كلماتها جدا وموسيقتها الهادئة ولأن الدنيا ربيع والجو بديع كنت فاتحة نوافذ السيارة وتوقفت عند الإشارة المرورية الحمراء لأجد سيارة عنابية اللون سائقها رجل امريكي ابيض جميل الوجه يبتسم لي فابتسمت له بالمقابل مع ضحكة جميلة ثم فتحت الإشارة وأكمل كل منا طريقه دون اي مضايقة او ملاحقة .. مشاهد مثل هذا النوع تتكرر في امريكا في اليوم عشرين مرة وربما يقف احدهم في الشارع او في سوق ليقول لي اسعد الله يومك او طقس جميل اليوم ونتبادل حديث سريع ليذهب بعدها كل منا في طريقه .. وتوقفت لحظات أفكر لماذا في بلادنا العربية ان صدر مثل هذا التصرف يعطي للشاب او الرجل الحق بملاحقة الفتاة ومعاكستها فقط لانها ابتسمت بوجهه او ألقت كلمة صباح الخير وَيَا لطيف شو راح يصير بعدين … متابعة قراءة جمال الابتسامة … في امريكا
النصيحة الخالدة
لم تتوقف النصائح عند زمن محدد، وقد تتغير طريقة طرح النصيحة حسب اللهجة المعمول بها في حينها رغم التشابه التام لسبب النصيحة، فنحن نسمع حاليا بمثل تلك النصائح ولكن الكلمات المستخدمة في النصيحة مختلفة وربما كانت النصيحة أبلغ وأوضح من النصيحة الحالية.
ولنأخذ النصيحة التي تقول «لا صرت حاشي لا تناحر الزمل» ولكن هناك معضلة يجب شرحها وهي معاني تلك الكلمات التي قد لا تكون مفهومة لدى الكثير منكم فـ«الحاشي» هو الاسم الذي يطلق على الجمل الصغير الذي لم تشتد عضلاته ولا عظامه لذلك فهم يذبحونه في الولائم. متابعة قراءة النصيحة الخالدة