اجتاحت أخيراً تظاهرات الجماهير العراقية أغلب المدُن حتى وصلت إلى «المنطقة الخضراء» ودخلت قاعة مجلس النواب.
وهذه التظاهرات أمر طبيعي لشباب يطمح بحياة كريمة خصوصاً واذا كانت بلاده من أغنى دول العالم، إن كان على صعيد البترول او المياه والزراعة.
لكن مع الأسف يعيش المواطن العراقي حياة اجتماعية صعبة وتُنهب خيرات هذا الشعب من مجموعة صغيرة رهنت معظم ثروات الدولة العراقية لمشاريع خارجية!
وقد تصدر هذه التحركات، زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر… وكما ذكرت في مقال سابق فإن شعار هذه التظاهرات هو محاربة الفساد، لكن جوهرها، ابعاد يد إيران عن التحكم بالعراق. وخير دليل على ذلك بعض الشعارات التي رددها المتظاهرون مثل «إيران برا برا».
وهؤلاء الشباب إلى الآن لم يصلوا لمرحلة معاداة إيران، لكن أصبحوا الآن في مرحلة رفع الصوت بوجه إيران لتترك العراق يعيش على الأقل في مرحلة الحياد في المنطقة.
وإذا ساد منطق هؤلاء الشباب في وقوف العراق على الحياد في الصراع الإقليمي وجعل ثروة هذا البلد للمواطن العراقي، فستعود اللحُمة بين جميع مكونات الشعب. أما اذا أصر الطرف المتحكم بالعراق على جعل هذا البلد ذراعاً لمشاريعه الإقليمية، سيتجه العراق تدريجياً إلى التقسيم الفعلي على أرض الواقع.