يوما بعد يوم تتعزز التوقعات أن القوة الاقتصادية في العالم تتحرك، وإن كان ذلك ببطء في الوقت الحالي، نحو الشرق حيث يعيش الجانب الأكبر من سكان العالم بقوتهم البشرية الضاربة، وحيث يتوقع أن توجد أكبر الأسواق الاستهلاكية في العالم وأكثرها اتساعا، مع تزايد متوسط نصيب الفرد من الدخول في المنطقة.
إن المتعمق في التطورات التي تشهدها آسيا منذ فترة يصل إلى قناعة أن آسيا هي العمق الاقتصادي الكامن والحقيقي لدول مجلس التعاون، وإن تكامل دول المجلس مع العالم ينبغي أن يتركز أساسا في آسيا أكثر من أي منطقة أخرى. النمو السريع في آسيا وارتفاع مستويات الدخول وتحول استراتيجيات النمو في الصين سترفع الطلب الآسيوي على الطاقة بصفة خاصة النفط والغاز. إذ تشير التقديرات إلى أن آسيا ربما تستورد نحو 90 في المائة من إجمالي استهلاكها من النفط، ما يجعل السوق الآسيوية الأكثر استهلاكا للنفط الخليجي، في الوقت الذي تتراجع فيه الأهمية النسبية لمصادر استهلاك الطاقة الرئيسة في العالم في أوروبا والولايات المتحدة التي تمكنت من رفع مستوى اكتفائها الذاتي بفعل ثورة النفط الصخري. متابعة قراءة التكامل الخليجي – الآسيوي