لم يكن خبر الإعلان عن وفاة النائب السابق حمد الجوعان يوم الأحد الماضي (15 الجاري) عاديا، فالوفاة سُنة الحياة، ولكن الأسرار التي ذهبت برحيله ضاعت ولم يبق لنا سوى التساؤل ومحاولات الاستنتاج للوصول إلى الحقائق الغائبة.
الجميع كتب في رثاء الراحل، وتحدث عن مواقفه وذكرياته معه، وعلى الرغم من ذلك فإن هناك بعض الأحداث هي التي تحدد الاتجاه الذي سار عليه الجوعان أثناء حياته، نستذكرها اليوم.
لقد كان حمد الجوعان دقيقاً بصورة كبيرة في انتقاء واختيار كلماته، حتى لو كان ذلك ارتجالاً، وأتذكر في إحدى الجلسات البرلمانية لمجلس 1992 عندما قرأ كلمة مكتوبة بعناية فائقة ألقى فيها الضوء على من «لعب» دوراً أساسياً في مأساة الاحتلال الصدامي للكويت. متابعة قراءة حمد الجوعان… كلمة أخيرة!
اليوم: 19 مايو، 2016
فرسان «لا»
عندما تكون الخسارة في النوع تفقد الكلمات معناها وسحر تأثيرها، فهل خسرنا حمد الجوعان كمسؤول سابق فقط؟ “الله ما كثر” المسؤولين الذين رحلوا، هل فقدنا برلمانيا سابقا؟ رحم الله النواب السابقين الذين دخلوا الحياة وخرجوا منها دون أن يذكرهم أحد لأنهم لم يكونوا غير “مناديب” فأدوا واستفادوا ثم تم استبدالهم بــ”مناديب” أسرع وأوقع.
ما خسرناه هو ذلك “الصنف” من الرجال الذين لا يخجلون من قول كلمة “لا” في وقتها وأمام المعني بها، وحمد من فرسان “لا”، الصنف الذي يمتلك الرؤية والهمة لبناء مؤسسة عريقة مثل التأمينات الاجتماعية، وليس في باله توريثها لأحد من أقربائه أو إجراء عملية تحويل “لخيراتها” كي تصب في جيبه. متابعة قراءة فرسان «لا»
اقتراحات وشوارع ومرافق
الدكتورة عروب الرفاعي طرحت في حسابها في “تويتر” اقتراحاً رائعاً، رغم شعورها الواضح بالقرف. الاقتراح يحتج على تسمية أغلبية الشوارع بأسماء لا يعرف الناس ماذا قدمت للبلد، لذا تطلب الدكتورة من الناس الاستعانة بالأرقام بدلاً من تلك الأسماء.
اقتراح لذيذ بصراحة، فأغلبية الأسماء لم تقدم للبلد شيئاً يُذكر، ولا حتى شيئاً يُنسى. وتخرج من بيتك في أمان الله فتجد لوحة زرقاء تسر الناظرين، كُتِب عليها البؤس قبل أن يُكتب عليها اسم صاحب الحظوة المجهول، فهذا شارع توفيق يونس طه يتقاطع مع شارع مصطفى بجاد يعقوب، المتفرع من شارع كاظم بداح السعيسان (تعمّدت اختيار أسماء لا يستخدمها حتى الجن، وعسى ألا يجلب لي سوء الحظ أحداً يحمل اسماً من هذه الأسماء). متابعة قراءة اقتراحات وشوارع ومرافق
هند الكبيرة
عند استعراض قضايا الغش، وأرقامها، التي فشل جيش من الوزراء في كشف المتورطين فيها، لفترة ما بعد التحرير فقط، نجد تنوعا من جهة وأعدادا كبيرة لمرتكبيها من جهة أخرى، لا تتناسب وحجم السكان، ولا مع ما نجده من «تكالب» شديد على إظهار مختلف علامات التدين والإيمان والخشوع والتراحم، إن من خلال المشاركة في الصلوات الجماعية، أو الصيام الشامل في رمضان، أو المشاركة في تقديم «واجب» العزاء، وفي المقبرة بالذات، والتبرك بالحج وتكرار القيام بالعمرة، والتسابق في بناء دور العبادة! فمن الواضح أن هناك خللا بين كل هذه المظاهر، وبين كم وحجم السرقات والاختلاسات، وما يجري من غش وتلاعب على الدولة، وآخرها ما كشفته السيدة هند الصبيح، وزيرة الشؤون الاجتماعية، التي فاقت الجميع في إخلاصها وجديتها، من وجود شبهات تزوير وتلاعب في أكثر من 5 آلاف ملف مساعدات اجتماعية تورط فيها أكثر من 50 ألف مواطن تقريبا، جار استدعاؤهم لمحاسبتهم، ولا ننسى مئات الموظفين الذين شاركوا في إقرار تلك المساعدات وصرفها!
ومن حالات الغش والسرقة التي سبق أن كتبنا عنها ما كشفه مدير هيئة الإعاقة السابق، من وجود آلاف حالات الإعاقة المزيفة، التي شارك أطباء، ومن أحزاب دينية، في الشهادة على صحتها. وربما لا تزال هناك سرقات وتزوير في إقرارات بدل السكن وعلاوات دعم العمالة وغيرها الكثير الكثير، بحيث لم تسلم جهة من حالة غش كبيرة أو أكثر، بعد أن أصبحت سرقة المال العام هي القاعدة بعدما كانت الاستثناء، قبل الصحوة اللامباركة! متابعة قراءة هند الكبيرة