يبدو أن هناك أمراً يُدبّره الساسة الإيرانيون في قرارهم بمنع الحجاج الإيرانيين من حج هذا العام ، رغم أن غيابهم لن يُشكّل أزمة للمملكة العربية السعودية ولا لضيوف الرحمن بشكل عام كون أنهم ” أي الحجاج الإيرانيين ” تاريخهم حافل بالعديد من الإنتهاكات والتعدي على حرمة الأيام الحُرم وإثارة البلبلة والتسبب في قتل الآلاف من الأنفس البريئة الطاهرة في أعظم أيام العام وأشرفها ، فالسواد الأعظم منهم لا يحضر للأراضي المقدسة من أجل أداء مناسكهم وإنما يأتون وفق ما يمليه عليهم ساستهم الملالي في طهران لتعكير صفو الحج وتسييسه منذ أن اعتلى خمينيهم سدة الحكم في إيران .
من الواضح أن الخاسر الأكبر من جرّاء هذا القرار هو الحاج الإيراني الذي بات من المؤكد أن حكومته تُغامر بقرارات غير حكيمة من أجل تنفيذ أجندات سياسية خاسرة يتجرع ويلاتها المواطن الإيراني في المقام الأول ، ولعل حرمانه من أداء شعيرته دليل قاطع بمدى عدم مسئولية هذه الحكومة تجاه مواطنيها ومدى اليأس التي وصلت إليه نتيجة فشلها في التعاطي السليم مع العديد من القضايا الإقليمية والدولية نتج منها هذا القرار الذي أوضح للجميع مدى الإنحدار والإنحطاط الذي وصلت فيه السياسة الإيرانية بربطها للعلاقات السياسية مع حقوق مواطنيها في أداء شعائرهم وفرائضهم الدينية وعلى رأسها حج بيت الله .
السعودية بدورها أكدت رفضها للمحاولات الإيرانية الهادفة إلى وضع العراقيل أمام الحجاج الإيرانيين بهدف تسييس فريضة الحج واستغلالها للإساءة إلى السعودية التي سخّرت إمكاناتها المادية والبشرية لخدمة ضيوف الرحمن وضمان أمنهم وسلامتهم وراحتهم خلال أدائهم مناسك الحج والعمرة ، موضحة أن قرار المنع من القدوم للحج يعود للمسئولين الإيرانيين وسيكونون مسئولين أمام الله وأمام العالم أجمع .
وفي اعتقادي أنه في حال غاب الحجاج الإيرانيين عن حج هذا العام فسيكون من أفضل مواسم الحج على الإطلاق لأنه لن تكون هنالك أي مظاهر سياسية أو عرقلة سير أو تجاوزات كالتي كنّا نشاهدها ونرصدها في كل موسم حج نتيجة الخلفية الثقافية والدينية المنحرفة التي يتبعها الحجاج الإيرانيين ، وإن كنت أشك في نيتهم الغياب عن حج هذا العام لعلمي اليقين بأن وجودهم في موسم الحج مهم للغاية ولاسيما في هذا الوقت الحساس لكي يُروّجوا لقضاياهم السياسية ويُعلنوا تأييدهم لها كنظام بشار في سوريا والحوثي في اليمن والتي يرون بأنها فرصة كبيرة لتجييش جهلائهم من الحجاج لتكير صفو الحج كما هو ديدنهم في كل عام !!
فاصلة أخيرة
قرامطة هذا الزمان لا يهمهم أداء فريضة بقدر ما يتطلعون له من فساد وإفساد في الأرض ، فمن قتل في سوريا والعراق واليمن وجيّش الجيوش لِيُسَيِرُها لقتل أهل السنة ليس بآبهٍ لأداء فريضة أو نُسكٍ بقدر ما يسعى إلى إشاعة الخوف والفوضى !!