حين تكتب عن والدك، ومن له الفضل الأكبر عليك بعد الله عز وجل، فأنت تكتب عن شريط ذكرياتك، وجدول حياتك الذي نظمه وأنجزه وفرح به رجل رحل في غفلة من الزمن. الحديث عن بدر العيدان لا يخص ابناءه فحسب، بل يخص كل من يذكر أفعاله الطيبة ومآثره، وبالأخص ابناؤه الذين تخرجوا على يده في اكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية، التي قضى بها سنوات عمره في تطوير وتنمية منظومة الأمن منذ شبابه، حيث التحق في العام 1972 بكلية الشرطة ضمن الدفعة الرابعة للضباط.
تخرج رحمه الله في كلية الشرطة في 1974 وتدرج في السلك الأمني الى أن ترقّى إلى رتبة العمادة، واعتلى منصب نائب المدير العام للكلية. ولا أنسى المرحلة التي عشتها معه يوماً بيوم، عندما شارك في لواء تحرير الكويت ودخل مع قوات التحالف الى البلاد لتحريرها من قوات صدام حسين الغاشمة. كان المرحوم بدر العيدان من المتميزين كذلك من بين ابناء جيله، تميز رياضيا في بداية عمره فانضم الى نادي كاظمة الرياضي منذ تأسيسه مطلع الستينات، وشارك مع فريق الشباب وحمل الرقم 7 وتم اختياره في منتخب الكويت للمشاركة في بطولات دورة الخليج خلال حقبة السبعينات، ومثل الكويت خير تمثيل، رياضياً وخليجياً. رحل العميد بدر مطر العيدان قبل 12 عاماً، وكأنها عقارب الساعة تؤذن بنهاية يوم وبداية آخر، من الذكرى والفخر بأن يكون رجلاً قريباً لك كبدر العيدان، بذل عمره في خدمة وطنه ونهضته وثورة بنائه، بل وترعرع في حقبة مهمة من عمر الوطن، مما كوّن عنده خلفية لشخصيته العصامية والمتواضعة التي قدمت للوطن مثالاً للعطاء والاخلاص والتفاني، زرعها في من حوله، ويحصدها في ذكراه الطيبة بعد أن رحل. كان شمعة لنا ودعماً وقدوة، تعلم من اخلاقه الغريب قبل القريب… هكذا والد، يستحق مني الذكرى والاستذكار، لما قدمه لوطنه وأسرته. واستذكر في هذا المقام قول الشاعر:
يا كوكباً ما كان أقصر عمره
وكذاك عمر كواكب الأسحار
وهلال أيام مضى لم يُـستد
«بدراً» ولم يُمهل إلى الأسحار
اللهم اغفر لبدر العيدان وارحمه وعافه واعفو عنه واكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم آمين وجميع موتى المسلمين.