كل شيء يمكن تحقيقه بالعزيمة القوية والإرادة الصلبة. والحمد لله، ما إن أغلقنا ملف مذهب عمدة لندن، وعرفنا أنه “سني”، حتى شرعنا في معرفة نسبه وجذوره ومنبت قبيلته، فتفحصناها وفركناها فركاً مبيناً، ورفعناها بيننا وبين الشمس، وتفقدنا الخط، أو الخيط الذهبي فيها، وعرفنا جده التاسع والعشرين.
لكننا مازلنا في منتصف الطريق. فمازلنا لا نعرف من هم أخواله، وهل هم أصلاء أم غير أصلاء، و”من أي العرب” هم. ومازلنا غير متأكدين هل سيدخل هذا العمدة الجنة أم لا، فثمة أقاويل تثبت علمانيته، يقابلها أقاويل وصور انتشرت له مرتدياً ثياب الحج. ولا يهم ماذا يرتدي هو، المهم ألا نرتدي نحن ثياب الخيبة كما فعل اللندنيون، وندعمه، أو نخالفه، بناء على أطروحاته ورؤاه وبقية السخافات والتفاهات، قبل أن نتأكد من مصيره في الآخرة، ونسبه.
لكننا يجب أن نستعجل في إغلاق ملف هذا الباكستاني المسلم بالكامل، كي نتفرغ لمتابعة هؤلاء العلماء الكفرة الأميركان الذين تحصلوا على إذن من إحدى المحاكم الأميركية، يسمح لهم بإجراء البحوث حول إمكانية إحياء الموتى دماغياً وإعادتهم إلى الحياة.
هؤلاء العلماء الفسقة يزعمون أن بعض الأسماك والبرمائيات تستطيع العودة إلى الحياة بعد موتها دماغياً، ويطرحون تساؤلاً فاسقاً: “ما الذي يمنع عودة الإنسان إلى الحياة بعد موته دماغياً؟ ما الذي تمتلكه الأسماك والبرمائيات ولا يمتلكه الإنسان”، عليهم من الله ما يستحقون.
وسأختصر المسافة في النقاش حول هؤلاء العلماء، لأجزم أنهم كفرة فسقة، ومصيرهم النار. هذه النقطة مفروغ منها. لكنني لست متأكداً من أصولهم وجذورهم، من أي العرب هم؟
بقيت ملاحظة قد تفيدنا في البحث، وهي أن كلمة “عرب” في ثقافة أجيالنا السابقة، تعني “ناس”، بغض النظر عما إذا كانوا عرباً أو غير عرب.