معركة المشاركة أو المقاطعة في الانتخابات المقبلة بلا معنى، والنقاش حولها مثل الجدل بشأن جنس الملائكة، فبصورة مجملة، سواء شارك بعض المعارضين من النواب السابقين أو استمروا في نهج المقاطعة، فالنتيجة واحدة، وهي أن شيوخنا، الله يحفظهم، سيظلون يمسكون بمفاصل الدولة، وكلمتهم هي الفاصلة في الصغيرة والكبيرة، ويبقى النواب، إن كانوا من المعارضين الجديين، هم من يدق أجراس التنبيه والتحذير في أحسن الأحوال إذا حدث تجاوز ما (وما أكثر تلك التجاوزات)، لكن أكثر من ذلك لا يمكنهم أن يصنعوا شيئاً، ولن يمكنهم تغيير مسار القرار السياسي في أحسن الأحوال أو أسوأها، وهذا وضع طبيعي في الديمقراطية الصورية وتحت مظلة الدساتير الورقية. متابعة قراءة مع أو ضد المشاركة!
اليوم: 12 مايو، 2016
عندما «يهنق» الوطن
قبل أن أعلق على آخر محطات “التزوير” التي وصلنا إليها فقد وجدت من المناسب الحديث عن القاسم المشترك بين الجهاز الإداري في الدولة (وزارات، هيئات، مؤسسات) وبين النظام العالمي للبيئة، وهو الصبر و”طولة بال” الطبيعة علينا كبشر ونحن نمارس عليها أقصى درجات “الوساخة” والعبث سطحا وعمقا، بالرغم من طيبتها وتسامحها معنا حتى شبهها المخلصون لها “بالأم”.
أمنا الطبيعة تعبر عن غضبها بين الحين والآخر “بذرابة”، إعصار صغير يأخذ بطريقه ولايتين وكم قرية، بركان “يفزع” لأمه الزعلانة فيرش السماء بأطنان من الألوان الداكنة، تسونامي يشن غارة مباغتة لا عاصم منها، ينقل فيها البحر كــ”عفش” إلى قمم الجبال، كل ذلك وأكثر في سبيل أن يفهم ويستوعب البشر أن ما يفعلونه من فساد وإفساد في الغابات وطبقة الأوزون وتفجيرات نووية وتخريب أنهار وصب المجاري في البحار سيقودها إلى إعلان نهاية كوكبهم بعد أن بدأت فعلا برفع درجة الحرارة وتبديل أحوال الطقس في كل أرجاء العالم. متابعة قراءة عندما «يهنق» الوطن
الباكستاني والأميركان مِن أي عرب؟
كل شيء يمكن تحقيقه بالعزيمة القوية والإرادة الصلبة. والحمد لله، ما إن أغلقنا ملف مذهب عمدة لندن، وعرفنا أنه “سني”، حتى شرعنا في معرفة نسبه وجذوره ومنبت قبيلته، فتفحصناها وفركناها فركاً مبيناً، ورفعناها بيننا وبين الشمس، وتفقدنا الخط، أو الخيط الذهبي فيها، وعرفنا جده التاسع والعشرين.
لكننا مازلنا في منتصف الطريق. فمازلنا لا نعرف من هم أخواله، وهل هم أصلاء أم غير أصلاء، و”من أي العرب” هم. ومازلنا غير متأكدين هل سيدخل هذا العمدة الجنة أم لا، فثمة أقاويل تثبت علمانيته، يقابلها أقاويل وصور انتشرت له مرتدياً ثياب الحج. ولا يهم ماذا يرتدي هو، المهم ألا نرتدي نحن ثياب الخيبة كما فعل اللندنيون، وندعمه، أو نخالفه، بناء على أطروحاته ورؤاه وبقية السخافات والتفاهات، قبل أن نتأكد من مصيره في الآخرة، ونسبه.
لكننا يجب أن نستعجل في إغلاق ملف هذا الباكستاني المسلم بالكامل، كي نتفرغ لمتابعة هؤلاء العلماء الكفرة الأميركان الذين تحصلوا على إذن من إحدى المحاكم الأميركية، يسمح لهم بإجراء البحوث حول إمكانية إحياء الموتى دماغياً وإعادتهم إلى الحياة.
هؤلاء العلماء الفسقة يزعمون أن بعض الأسماك والبرمائيات تستطيع العودة إلى الحياة بعد موتها دماغياً، ويطرحون تساؤلاً فاسقاً: “ما الذي يمنع عودة الإنسان إلى الحياة بعد موته دماغياً؟ ما الذي تمتلكه الأسماك والبرمائيات ولا يمتلكه الإنسان”، عليهم من الله ما يستحقون.
وسأختصر المسافة في النقاش حول هؤلاء العلماء، لأجزم أنهم كفرة فسقة، ومصيرهم النار. هذه النقطة مفروغ منها. لكنني لست متأكداً من أصولهم وجذورهم، من أي العرب هم؟
بقيت ملاحظة قد تفيدنا في البحث، وهي أن كلمة “عرب” في ثقافة أجيالنا السابقة، تعني “ناس”، بغض النظر عما إذا كانوا عرباً أو غير عرب.
في رثاء بدر العيدان
حين تكتب عن والدك، ومن له الفضل الأكبر عليك بعد الله عز وجل، فأنت تكتب عن شريط ذكرياتك، وجدول حياتك الذي نظمه وأنجزه وفرح به رجل رحل في غفلة من الزمن. الحديث عن بدر العيدان لا يخص ابناءه فحسب، بل يخص كل من يذكر أفعاله الطيبة ومآثره، وبالأخص ابناؤه الذين تخرجوا على يده في اكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية، التي قضى بها سنوات عمره في تطوير وتنمية منظومة الأمن منذ شبابه، حيث التحق في العام 1972 بكلية الشرطة ضمن الدفعة الرابعة للضباط. متابعة قراءة في رثاء بدر العيدان
قصة الصفر
من علامات «طيحان الحظ» اصرار غالبية الدول العربية على استخدام الارقام الهندية (١ ٢ ٣ ٤ ٥ ٦ ٧ ٨ ٩) بدلا من الارقام المعروفة بـ«العربية» والتي تكتب (123456789)، فكيف يمكن تفسير او تبرير هذا التخلف والكسل؟ لا اعرف الجواب او لا اود التصريح به. يبقى من الارقام «الصفر»، فمن اخترعه؟
سبق ان ذكرنا في مقال سابق ان الهنود هم اول من اخترعوه، ولكن بعض اصحاب الدراية والخبرة قالوا ان العرب المسلمين، هم من اخترعوه، وكان علينا القيام بالبحث عن الحقيقة، ليس لدواعي المعرفة فقط، بل لما للصفر من اهمية كرقم وكمفهوم لـ«لا شيء» او للدلالة على غياب الكمية، ويكفي ان ننظر للجهد الذي كان الاوروبيون يبذلونه، حتى القرن الـ12 في كتابة الارقام الطويلة، بغياب الصفر، وما كانت تتسم به العمليات الحسابية من تعقيد، الذي ساهم اختراعه ليس فقط في تسهيل الاعمال، والمسارعة في التطور العلمي، بل في سهولة اجراء العمليات الحسابية، التي ادت لاكتشافات الفضاء وغيرها من العلوم. متابعة قراءة قصة الصفر