نرى اسعار النفط غير مستقرة بسبب تزايد الصراع داخل منظمة أوبك على مواصلة زيادة الانتاج، مما أدى الى فشل اتفاق الدوحة الثاني في الشهر الماضي. ليصبح تجاوز انتاج المنظمة الأعلى منذ سنوات كثيرة، خاصة انتاج كل من المملكة العربية السعودية والعراق وايران؛ سعيا وراء ثبات وزيادة حصصها الانتاجية. وهذا ادى الى ضعف سعر البرميل وبمد أمد الصراع المحلي داخل المنظمة.
ولا أمل في الوصول الى اتفاق خلال اجتماع المنظمة النفطية في الشهر المقبل. وعلى الرغم من هذا فان اسعار النفط ستكون متماسكة وستكون حول 40 دولارا مع قدوم فترة الصيف، وزيادة استهلاك المشتقات من وقود السيارات والطائرات. حيث من المتوقع ايضا ان يكون الأعلى استهلاكا في الولايات المتحدة الأميركية بسبب ضعف اسعار البنزين هناك.
واوبك منذ نوفمبر منذ عام 2014 لم تحدد اي سقف للانتاج، ولهذا نرى التسابق على زيادة الانتاج، والصراع من اجل ايجاد الأسواق، خاصة العراق وايران، ورغم أن الكميات المقبلة لن تكون سهلة فان تذبذب انتاج ليبيا والمشاكل السياسية في نيجيريا والأزمة الاقتصادية الخانقة في فنزويلا صبت في مصلحة انتاج بقية اعضاء اوبك، خاصة الدول التي في استطاعتها مواصلة زيادة انتاج النفط الخام. ولهذا السبب نجحت المنظمة حتى الآن في زيادة انتاجها وباسعار افضل بكثير من معدلات القاع التي بلغت 27 دولارا لمؤشر برنت في شهر يناير الماضي.
وعند المعدلات الحالية لا نرى اي تذمر من دول اعضاء المنظمة، وكأن لسان حالهم يقول علينا ان نتعايش مع هذا الموجود عند 40 دولارا وهو الأفضل حاليا، ولا نستطيع ان نعمل اي شيء الا بتوافق سياسي ما بين اعضاء المنظمة، وهذا لم يتحقق في الدوحة ولن يتحقق من بعد شهر في فيينا. وعلينا ان نتحمل ونصرف من الاحتياطي المالي او من صناديق الثروة السيادية او الاقتراض من البنوك العالمية. وهو الخيار الأخير. وهذا هو قرارنا لأننا لم نتوقع هبوط اسعار النفط عند هذه المستويات ولم نضعه في حساباتنا.