أجرى الإعلامي تركي الدخيل مقابلة مثيرة عام 2012 مع المرحوم الشيخ سعود الناصر، سفيرنا في واشنطن أثناء الاحتلال الصدامي، ذكر فيه أن وفدا، غالبيته من الإخوان المسلمين، طلب مقابلته لمساعدتهم ماليا، للقيام بجولة على مختلف الدول الإسلامية للدعوة لتحرير الكويت من خلال تكوين جيش إسلامي، وعدم الاستعانة بالغرب «الكافر»! وبعدها بايام وصل إلى واشنطن وفد شعبي يمثل حكومة المنفى في الطائف، لشرح قضية الكويت للشعب والحكومة الأميركية. وانه قام بترتيب لقاء لهم مع سياسي كبير، وفوجئ في اليوم التالي بأحد المحسوبين على الإخوان، وذكر اسمه، وقد اصبح ضمن الوفد، من دون علمه أو علم الحكومة الكويتية. وقال إن المسؤول الأميركي الذي قام الوفد بمقابلته قال له بعد الاجتماع، معاتبا، إن على أعضاء وفودكم تنسيق مواقفهم قبل القيام بعرض وجهات نظرهم علينا. وقال الشيخ إنه فوجئ بكلام المسؤول الحكومي الكبير، وتبين لاحقا أن ذلك الإخونجي طلب الحديث مع المسؤول منفردا، حيث أخبره بمعارضة قوى سياسية كويتية للتدخل الغربي في عملية التحرير، وانهم يسعون للاستعانة بجيوش إسلامية!
لا أدري لماذا تذكرت حديث الشيخ سعود، وأنا استمع لخطب المشاركين في مؤتمر «شكرا تركيا» الذي أقامه الإخوان المسلمون، في اسطنبول قبل بضعة ايام، وكم المداهنة الذي تضمنته تلك الكلمات، ربما في محاولة لتوريط تركيا. حيث خطب حميد الأحمر، رئيس المؤتمر، قائلا إنهم يعقدون مؤتمرهم في عاصمة الخلافة الإسلامية، مأوى الأفئدة! وقال خالد مشعل، ممثل حماس، شكرا تركيا، التي نجد لها في كل قضية عربية وإسلامية بصمة وموقفا عظيما. أما الداعية يوسف القرضاوي فقد زايد على الجميع بقوله «.. وقام اتراك اليوم بالدفاع عن الإسلام، فمن ذا الذي ينكر وقوف ذلك (السلطان العظيم) الذي يسميه الناس رجب الطيب اردوغان معنا؟ من ذا الذي يستطيع أن يقاوم هذا السلطان العظيم، سلطان المسلمين، سلطان الأمة الذي يدافع عن أمة الإسلام».. إلخ!
وعلى الرغم من ان اردوغان قام في اليوم التالي بمقابلة المشاركين في المؤتمر، فإن حكومته صبت ماء باردا على رؤوسهم، عندما قام عمر فاروق، مستشار رئيس الوزراء في اليوم التالي بالتصريح، في مقابلة تلفزيونية، بعدم قبول حكومته لما قيل في ذلك المؤتمر، وان على من يريد خدمة تركيا ألا يتجاوز سياسات الحزب الحاكم. وان ما قيل فيه من شعارات، وما اثير من نعرات، هي أكبر من حجم تركيا، وان كلامهم سيخيف الغرب منها، وأن تركيا دولة ديموقراطية وستبقى كذلك، ولن تتجاوز المعايير الإنسانية، وأن يأتي بعض الأطراف ويطلقوا شعارات، ويقولوا كذا وكذا، فإنه أمر مرعب. وأن المشروع الذي تنادي به هذه المجموعة قد فشل، وافشل المشروع الديموقراطي في بلدانهم، وبالتالي نحن لا نريدهم أن يفشلوا مشروعنا الديموقراطي!
* * *
• ملاحظة:
يستضيفنا الإعلامي المبدع يوسف الجاسم، وضيفين آخرين، في الحادية عشرة من مساء اليوم على قناة المجلس، في لقاء عن قضايا المدارس الخاصة. ويعاد البث الساعة 12من مساء يوم الجمعة.