«لوياك» ليست مؤسسة عادية، بل فكرة رائدة، ومظلة حماية لشبابنا من الانحراف. ويكفي، عند النظر إلى وجوه وسِيَر من يديرونها، والنظر إلى سحنات معارضيهم، للإيمان بمدى صواب وضرورة ما تقوم به من أعمال رائعة!
***
في تصرف طال توقعه، قام أحد النواب الممثلين للتيار السلفي، بتوجيه سؤال برلماني لوزير التجارة (!) يحتج فيه على تسليم مؤسسة لوياك التي تديرها نخبة رائعة من سيدات الكويت الفاضلات، مسؤولية إدارة حديقة الشهيد، وكيف أنها تقوم بإقامة حفلات غنائية فيها، وأمسيات شعرية وفنية، ومهرجانات شبابية تتضمن فنونا موسيقية وعروضا وأعمالا سينمائية، وأنها تهتم بإحياء مناسبات معينة، مثل يوم المرأة العالمي، وأن جميع هذه الأنشطة محرمة، بنظر هؤلاء وجماعتهم من الإخوان. ولا يكتفي النائب بما ذكر، بل يسرد مجموعة أخرى من المخالفات، مثل قيام لوياك بإقامة دورات مشي واسترخاء ويوغا في الحديقة، يختلط فيها الشباب والشابات، وأن من يديرونها ينتمون للماسونية، كما زعم!
وهنا نلفت نظر النائب إلى أنه وجه سؤاله البرلماني لوزير التجارة الذي لا علاقة له بأمور الحديقة، ولا بالأنشطة الثقافية والاجتماعية، وحتى الرياضية، كما أن لوياك مؤسسة غير ربحية.
أما موضوع اختلاط الشباب والشابات فيها فهو احتجاج باهت كون هؤلاء يختلطون في كل مكان، و«إشمعنى» حديقة الشهيد يجب أن لا يسمح فيها؟
لا ندري ما الذي أثار «حمية ونخوة» النائب على مصير شبابنا اليوم، وهو الذي لم يهتم يوما بإدانة وتجريم من أرسل الآلاف منهم للقتال في حروب عبثية، وفي قتال لا طائل منه في أفغانستان والبوسنة والشيشان وكوسوفو والعراق وسوريا، ولا يزالون. ونسأله هل بينهم من عمل مع «لوياك»، واستفادوا من دوراتها التدريبية وأنشطتها المتعددة؟ وهل بينهم من «انحرف» وحرق قلب أمه عليه، بسبب مشاركته في انشطة حديقة الشهيد، وممارسة التأمل والاسترخاء واليوغا؟ وهل يعقل وصف النائب لمن يديرون «لوياك» بأنهم منتمون للماسونية العالمية، وهل يعرف حقا أو أصلا ما تعنيه الماسونية لكي يصف بها من بذلوا المال والجهد العظيم لحماية آلاف الشباب على مدى عقدين من الزمن من أخطار المخدرات والبطالة والانحراف والغلو الديني الذي جلب لنا مآسي لا نعرف كيف نعالجها؟
من الواضح جدا جهل النائب بالدور الحقيقي لـ «لوياك» في الميادين الاجتماعية والثقافية والتربوية، وحصر اهتمامه بما تقوم به في نطاق الحديقة الضيق.
إننا نطالبه هنا بأن يحضر لنا مئة من شبابه، من خريجي معاهده، ونحضر نحن مئة من خريجي «لوياك» الذين تلقوا دورات أخلاقية مختلفة، واكتسبوا مهارات إنسانية متعددة، لنقارن بين المجموعتين في مدى نفعهم لوطنهم وأمتهم ودينهم، ودرجة تشرف أهاليهم بهم، ومن بعدها نحكم على «لوياك» وعلى مدى «ماسونيتها».