“الواقع الذي كنا ندركه لم يعد موجوداً، فالمنازل والشوارع والطرق كلها تبحر بعيداً مع الزمن، واأسفاه على تلك السنوات. الأماكن التي اعتدناها لا تنتمي إلى مساحة حددناها في زمن آفل، هي صورة ملتصقة في الذاكرة لزمن مضى” (ترجمتي لفقرة من “البحث عن الزمن الضائع أو الغائب أو المفقود” لمارسيل بروست عن الترجمة الإنكليزية لأرثر غولدهامر بكتابه المصور عن الرواية).
بروست على لسان الراوي لا يكابد الحنين “نوستلجيا” لزمن الأمس للماضي، بل يتحسر على غياب المكان، حين طوته صفحة من كتاب الزمن، وهو كتاب لا ينتهي ولا نعرف من أين بدأت أول كلماته. الراوي يتحسر على ضياع أماكن ذكرياته الجميلة في الحديقة والغابة التي التقى فيها جلبرت وعشقها أيام طفولته، لم تكن حسراته على جلبرت ابنة سوان، بل على رحيل تلك الأماكن وضياع معالمها، هي المساحات التي أحب فيها، ونحتت ذكراها على حوائط وجدانه، فالمكان هو المساحة التي ضاعت، وهو ينبش عنها في تلافيف الزمن، يقلب ذكرياته عله يجدها.
متابعة قراءة فسحة من غير كاميرات
الشهر: أبريل 2016
حين يصبح «البنادول»… حلمًا!
في مذكراته التي عنونها بـ«جيمس بيكر- سياسة الدبلوماسية» التي صدرت في العام 2002 يقول وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية الأسبق بيكر في إحدى صفحات كتابه إنه أثناء إحدى لقاءاته مع الرئيس السوري الراحل «حافظ الأسد» سأله عن إمكان التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل حول هضبة الجولان مقابل سلام كامل وتبادل للبعثات الدبلوماسية، فرد عليه الرئيس الأسد قائلا: «لدي رأي عام شعبي لابد أن أعود إليه وأهتم لسماع ملاحظته»!
فيعلق جيمي بيكر على هذا الرد قائلا، بسخرية، «هذا الرجل الديكتاتور يريد إقناعي بأن لديه رأيًا عامًا يحسب له ألف حساب، وكأن الشعب السوري يستطيع أن يفتح أفواهه بأي كلمه»! متابعة قراءة حين يصبح «البنادول»… حلمًا!
الإفلات من العقاب
إفلات المجرم من العقاب قد يكون أخطر من الجريمة ذاتها. فالمجرم الذي لا يعاقب يستمر في إجرامه ظناً منه أنه أقوى من القانون ويعطي نموذجاً للمجتمع أن المجرم يستطيع أن يفعل ما يشاء دون رادع وبالتالي تروج الجريمة وتصبح واقع حال ونمط حياة. ناهيك عن الأثر المدمر الذي يخلقه إفلات المجرم على نفسية الضحية وأهله ومحبيه وإحساسهم المر بأن العدالة منتهكة.
إلا أن العقاب بالمقابل يجب أن يخضع لقواعد عدالة صارمة لا تمنح الفرصة لأي سلطة مستهترة بأن تستغل حاجة الناس للحماية والأمن، فتتجاوز القانون، وتتجاوز شروط العدالة المستحقة، والقضاء المستقل.
الأمن والعدالة وجهان لعملة واحدة، فلا يتحقق الأمن بلا عدالة حتى وإن بدا ظاهرياً ذلك، بينما يتحقق الأمن كلما كانت العدالة راسخة متأصلة في المجتمع. كذلك هو الأمن والحرية فلا تناقض بينهما، بل تكامل مؤكد. متابعة قراءة الإفلات من العقاب
التحكم بالوقت وصنع الفرص المناسبة
حاورني صديق مبدع وشغوف بالتفكير المنطقي، استهل حديثه قائلا: أعتقد ان هناك مقولة مهمة، أود سماع تعليقك عليها، وبكل لهفة وفضول ومحبة أجبته: تفضل، فرجع للخلف وتنهد، فأدركت عمق ما يود التعبير عنه، فقال: ما تراه مناسبا يأتيك بالزمن غير المناسب، وفي الزمن المناسب يأتيك ما تراه غير مناسب. فهمت قصده ومراميه من كلماته ومن نظراته، وهو ينتظر سماع ردي، لكنه استطرد قائلا عبارتي فيها زمن وأمنية، والكلمات متشابهة في الوهله الاولى، لكن في التمعن والإحساس بجوهرها نكتشف ان الحياه تمر فينا بأمنيات تختلف عن الزمان، يعني تجد ما تتمناه بزمن سابق، لكنه موجود في هذا الوقت، فنقول يا ليت اللحظة تأتي بك في الزمن الذي تريده، يعني أن تجد ما تتمناه بزمن سابق، لكن موجود في هذا الوقت. متابعة قراءة التحكم بالوقت وصنع الفرص المناسبة
محكمة الأسرة.. ورفع الحرج والشبهة
من فضل الله علي أنني لا أزور المحكمة إلا نادرا، وذلك حين أذهب لتسلم دفتر عقود الزواج الجديد، وهي زيارة لا تكاد تتكرر في العام إلا عدد أصابع اليد الواحدة أو أقل، وفي آخر زيارة قابلت أحد المحامين النشامى الذي بادرني بحرارة سلامه وترحابه، ثم سألني: عسى ما شر؟!
شعندك؟! أنا حاضر..فشكرته وبينت له سبب حضوري للمحكمة ثم انصرف كل منا إلى وجهته.
وهذا الموقف والسؤال من محامينا الكريم ليس غريبا، فكل من يذهب للمحكمة ويلتقي بأناس هناك يدور في خلده ألف سؤال واحتمال حول سبب وجودهم في المحكمة، وكل الاحتمالات واردة: قضية مخدرات، قتل، هتك عرض، أحوال شخصية.. كل الاحتمالات ترد على الأذهان إلا من وفقه الله لإحسان الظن بإخوانه. متابعة قراءة محكمة الأسرة.. ورفع الحرج والشبهة
سياسي واقتصادي ومجتمع.. نظيف!
عناصر إصلاح الأوطان، تكمن في مثلث إصلاحي واحد هو، سياسي واجتماعي واقتصادي، وحتى لو كان الإصلاح في بداية الأمر جزئيا، أراه جيدا كمرحلة تمهيدية، مادام يتناسب مع الحالة المجتمعية المعكوسة، لأن الإصلاح المفاجئ في المجتمعات الفوضوية صعب تحقيقه وحتما سيتعرض إلى هجمة شرسة من المنافقين السياسيين خاصة المنتفعين من تلك الفوضى، وقد ينتهي قبل ولادته.
فإذا تحدثنا عن العنصر السياسي، فلا بد أن يتجلى في وجود شخصيات وطنية نظيفة اليد وتحمل ضميرا حيا تجاه الوطن، وهمهم الحقيقي هو تطبيق القانون ومحاسبة المتجاوز بمسطرة واحدة دون استثناء، ولو كلفهم الأمر إنهاء حياتهم السياسية بعد صراع قوي مع قوى الفساد، لكن الأهم هي البداية الناجحة في كشف المعترضين على حالة الإصلاح، وهذه النوعية من الشخصيات التي ستدخل ساحة المعركة بالحق يجب أن تكون بلا مصالح وليس لها أي تبعية في قائمة المتصارعين، والأهم من كل هذا هو أن يملكوا الشجاعة في مواجهة الفاسدين ولو كان الثمن هو تشويه سمعتهم أمام الناس بأكاذيب وهذا دائما ما يحدث في مثل هذا الشكل من الصراعات، ويبقى الرهن مرفوعا على مواصلة التصدي والأهم التحلي بالصبر وذلك سيجعل الحق منتصرا ولو بعد حين، لطالما مسيرة الإصلاح جاءت بنية صافية تخلو من المنافع والمكاسب غير المشروعة. متابعة قراءة سياسي واقتصادي ومجتمع.. نظيف!
نهر الكويت العظيم.. افتحوا الحنفية
في قديم الزمان وفي غابر الأيام عندما كنت في المرحلة المتوسطة ذهبت مع فصلي في رحلة مدرسية إلى إحدى محطات تقطير المياه في الكويت.
شرح لنا المهندس المرافق عن وجود عدة مراحل للتقطير تتكون من عدة احواض عملاقة. أولها تدخل فيه مياه البحر مباشرة عن طريق فتحات صغيرة لمنع دخول الأسماك والحيوانات البحرية الأخرى وعند امتلائه يتم إغلاقه وضخ مادة كيميائية لقتل الكائنات الدقيقة التي تسربت خلال تلك الفتحات الصغيرة. متابعة قراءة نهر الكويت العظيم.. افتحوا الحنفية
خبول الكويت والخليج
عندما تريد التحقق من أمر ما فعليك أن تفاجئ الشخص بسؤال لم يكن يتوقعه نهائيا، وهذا الأمر حدث فعلا كما أخبرني كبار السن، ففي لجنة منح الجنسية الكويتية في بداية الستينيات كان بعض أعضاء اللجنة يسأل من يتشكّكون في أمرهم عن المجانين في بعض الفرجان والأحياء والمناطق.
لقد كانوا يسألون عن المجانين وليس الخبول، فالخبل إنسان «يقط خيط وخيط» ويرجى فيه بعض الخير حين يتم علاجه، ولكن المجنون «الله يخلف على أهله» ولن يفيد فيه حتى الكي، فقد كان المجانين قلة في الكويت وقد يكونون سبب تسمية فريجهم باسمهم مثل بيت سعد المزيون في درب الزلق أو بيت «علي الحرامي». متابعة قراءة خبول الكويت والخليج
الإفلات من العقاب
إفلات المجرم من العقاب قد يكون أخطر من الجريمة ذاتها. فالمجرم الذي لا يعاقب يستمر في إجرامه ظناً منه أنه أقوى من القانون ويعطي نموذجاً للمجتمع أن المجرم يستطيع أن يفعل ما يشاء دون رادع وبالتالي تروج الجريمة وتصبح واقع حال ونمط حياة. ناهيك عن الأثر المدمر الذي يخلقه إفلات المجرم على نفسية الضحية وأهله ومحبيه وإحساسهم المر بأن العدالة منتهكة.
إلا أن العقاب بالمقابل يجب أن يخضع لقواعد عدالة صارمة لا تمنح الفرصة لأي سلطة مستهترة بأن تستغل حاجة الناس للحماية والأمن، فتتجاوز القانون، وتتجاوز شروط العدالة المستحقة، والقضاء المستقل. متابعة قراءة الإفلات من العقاب
من يقف خلف الاختطاف؟!
تتعرض العزيزة مصر لمخططات خبيثة تستهدف الاضرار بها وباقتصادها، ومن يقرأ تفاصيل حادث خطف الطائرة المصرية قبل أيام إلى قبرص لا يمكن له إلا أن يساوره الشك حول من يقف خلف الحادث، فالخاطف كما يقول جيرانه شخصية غامضة عاطلة لا يُعرف له عمل محدد أو دخل مالي، كما انه لم يغادر مصر منذ سنوات طوال كي يصبح ملمّا بشكل محترف بإجراءات الأمن بالمطارات وقدرات مكائن الأشعة وما تظهر وما لا تظهر، ومعها قدرات رجال الأمن المعنيين في كشف ما خبأه ضمن ملابسه، وهي أمور لا يقدر عليها من هو مختلّ عقليا! متابعة قراءة من يقف خلف الاختطاف؟!