استضافتنا الإعلامية البارزة منتهى الرمحي قبل ايام ضمن برنامجها الشائق «بانوراما» على قناة العربية للحديث حول الإشكال اليمني ومؤتمر الكويت، وكان مما قلناه ان الإشكال اليمني ومثله الإشكالات القائمة في العراق وسورية وليبيا والصومال والسودان ولبنان وفلسطين لن تنتهي بسلام ولن تغلق ملفاتها، فلو كانت هناك نوايا حقيقية لإنهاء تلك الإشكالات المدمرة.. لما بدأت!
***
في اليمن تمكنت المبادرة الخليجية مع بدء الربيع العربي فيها من منع إشعال حرب اهلية على ارضه عبر ضمان تداول سلمي للسلطة، وتم انتخاب الرئيس عبد ربه منصور هادي بأكثر من 90% من الأصوات في انتخابات حرة نزيهة أشرفت عليها قوى إقليمية ودولية ،واصبح بعد ذلك رئيسا للحوار الوطني الذي شارك فيه الجميع مما يعني مرة أخرى اعترافا بشرعيته ولم يستثن او يعزل او يبعد احدا من ذلك الحوار الذي شارك به الحوثيون والمؤتمر الشعبي العام الذي أبقى على عبدالله صالح رئيسا له.
وكان الحوار الوطني قد قارب على الوصول إلى نهايته كي تبدأ بعده عملية خلق دستور جديد وانتخابات عامة إلا ان بعض الجهات تحسّرت على ان اليمن لم تسفك به الدماء التي سفكت في بلدان الربيع العربي الأخرى، فتمت العملية الانقلابية غير المبررة اطلاقا على شرعية معترف بها يمنيا وخليجيا وعربيا ودوليا، ولم يكتف الانقلابيون ومعهم الرئيس السابق على عبدالله صالح الذي عالجته المملكة في مستشفياتها وأمنته في بلده وأبقت على ثروته، بالعملية الانقلابية في اليمن، بل قاموا بإعلان مشروع حرب على المملكة العربية السعودية وبالتبعية على الدول الخليجية عندما اعلنوا انهم ينتوون غزو المملكة والوصول الى الأماكن المقدسة في مكة والمدينة في تكرار لغزوتي أبرهة الحبشي وأبو الطاهر القرمطي!
***
ولا يختلف الإشكال اليمني كثيرا عن الإشكالات العربية الأخرى حيث خلقت «عقد ذيل الضب» بين اطرافها المتصارعة ووزعت المدن والثروات بينهم، اضافة الى ما هو قريب من توزيع الادوار بين بعض قياداتهم فإن شد الطرف «أ» رضي الطرف «ب» وان شارك «ب» قاطع «أ» وان مالت الكفة العسكرية يوما لطرف ما، تم التأكد وعبر ادخال معطيات جديدة في الصراع من انها ستميل للطرف الآخر لذا عجبت – كما ذكرت في اللقاء – ممن يحلل وينظّر لأمور بدايتها الخاطئة الاعتقاد ان هناك نوايا صادقة لحل الاشكالات القائمة بالمنطقة العربية عند من يخططون لمستقبل دول المنطقة ويستخدمون الدمى التي تدعي الوطنية لتنفيذ تلك المخططات التي يسمح بين حين وآخر خلالها بالمؤتمرات والهدن التي لن تغير للأسف مسار الأحداث المؤسفة الى اجل غير مسمى.
***
آخر محطة: لمن يدعي ان سبب الإشكال اليمني هو تضمن المبادرة الخليجية العفو عن الرئيس السابق علي عبدالله صالح، نقول لو لم تتضمن المبادرة العفو عن صالح لقيل ان سبب الحرب الأهلية اليمنية هو روح الانتقام من صالح التي ثارت على تلك المبادرة وانها لو سمحت بالعفو عنه وبقائه في وطنه لما حدث ما حدث، مستشهدين بما قيل من ان روح الانتقام من صدام والقذافي والأسد هي التي تسببت في الحروب الأهلية الطاحنة القائمة في العراق وسورية وليبيا.