منذ ان بايع الكويتيون أسرة الصباح لحكم البلاد وإدارة شؤون حياتهم، والعلاقة بين الحاكم والمحكوم تحفها المحبة والوئام والاحترام المتبادل، ولم يسمح حكام الكويت لكائن من كان بأن يزعزع هذه العلاقة، لذلك استمر ولاء الكويتيين لحكامهم على مر العصور، وقد لعبت القبائل دوراً مميزاً في دعم الحكم أمام التحديات التي واجهها، ولعل حادثة 1938 دليل على ما نقول، عندما احتدم الخلاف بين الحاكم والمجلس التشريعي، فاستعان الحاكم بالقبائل لحسم الخلاف، الذي تطور الى استعمال السلاح، وقد كان للرشايدة دور مميز في دعم سلطة الشيخ احمدالجابر، كما ذكر ذلك خالد العدساني في مذكراته، واستمر هذا الولاء حتى بعد نشوء الدولة الحديثة، بصدور الدستور عام 1962، حيث استطاعت الحكومة ان تمرر معظم مشاريعها من خلال دعم نواب القبائل لها داخل مجلس الامة (البرلمان)، واستمرت هذه العلاقة الى الثمانينات من القرن الماضي، عندما اكتشف جيل ذلك الوقت ان النظام لم يقدّر للقبائل هذه العلاقة المبنية على الولاء المطلق، حيث لم يحصد من ورائها أي مصلحة متحققة، سواء معنوية أو محسوسة!
اليوم تعيش هذه العلاقة مشروع أزمة جديدة، قد تسببها مقالات تطعن بالقبائل تنشر بين فترة وأخرى! وقد أعرب أبناء القبائل عن استيائهم أكثر من مرة من تجريح هذه الكتابات بكراماتهم، لكن من دون ان تجد هذه الدعوات اذناً صاغية من أحد من المسؤولين! وقد يتعذر البعض بأن هذه حرية صحافة، ونقول كان هذا عذراً مقبولاً في الايام الخوالي، أما اليوم فالجميع يعيش تراجع الحريات العامة في الكويت، والجميع شاهد سحب تراخيص صحف كبرى بسبب موقف ورأي مخالفين لتوجه الحكومة، فهل ترك هذه الكتابات تستمر في الطعن بأعراض الناس وأمانتهم مؤشر على رضا الحكومة بما يُكتب فيها؟!
نصيحة للمسؤولين عن هذا الموضوع من أبناء اسرة الخير، حافظوا على وحدة مجتمعكم، وامنعوا ما يثير الفتنة، فإذا اردتم استمرار حب الناس وولائهم لكم، فالزموا واضبطوا تصرفات البعض من الغيّ والإسفاف، فمعظم النار من مستصغر الشرر!