تتعرض العزيزة مصر لمخططات خبيثة تستهدف الاضرار بها وباقتصادها، ومن يقرأ تفاصيل حادث خطف الطائرة المصرية قبل أيام إلى قبرص لا يمكن له إلا أن يساوره الشك حول من يقف خلف الحادث، فالخاطف كما يقول جيرانه شخصية غامضة عاطلة لا يُعرف له عمل محدد أو دخل مالي، كما انه لم يغادر مصر منذ سنوات طوال كي يصبح ملمّا بشكل محترف بإجراءات الأمن بالمطارات وقدرات مكائن الأشعة وما تظهر وما لا تظهر، ومعها قدرات رجال الأمن المعنيين في كشف ما خبأه ضمن ملابسه، وهي أمور لا يقدر عليها من هو مختلّ عقليا!
***
كما أن الأعذار والذرائع التي ادعاها كمبرر للخطف تنقضها الحقائق، فقد ذكرت مطلقته القبرصية انه لم يكن محبا أو مهتما بعائلته أو أولاده، وكان شديد القسوة عليهم ،وهو ما تسبب في طلاقها وعودتها إلى قبرص، ولم يزرهم أو يتصل بهم قط منذ عقود، وقد ثبت كذلك انه لم يطلب من الطيار التوجّه إلى قبرص لو كان صادقا في دعواه، بل طلب التوجه إلى تركيا أو اليونان حيث لا عائلة له هناك، وكان سيتعمّد بعد ذلك تشويه سمعة مصر لأيام أو أسابيع حسب المخطط الذي أفشله توجّه الكابتن إلى قبرص بسبب نقص الوقود.
***
وقد أثبتت الإجراءات الأمنية في مطار برج العرب صحتها، فلم تمر على أجهزتها أسلحة حقيقية أو متفجرات، وأما أن يقوم أحد بتفصيل قطعة خام على شكل حزام ناسف مخبأ بين ملابسه، ثم يستخدم أسلاكا قد تكون ضمن شاحن هواتف غير ممنوع حمله، فعملية لا يستطيع إيقافها أحد وتدل كما ذكرنا على قدرات تخطيط وتنفيذ لا تتناسب مع محدودية قدرات الخاطف، وقد أصاب الكابتن في الاستماع إلى تعليمات الخاطف وفي عدم فتح باب كابينة القيادة له، ولا أعلم سبب ترك المساعد للطائرة، وهل كان بأمر وتنسيق مع الكابتن كي يرغم الطائرة على البقاء على الأرض خوفا من أن يقوم الخاطف بتفجيرها بعد إقلاعها ومن ثم قتل كل من فيها، فقد استبدل الخطف في السنوات الأخيرة بالعمليات الانتحارية والتفجيرية.
***
آخر محطة: تعاطف بعض الركاب مع الخاطف، حتى أخذ البعض الصور التذكارية معه أمر طبيعي ويسمى في علوم اختطاف الطائرات بـ «عارض استوكهولم» حيث تعاطف ركاب طائرة مخطوفة في استوكهولم بالسويد مع الخاطف لدرجة أنهم رفضوا ترك الطائرة بعد أن سمح لهم بذلك خوفا من أن يقتله رجال الأمن مع عملية الاقتحام، ويقال ان سبب ذلك العارض أن الإنسان يشعر بالامتنان لمن يستطيع إيذاءه (الخاطف) ولا يقوم بذلك.