تستثمر عائلة الشربتلي السعودية الشهيرة في مصر منذ الخمسينيات، ويمتلك الشيخ عبدالرحمن الشربتلي مجمع سيتي ستارز الشهير وسلسلة فنادق فيرمونت الفاخرة، اضافة الى العديد من المصانع والمزارع والشركات الكبرى وظل الشيخ الشربتلي يستثمر بصمت في مصر ولم يقم بلقاء إعلامي قط حتى انفجر اخيرا البركان ونطق ابوالهول السعودي بكلمات تُنطق الحجر في لقاء خصّ به صحيفة «المصري اليوم» واسعة الانتشار.
***
يقول الشيخ عبدالرحمن الشربتلي: إن هناك لوحة معلقة على مطار القاهرة تشمل الآية الكريمة (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)، ويقترح ان تعلق لوحة للمستثمرين تقول: «واخرجوا منها سالمين»، فمن السهولة ان يدخل المستثمر مصر ومن الاستحالة الخروج، حيث إن مصر دولة يحكمها الموظفون- حسب قوله- لا كبار المسؤولين، فالوزراء يعانون من ظاهرة «الأيدي المرتعشة» حيث يخشون من اتخاذ القرارات التي تزيل العراقيل من أمام المستثمرين فتحيلهم الرقابة الإدارية للمحاكم والمحاكم للسجون كحال كثير من الوزراء الآخرين، لذا تمضي السنون دون ان يوقع الوزراء على ورقة واحدة حتى بات المستثمرون أقرب للمتسولين على أبواب المسؤولين، ويضيع 80% من وقت المستثمر في تعقب المعاملات ومحاولة تذليل العقبات بدلا من استغلال الوقت في توسيع وتنويع الاستثمارات، ويقدم الشربتلي حلا وجيها هو أن يوقع مديرو الرقابة الإدارية على قرارات وزراء الاستثمار لمنع خشيتهم من الملاحقة القضائية اللاحقة.
***
ويضيف الشربتلي بعتب المحب: ان الدولة المصرية لا تلتزم بتعهداتها كما ان التشريعات المشجعة للاستثمار اما ان تتغير بشكل جذري دون سابق انذار، او لا يلتزم بها احد، كما ان مؤتمر شرم الشيخ الدولي عقد قبل ان تتهيأ الدولة لاستقبال المستثمرين، كما أعقبته قرارات تختص بتقييد الصرف والتمويل مما قضى على فرص الاستثمار قبل ان تبدأ، وضرب مثلا باعتزام شركته القيام بأكبر مشروع سياحي في الشرق الأوسط على ارض مساحتها 7 ملايين متر في شرم الشيخ، وبدلا من ان يُشجع المشروع في مثل هذه الظروف الصعبة تمت عرقلته حتى قضي عليه تقريبا، موضحا أن دراسة الجدوى الاقتصادية لأي مشروع لها مدة محددة، فإذا وضعت العراقيل وتسببت الإجراءات البيروقراطية في عدم بدئه وتأخره، تتغير الظروف ومعها أسعار الفائدة والصرف ويصبح المكان الملائم الوحيد لتلك الدراسة وذلك المشروع هو.. سلة المهملات!
***
آخر محطة: ما ذكره الشيخ عبدالرحمن الشربتلي تعاني منه بشكل مشابه دول أخرى بالمنطقة، فبعض المسؤولين لدينا يرفعون شعارات مماثلة مضمونها «ابعد عن شر القرار وغني له» و«القرار رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه»، و«اللي يوقع القرار ينتهي طرار»، والطرار هو المتسول!