أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع

انتهاك للدستور

مخالفات صارخة للدستور والقانون تمت من قبل احدى الجمعيات التعاونية، بعقدها لجمعية عمومية، قررت فيها طرح الجمعية للبيع بالمزاد، فهذا القرار باطل بحكم نصوص الدستور، وكذلك وفقاً لنصوص القانون رقم 24 لسنة 1979، بشأن الجمعيات التعاونية، الذي لا يجيز أي نص من نصوصه بيع الجمعية التعاونية، ولم يعط الجمعية العمومية أي سلطة أو اختصاص بذلك، باعتبار أن الجمعية نشاط تعاوني، لا يعتبر الربح هدفاً أساسياً له، وإنما يهدف إلى كسر احتكار أسعار السلع الاستهلاكية للناس، وتقديمها بأقل الأثمان، حتى يرفع من المستوى المعيشي والاجتماعي لأبناء المنطقة، ولذلك حدد القانون مساهمي الجمعية وقصرها عليهم، وجعل تملك أسهمها بأسعار رمزية وبملكية محدودة، كما منح هذه الجمعيات تسهيلات ومزايا من الدولة، لسمو الغاية التي تسعى إليها ونبل أهدافها ذات الطابع الاجتماعي، وذلك كله لضمان تحقيق هذا النشاط التعاوني لغاياته الجوهرية، ومنها إرساء مبادئ العدالة الاجتماعية ودعم كيان الأسرة وحماية الشباب والنشء، وتهيئة البيئة والظروف الملائمة معيشياً، وتحقيق تملك الأفراد الموزع لمنع احتكار مشاريع جمعيات السلع الاستهلاكية تحقيقاً للوظيفة الاجتماعية للملكية ورأس المال والثروة الوطنية، وفقاً لما سطره الدستور في هذا الشأن بأحكام المواد 7، 8، 9، 10، 11، 16، 18، 20، 22، 23. فالمادة 20 من الدستور مثلاً تنص على «الاقتصاد الوطني أساسه العدالة الاجتماعية، وقوامه التعاون العادل بين النشاط العام والنشاط الخاص، وهدفه تحقيق التنمية الاقتصادية وزيادة الإنتاج، ورفع مستوى المعيشة وتحقيق الرخاء للمواطنين..»، ومن ثم فإن خطوة الجمعية العمومية لهذه الجمعية التعاونية، التي قررت بيعها تحت سمع ونظر وزارة الشؤون تمثل انقضاضاً على الجمعيات التعاونية، بهدف تمليكها للتجار والشركات، وهي مؤامرة لإجهاض تجربة رائدة في تملك وإدارة المواطنين لشؤونهم الاستهلاكية، وترتيبات مرفوضة انتهاكاً لأحكام الدستور، وتنقيحاً للمواد 16، 20، 22، 23 من الدستور. متابعة قراءة انتهاك للدستور

د. حسن عبدالله جوهر

دلالات الانتخابات التكميلية!

دلالات ومؤشرات الانتخابية التكميلية في الدائرة الثالثة تعكس الحالة السياسية الراهنة التي خطفتها أجواء الاحتقان الطائفي بامتياز، ولعل مما ساعد على ذلك المزيج المركب لمختلف الشرائح المجتمعية في البعد المذهبي والعرقي في هذه الدائرة إضافة إلى النظام الانتخابي القائم على الصوت الواحد، وأخيراً أن المنافسة كانت على مقعد واحد فقط.
الطائفية مرض فكري وعقدة نفسية وسلوك منحرف في ظل الدولة المدنية وسيادة القانون ومبادئ التعايش السلمي، والكويت تعيش منذ الاستقلال إلى اليوم حالة صراع وتقاطع وتناقض ما بين الهوية الوطنية ومتطلباتها ومستلزماتها من جهة، والهوية الفئوية الضيقة وشعاراتها ومصالحها وأولوياتها من جهة أخرى، وهذا الصراع عادة ما يخضع للظروف وتداعيات الأحداث التي قد تفرض قضايا وطنية جامعة تارة أو تتأثر بالأجواء الملبدة والمريضة التي تجعل من الطرح الفئوي الأجندة والبرنامج والخطاب وأخيراً السلوك تارة أخرى. متابعة قراءة دلالات الانتخابات التكميلية!

عيد ناصر الشهري

دروس للنظام المصرفي المحلي من أزمة الائتمان

من أصعب اللحظات التي مرت على أسواق المال كانت خلال أزمة الائتمان في سنة 2008، وكان أساس الأزمة انخفاض قيم العقارات الأميركية، مما سبب خسائر للبنوك الأميركية وغير الأميركية، وقامت شركات التصنيف الائتماني بإشعال فتيل الأزمة عن طريق تخفيض التصنيف الائتماني للبنوك، التي لديها أكبر انكشاف على أسعار العقارات. لذلك كان المودعون يسحبون أموالهم بسرعة بعد تخفيض تصنيف البنك المحاصر، ثم تتوقف البنوك الأخرى عن التعامل مع البنك نفسه، فينخفض سعر سهم البنك المذكور الى مستويات قياسية، وتتسارع عندها الضغوط المالية، ويدخل البنك مرحلة حرجة يحتاج معها الى الانقاذ، ويكون الانقاذ بشكل مبدئي عن طريق قيام البنوك الأكبر بشراء البنوك الأصغر، مما يؤدي الى خسارة جميع مساهمي البنك الصغير، لكن مع المحافظة على أموال المودعين والديون. وبدأت البنوك الأكبر بالترنح تحت وطأة استثماراتها العقارية، ولا توجد بنوك أكبر حجماً منها لمساعدتها، لذلك لجأ البنك الأكبر وقتها Citibank الى اصدار أسهم ممتازة بفائدة عالية لجذب أموال الصناديق السيادية، وتعتبر هذه الخطوة الثانية للخروج من تلك المرحلة الحرجة، لكن تلك الخطوة لم تكن كافية بالنسبة الى البنك المذكور والبنوك الأخرى الكبيرة في ذلك الوقت، بسبب استمرار المودعين بسحب أموالهم، ثم أتت الخطوة الأخيرة التي ساعدت في استقرار الأمور، وهي استثمار الحكومة الأميركية متمثلة في الاحتياطي الفدرالي مبلغ 25 مليار دولار في البنوك العشرة الكبيرة في ذلك الوقت.
وقد تم اجبار جميع البنوك الكبرى على أخذ هذه المبالغ حتى لا يتبين البنك القوي من البنك الضعيف. متابعة قراءة دروس للنظام المصرفي المحلي من أزمة الائتمان

عبدالله مطير الشريكة

كم أمتعتنا بصوتك أيها العندليب الأسمر.. رحمك الله

زرت العديد من البلاد، شرقا وغربا، في زيارات كانت تحمل في طياتها معاناة في المطارات والدور وحمل الحقائب وتأخر المواعيد، مع شيء من حالات انخفاض أو ارتفاع السكر والضغط، ولا شك انها رحلات لا تخلو من المتعة واستكشاف ثقافات الشعوب والبلدان.
وفي كل بلد نزوره ترسخ في أذهانا ذكريات عديدة، جميلة أحيانا، وبائسة أخرى، مع التعرف على بعض الشخصيات المتميزة والمدهشة أحيانا. متابعة قراءة كم أمتعتنا بصوتك أيها العندليب الأسمر.. رحمك الله

فضيلة الجفال

بين الإعلام السياسي والتعبوي

ربما لم يبد اهتمام الجمهور العربي العام بالإعلام السياسي والوعي به مثلما يحدث ويتبلور الآن. لذا تظهر اهتمامات “العامة” بالإعلام التعبوي كصيغة مرادفة للإعلام السياسي. والإعلام السياسي يهتم في مضمونه بأحداث التأثير في الآراء والأفكار والقناعات، كما يسهم في عملية صنع القرار السياسي وتحقيق الأهداف الاستراتيجية على المستوين المحلي والدولي، لا سيما في حالة الحرب والأزمات. توفر الأحداث والأزمات السياسية بيئة مؤثرة لتفاعل الجماهير مع الأحداث والأزمات والحروب، من خلال متابعة الأخبار والتحليلات والتفاعل معها. وقد يميل البسطاء إلى اللغة العاطفية المقولبة التي تشعل الحماسة ومهاجمة الخصم وشتمه وتحويله إلى مسخ. وهذا إما يؤدي إلى تحطيم الهالة أو تعزيزها، يعتمد على الضبط والتوازن السيكولوجي للكواليس وإتقانها خيوط اللعبة الإعلامية في مواجهة الخصوم. وإن كانت هذه الآلية تترك أثرها لدى المجتمعات بشرائحها المختلفة، فإن التأثير العميق يأخذ مداه حين يخاطب العقول الأكثر تركيبية، تلك التي تميل إلى التأثر من خلال الحقائق أو صياغتها لأنها لا تخاطب الرأي الموحد المتفق معنا الذي ربما لا يكون هدفنا الأول وإلا لأصبحنا ندور حول أنفسنا، بل تخاطب وتستهدف الرأي المخالف والأطراف الأخرى لإحداث التأثير فيها أيضا. لا نستطيع بطبيعة الحال استدراج الرأي المخالف للاستماع لحقيقة مغايرة إن قدمناها على طبق الهجوم البسيط، بل بصيغة استعراض الحقائق والثقة في إبرازها، أخذا في الاعتبار أن للحقائق وجوها عدة مقلقة. متابعة قراءة بين الإعلام السياسي والتعبوي

غنيم الزعبي

تفوق الأبناء أصبح عبئاً على أسرهم!

لماذا أصبح التفوق في مدارس الكويت عبأ وشيئا مزعجا للطلبة وأولياء أمورهم؟
فمن تجهيزات الملابس إلى الحلويات إلى المشاوير الكثيرة للسوق للاستعداد لحفلات التفوق التي أصبح بعضها يضاهي حفلات الأعراس.

هذا كله «صوب» وتوقيت إقامة حفلات التفوق «صوب» آخر. فلسبب غريب وغير مفهوم «يتسلط» بعض مديري ومديرات المدارس باختيار يوم 24 فبراير كموعد لإقامة حفلة التفوق وكمكافأة للطلبة غير المتفوقين يتم إعفاؤهم من الحضور ذلك اليوم أو عدم مساءلتهم، عن الغياب هذا إذا لم يغيبوا كما سيفعل 90% من طلبة المدارس قبل ذلك اليوم بعدة أيام. بل ان بعض العائلات رتبت أمورها على السفر للعمرة أو دبي وأخذ أولياء الأمور إجازات من أماكن عملهم واصطحبوا أبناءهم معهم. متابعة قراءة تفوق الأبناء أصبح عبئاً على أسرهم!

احمد الصراف

العاجز.. يا وزير الصحة!

لا شك في أن معدل الأعمار في الكويت بارتفاع مستمر؛ فقد وصل إلى 78 عاماً تقريباً للرجل و80 للمرأة، وكان يبلغ ثلثي ذلك قبل أقل من نصف قرن. كما أصبحت العلاقات العائلية أقل ترابطاً، مع زيادة أعباء الحياة، وتباعد السكن الأسري وظروف المعيشة التي تزداد صعوبة، هذا غير جحود الأهل، وبالتالي أصبحت أعداد كبار السن الذين يقوم أهاليهم، من أبناء وبنات، بإيداعهم في المستشفيات، للتخلّص منهم من جهة، ولإلقاء عبء العناية بهم طبيا وصحيا وتمريضيا وغذائيا على الأجهزة الحكومية، في تزايد مستمر، بحيث أصبح كبار السن هؤلاء يشكلون عبئا حقيقيا على السعة السريرية في مختلف المستشفيات، وأصبح بعضهم، من خلال واسطات، يحتل غرفاً وأجنحةً، على الرغم من عدم شكواهم من اي أمراض خطيرة تتطلب بقاءهم في المستشفى لسنوات وسنوات! ويحرمون المرضى الحقيقيين من أسرّة وغرف خاصة. متابعة قراءة العاجز.. يا وزير الصحة!

فؤاد الهاشم

إيران و..«الإسلام – الشيوعي»!!

آخر مره زرت فيها إيران كانت زمن الشاه السابق عام 1971، كانت طهران «العاصمة» قطعة صغيرة من لندن او باريس بشرط ان لاتبعد بسيارتك مسافة تزيد عن اربعة اوخمسة كيلومترات عن مركزها الرئيسي، عندها ستشاهد «الصومال عام 2016» او«رواندا» عام 1999 ولن تجد طريقا للعودة الى «لندن- الايرانية» أو« باريس _الفارسية» وسط مدن الصفيح وحزام الفقر.. هذا!! لم أزر ايران بعد الثورة _ ولن أشعر بالامن والآمان لو زرتها الآن _ لكنني قرأت عشرات الكتب الغربية «المترجمة» عنها وتابعت ماكتبه العشرات من الصحافيين والمثقفين والسياسيين العرب الذين زاروها عقب ذلك الزلزال الذي أحدثه «الخميني» عقب وصوله الى مطار «مهرباد» معلنا قيام جمهوريته «الإسلامية» الجديدة! أيضا، كنت مهتما بالأفلام الوثائقية التي بثتها مئات المحطات التلفزيونية عبر العالم، وكنت أحرص حتى علي التواصل مع عدد من الملحقيين الاعلاميين في سفارات تلك البلدان التي تبث وسائل إعلامها بعض منها وكانوا يعملون في سفارات بلدانهم في الكويت حتي اكتملت عندي صورة صغيرة جدا- ملخصة- يمكن وضعها في عنوان ومن ثلاث كلمات: «إيران والاسلام.. الشيوعي»!! إذا جمعت منظر تلك الصور العملاقة التي علقت على أسطح البنايات الصغيرة والعالية وعن جوانب الطرق الرئيسية وسط العاصمة وخارجها وتمثل شعارات سياسية مثل صورة امرأة فلاحة تمسك منجلا وزوجها العامل الذي يمسك بالمطرقة تعود بك الذاكرة الى رموز شعارات الثورة البلشفية التي اطاحت بحكم القياصرة في روسيا عام 1917 وابادت اسرة «رومانوف» الحاكمة!! وحين تطرق اذنيك شعارات تصدير الثورة الايرانية الذي جاء به الزعيم الخميني معه على متن طائرة الخطوط الجوية الفرنسية التي أقلته من منفاه في «نوفيل لوشاتو» في باريس تسترجع دعم موسكو «البلشفية» لعقول الرفاق عبر الكرة الارضية، من بكين الي عدن، ومن بيروت الي نيكاراغوا، ومن جبال ظفار في جنوب سلطنة عمان الى هافانا – كوبا قرب نهاية .. الارض!! جاء «كارل ماركس» بصيغة «ياعمال العالم.. اتحدوا»، لم يقل العامل المسلم او العامل المسيحي او العامل الصوفي او العامل البوذي او الهندوسي… الي آخره! بل خاطب البشر مجردين من كل ما اكتسبوه لحظة ولادتهم دون ان يكون لارادتهم أثر.. فيها!! جاء «الخميني» بصيغة..«ياشيعة اليمن والكويت والسعودية والبحرين والعراق ولبنان وسوريا … اتحدوا»! لكنه لم يهتم كثيرا لشيعة باكستان وافغانستان وحتى داخل ايران ذاتها، فإن كان الشيعة في الكويت هم «ذراع من جسد» فقد اراد «الامام الراحل» ان يقطع هذه الذراع عن باقي الجسد! وان كان الشيعة هم الساق اليمني او اليسري في السعودية، فقد اراد الملالي قطعها عن باقي الجسد! وكذلك، لو كان شيعة البحرين هم «بؤبؤ العين اليسري او اليمنى» فقد عزموا على فقئها مرورا بذات الوسيلة في لبنان والعراق واليمن وسوريا وربما مصر لاحقا حتي تتحول الشعوب العربية الى «جموع معوقة وكسيحة وعوراء وعرجاء» وحتى صماء وبكماء لاتفقه من امور دنياها ومستقبلها …شيئا!! ماجاءت به الثورة الايرانية، ليس إسلاما وليس شيوعيا! ليس رأسمالية ولا اشتراكية! ليست ثورة فرنسية ولاثورة اميركية!! إنه «إسلام- شيوعي» جاء بطائرة فرنسية لتهبط على تراب امبراطورية فارسية قديمة مندثرة مازالت قياداتها تتمنى لو لم يعبر نور الاسلام حدودها ليطفئ.. نارها!!

***

آخر العمود:
اذا قيل يا بن الورد أقدم الى الوغى
أجبت فلاقاني كمين مقارعُ
فما شاب راسي من سنين تتابعت
طوال ولكن شيبتني الوقائعُ
عروة بن الورد

***

آخر… كلمة:
.. لاتصدق ثلاثة: «القصاب والمرأة و… والناخب»!!

أ.د. غانم النجار

ربع قرن على التحرير… ماذا تعلمنا وماذا جهلنا؟

تحل علينا الذكرى الخامسة والعشرون لتحرير الكويت من الاحتلال، مما يجعلنا نتساءل: هل حقاً مضى كل هذا الوقت؟
لم تكن أزمة عادية، ولم تكن كالأزمات التي تكابدها الشعوب بين فترة وأخرى، بل هي من ذلك النوع الذي يأتي مرة واحدة في تاريخ البشر، وقد لا يأتي أبداً.
ما أصعب أن يفقد إنسان هويته، ووطنه، ويصبح مشرداً. بالنسبة لنا ممن اختاروا الصمود ومواجهة المحتل بصدور عارية، كنا نشعر بقوة إضافية، فقد كان بقاؤنا حقاً يراد به حق. ربما أدرك بعضنا لماذا يبقى أهل البلاد المدمرة في مواقعهم. تلك القوة المضافة كانت تجعلنا أقوى من جحافل الاحتلال الباهتة. حتى عندما وقعنا في الأسر، لم أشعر أن المعادلة قد تغيرت، كنا أقوى من سجانينا. كان عددنا ١١٨٢ أسيراً، من كل زاوية من زوايا الوطن، ومن كل مذهب ومصدر، بما في ذلك بالطبع عدد لا يستهان به من البدون. ربما تعلمنا هناك في معتقل “أبوصخير” أو “قرمة علي” أنه لا حدود للقوة الذاتية إن تماسك الناس في مواجهة الخطر، وأن الحرية ممارسة وليست شعارات، وأن حب الوطن لا يحتاج إلى قوانين ونظم ولوائح، وأن الوحدة الوطنية، كما يطلقون عليها هذه الأيام، أسهل مما يتخيلون، وهي قابعة في حنايا النفس، وأنهم كلما تحدثوا عنها، وأعلنوا رغبتهم في الحفاظ عليها، وزادوا في الحديث عنها، دل ذلك على خلل حقيقي في تلك الوحدة الوطنية. متابعة قراءة ربع قرن على التحرير… ماذا تعلمنا وماذا جهلنا؟

د.علي يوسف السند

من أوصلنا إلى الهاوية؟

لا يكاد يمر يوم على المنطقة إلا وتتعالى فيه أصوات طبول المعركة، ويزداد الحشد لها، ويتعمق الاصطفاف، ويتعقد المشهد أكثر، حتى أصبحت قناعة الكثير من المتابعين بأننا مقبلون على حرب عالمية جديدة غير محمودة العواقب، ولعل أخف نتائجها إعادة تقسيم المنطقة على أساس عرقي وطائفي، ما يعني العودة إلى الوراء أكثر.
عندما نبحث في الأسباب التي أوصلتنا إلى هذه الحالة، يتضح لنا أن على رأس هذه الأسباب تشبث بعض الأنظمة العربية بالسلطة، واستعدادها للتضحية بكل شيء من أجل البقاء فيها. ففضلاً عن أن هذه الأنظمة فشلت فشلا ذريعا في تحقيق تنمية وعيش كريم لشعوبها خلال عقود طويلة من الحكم، فهي أيضا لا تمت لشعوبها بصلة، ولا تعبّر عن إرادتها، لذلك كان من الطبيعي ــ وفق حركة التاريخ ــ أن تطالب الشعوب بأن تُحكم بإرادتها، وأن يكون لها صوت في إدارة شؤونها، وأن تكون أنظمة الحكم معبّرة عنها وعن آمالاها وطموحها، وأن تعيش في حرية وسلام ورفاهية، كما تعيش بقية شعوب العالم المتحضر، فهذا هو المطلب الطبيعي لكل إنسان يشعر بإنسانيته، وهو مطلب أخلاقي لا غبار عليه، ويستحق الاحترام والدعم، لكن غير الطبيعي ولا الأخلاقي هو ما تقوم به تلك الأنظمة وحلفاؤها من الوقوف في وجه ذلك الطموح، وبأقذر الوسائل! متابعة قراءة من أوصلنا إلى الهاوية؟