قال تعالى :
” محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا
سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ”
صدق الله العظيم
أعزي إخواني أبناء الشعب الكويتي في حادث تفجير مسجد الإمام الصادق و
أسأل الله أن يغفر لمفقودينا و أن يلهم أهلهم الصبر و السلوان .
كتب علينا نحن الشعب الكويتي أن نمر بظروف صعبة ولازلنا نستمر بالقول «الخير فيما اختاره الله» و قدر الله و ما شاء فعل ، إن الإرهاب الذي
يتربص لنا و لدول الخليج العربي عموما هو ليس هدفه الفتنه فقط بل هدفه
الإطاحة بحكومات و شعب و تدمير و هدم الترابط الذي يجمعنا و الذي تربينا
عليه منذ أن تأسست هذه الدول .
أريد أن أتطرق إلى الكويت بشكل خاص، منذ أن تأسست الكويت و نحن نعيش على
هذه الأرض و تربطنا علاقة أخوه بيننا كشعب من جهة و بين الشعب و الأسرة
الحاكمة من جهة أخرى ، مع اختلاف الطائفة و القبيلة، حيث كنا منذ القدم
نتعرض لمخاطر الاحتلال و التهديدات مِن مَن حولنا و بالمقابل كنا نقف في
صف واحد لا نتأثر بطائفة من يواجهنا، بل كنا نعي تماما أن الذي يواجهنا
هو خطر علينا و على دولتنا و شعبنا.
في مقالةٍ سابقة لي «السنة و الشيعة» ذكرت ما تمر فيه المنطقة من أحداث
و أن الخطر يحيط بنا، و ها قد بدأت داعش تضع قدمها النجسة بين صفوف
أبناء الشعب الكويتي، و كما عهدنا أبناء الوطن برمشه عين انقلبت
الخلافات إلى اتحاد و الوقوف بصف واحد، و بأقل من ساعة توافد الشعب
الكويتي إلى مكان الحادث بداية ً من سمو أمير البلاد حفظه الله إلى أصغر
كويتي و اتجه البعض إلى بنك الدم حتى تعود دماء الشعب الكويتي تختلط
ببعضها و تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي بالاستنكار و الدعاء و الحث على
دحض الفتنه، و من هنا أتمنى أن يتم كسر الأبواق التي تشعل الفتنه، فليس
علينا الانتظار حتى تقع مصيبة كالتي وقعت في مسجد الإمام الصادق، إن
الخطر بدأ يصيب المساجد فماذا بعد المساجد؟!
صرحت وزارة الداخلية ممثلة ً بوزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الصباح،
بأنها ستقوم بالبحث و رصد من وراء عملية التفجير، و كلنا على ثقة بجهود
أبناء الكويت بوزارة الداخلية بالتصدي لداعش و غير داعش.
اللهم من أرادنا بسوء فارجع كيده في نحره و اشغله في نفسه و اجعل تدبيره
في تدميره و احفظنا من كل سوء.