في الاشهر القمرية الأخرى يتم الاعتماد على الحسابات الفلكية وهي جداول بسيطة جدا يمكن من خلالها معرفة إمكانية مشاهدة هلال رمضان في أي مكان في العالم من عدمها، فإن ثبت علميا وفلكيا استحالة الرؤية وجب إكمال الشهر، كذلك يمكن استخدام توقيت مكة المكرمة قِبلة جميع المسلمين لتوحيد بدء الصوم ونهايته، حيث لا يفرض الشرع رؤية الهلال على كل قرية ومدينة.
***
وإذا ما ثبت أن الهلال سيشاهد فوق الأراضي المقدسة وجب استخدام كل الوسائل العلمية التي سخرها رب العباد للمشاهدة، وكما تقبل شهادة من يلبس النظارة الطبية، وحتى من يستخدم المنظار البسيط المسمى في الخليج بـ «الدربيل»، فيجب قبول الرؤية باستخدام التيليسكوب القائم على النظرية نفسها، فالأجهزة والأدوات العلمية لا تخلق هلالا من عدمه، بل تساعد جميعها على المشاهدة التي تقوم بها العين البشرية.
***
وكما سمح بالصعود الى الجبال لرؤية الهلال يمكن كذلك في حال الضباب أو الغيوم أو الغبار استخدام الطائرات العمودية لتحري الهلال الذي لن تخلقه تلك المعدات التي سخرت للبشر، بل ستساعد على أن يتوحد جميع المسلمين في صيامهم فلا يصوم البعض في أيام الشك أو يفطر البعض في أيام يجب الصيام فيها.
***
آخر محطة: إن الاختلاف على رؤية الهلال وكأنه ضائع في السماء بينما وصل له الآخرون بمركباتهم وعلومهم، أمر لا يصح كونه يجعل التاريخ الهجري تاريخا لا يعتد به، حيث يعتبر أول رمضان في بلد ما ثاني أو ثالث رمضان في بلد آخر في زمن أصبح فيه للدقيقة والثانية قيمة ومعنى.