الكويت أحد البلدان القليلة التي تتعايش فيها الطوائف بسلام ودون مشاكل رغم تحريض المحرضين وتأجيج المؤججين في وقت لا تتوقف فيه الحروب المذهبية المؤسفة والتفجيرات والقتل على الهوية كالحال في العراق الذي يقع على حدود الكويت والذي عرف تاريخيا بالسلام بين أتباع أديانه وطوائفه ووجود صلات الرحم والمصاهرة حتى باتت القبيلة والعائلة الواحدة تتشكل من مذاهب عدة حتى بدأت الفتنة.
***
سر السلام القائم والدائم بين الطوائف في الكويت والحال كذلك في الدول الخليجية هو التواصل الاجتماعي القائم بين المكونات، فندر ان تجد ديوانية او تجمعا او حالة زفاف او عزاء لا يشارك فيها الجميع مما يرطب الجو السياسي بينهم، كما ان الوعي العام وصل الى حد لم يعد الناخب السنّي او الشيعي فيه ينتخب من يدغدغ المشاعر عبر التحريض على الآخر، لذا فقد تكرر سقوط كثيرين في الانتخابات العامة ممن لم تكن لديهم ممانعة من إشعال الوطن في سبيل بناء الامجاد الشخصية وتضخيم.. الحسابات الخاصة.
***
وأهم عناصر تفكيك حالات التخندق المذهبي التي تشهدها بعض دولنا العربية هو عبر التفريق بين اصحاب الاجندات المدمرة التي تسوق للحروب الدائمة ولأجل غير مسمى ضد شركاء الاوطان من أتباع الديانات والمذاهب الاخرى، حيث يجب ان نتفق ونقف جميعا من سنّة وشيعة وزيدية واباضية واسماعيلية وعلوية ودروز.. الخ ضد الاجندات الفوضوية المخربة ايا كان مصدرها او الداعي إليها، وأن نقف بالمقابل مع اصحاب اجندات السلام والامن والتنمية والحوار والمصالحة وبناء المستقبل الزاهر للجميع، فلا يصح في هذا السياق الوقوف مع دعاة الحروب والخراب ممن يرومون قتلنا جميعا كونهم فقط ينتمون لمذهبنا او لجماعتنا.
***
آخر محطة:
(1) لا نحتاج لاعادة اختراع العجلة لحل التوترات القائمة في المنطقة، فلم يحل السلام في اوروبا القريبة منا وتنعم بالرخاء وتتحول للثراء الا بعد ان رفضت ومجّت شعوبهم دعاة الحروب والفوضى والغزو والدمار أمثال المخادعين هتلر وموسوليني واحزابهما النازية والفاشية العسكرية، فمتى نبدأ نقول لمخادعينا.. كفى لعبا بنا وتحريض بعضنا على بعض؟!
(2) نرجو الا نقبل بقيادات مخادعة تريد خداع كل الناس كل الوقت عبر التسويق الدائم للاحلام الوردية التي تتحول الى كوابيس قتل ودمار.