***
قد يكون ذلك العذر مقبولا بالكامل لو ان تلك الحقول والمصافي هي مناجم الماس اي «ما قل وزنه وثقل ثمنه» فيأتي المشترون أفرادا وجماعات وهم يحملون شنط يد صغيرة يملؤونها بالألماس ليبيعوه في الأسواق السوداء في بلجيكا وهولندا ولن تستطيع الأقمار الاصطناعية بالسماء ولا المخبرون ورجال المخابرات على الأرض تعقب من يخبئ الألماس في شنطه او حتى ملابسه ولا يبقى بعد ذلك تساؤلات او علامات تعجب بعد ان علم السبب!
***
ما يثير التعجب والاستغراب هو عندما تكون المادة المبيعة هي النفط او مشتقاته حيث يلزم المشتري طابورا طويلا من ناقلات النفط البرية او البحرية التي يمكن بسهولة تامة اكتشافها وتعقبها من الأقمار الاصطناعية والطائرات بل وحتى من قبل راعي الغنم الذي كان يدل مدفعية الرئيس صدام على أماكن طائرات الشبح التي لا يظهرها الرادار، فكيف لم نسمع قط وطوال خمس سنوات بتوقيف او تدمير طائرات العراق او سورية او ليبيا.. إلخ لطوابير النفط تلك البرية منها او البحرية؟!
وكيف تعبر الناقلات الحدود وكيف يباع محتواها بالأسواق الآسيوية او الاوروبية التي تعرف مصدر كل قطرة نفط؟! وكيف تسلم أموال تلك المشتريات وهي بمئات ملايين الدولارات للميليشيات؟! اي هل يمشي احد بالصحراء وهو يحمل تلك الثروات معه؟! اسئلة حائرة لحروب دائرة نتمنى ان نسمع من المتاجرين ـ ان وجدوا ـ إجابة عليها ودون ذلك ستكون هناك لدى شعوبنا قناعة بأن مصدر الأموال ومعها الأسلحة والذخائر والمعدات ليس «الأكاذيب النفطية» بل أجهزة سرية تريد خراب اوطاننا وتقسيمها.. بأي ثمن!
***
آخر محطة:
(1) كيف تجرؤ مليشيات «داعش» وغيرها على ان تصطف هي ومركباتها الجديدة وأسلحتها الحديثة وراياتها السوداء كأفعالها في طوابير طويلة تحت شمس النهار وفي صحاري لا تمكنها من الاختباء ومن أعلمها بشكل مسبق بأن الطائرات العدوة لن تحصدها او تدمر مركباتها وأسلحتها أمام كاميرات هواتف المشاهدين؟!
(2) وسؤال أخير.. لا يمكن تتبع آلاف مركبات الدفع الرباعي الجديدة التي نراها تلمع في طوابير الميليشيات المسلحة منذ خروجها من مصانعها حتى وصولها لمقصدها الأخير في يد تلك الميليشيات فواضح انها كذلك لا تهرب داخل شنط يد لا يراها أحد؟!