عندما يخرج علينا كاتب أو أكاديمي بطرح رأي مثير في الصحافة، تجد ردود الفعل عليه عنيفة، فكيف إذا كان صاحب هذا الرأي وزير التربية؟! لا شك في أن ردة الفعل ستكون أشد عنفاً؛ لأنه هو الشخص المعني بتربية الأجيال وتوجيههم. وهذا ما حدث مع وزير التربية بعد مقابلته الغريبة في القبس قبل أسبوعين، حيث استنكر التربويون، أفراداً ومؤسسات، حديثه في المقابلة المذكورة عن وجود آيات وأحاديث تدعو إلى التطرف. ولقد سألنا الوزير، ومن أيده من الزملاء، عن هذه الآيات والأحاديث التي يقصد، ولم تتم الإجابة علينا حتى الآن. واليوم يخرج علينا زميل محرر في الجريدة نفسها ليوبخ الوزير على ما أسماه تراجعاً عن خطواته الإصلاحية! وعندما تسأل ما هي الخطوات الإصلاحية أو كيف تم التراجع؟ يقول لك: الدعوة التي تلقتها القبس من اليونيسكو عن إقامة ندوة حول «تعزيز القيم الإسلامية في مواجهة التطرف»! إذن، صاحبنا يعتبر تعزيز القيم الإسلامية تراجعاً عما أسماه بالخطوات الإصلاحية! وهذا يؤكد تخوفنا من أن العملية الإصلاحية المطلوبة من الوزير هي ربما محاربة القيم الإسلامية في المناهج التربوية! وهذا الأمر ليس بمستبعد من التيار التغريبي في الكويت ومنطقة الخليج، فهم يحاربون الإسلام وقيمه وتعاليمه تحت مظلة محاربة التطرف والعنف. ويحاربون الجماعات المعتدلة تحت عنوان محاربة الجماعات الإرهابية. وإلا لماذا ينزعج التيار الليبرالي التغريبي من ندوة تدعو إلى تدعيم المفاهيم الإسلامية لمحاربة التطرف؟! ولماذا يفرد لها ربع صفحة وتكون هي قضية الأسبوع؟! *** إن مشكلة بعض أبناء المسلمين الذين لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه، ومن القرآن إلا رسمه، أنهم، ونتيجة لهذا الجهل بحقيقة الإسلام وعظمته تجدهم محبطين داخلياً ومنهزمين نفسياً، فلذلك يرون كل عظيم في هذا الدين تخلفاً وكل جميل قبيحاً، وهذا ما يجعلهم دائماً في كتاباتهم يبرزون الجانب الإيجابي في المسيحية والهندوسية والبوذية! إننا نقرأ لهؤلاء وكأننا نقرأ لأشد الماركسيين عداء للدين، وأحياناً تشعر بكم الحقد الدفين في قلوب هؤلاء تجاه الإسلام والمسلمين! حتى أن أشدهم تخلفاً في فهم الإسلام استنكر على مجلس الأمة أن يمنع تجنيس غير المسلم، ويأتي زميله في التوجه لينتقد القضاء الذي أصدر حكماً بسجن أحد رؤساء التحرير لاستهزائه بالرسول صلى الله عليه وسلم، بينما في مقالته بالأمس يؤيد معاقبة نائب سابق وأكاديمي بالسجن بسبب تغريدة انتقد فيها تدخل إيران بالشأن الداخلي! ومن شدة جهل هؤلاء بواقع المسلمين وحقدهم على كل لافتة إسلامية، يأتي كبيرهم الذي علمهم التخلف لينتقد العالم الدكتور مصطفى محمود في تفسيره للإعجاز العلمي للقرآن ويدعي أنه من جماعة الإخوان المسلمين (!) وأنا شخصياً لم أسمع عالماً جليلاً معتبراً انتقد منهج الدكتور مصطفى محمود في كتابه أو قال عنه إنه ينتمي إلى الإخوان المسلمين، ولكنه الجهل إذا اقترن بالحقد على الدين طمس البصر وأعمى البصيرة! قولوا ما شئتم وافعلوا ما شئتم، فالله غالب على أمره، وما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن! مبارك فهد الدويله