عبر التاريخ تظهر الحقائق ان للدول والامبراطوريات سياستين، احدهما معلنة «فوق الطاولة» تعكس بالأغلب قيم الخير والمحبة والعدل.. الخ، واخرى خافية «تحت الطاولة» يباح بها كل شيء للوصول للأهداف والاطماع من قتل وقمع وخلق فتن ونهب موارد من عمليات تتكفل بها أجهزة المخابرات، وكلما تقلص الفارق بين السياسات المعلنة والخافية كان الخير هو المقصد، وكلما تباعد الفارق كان الشر هو الهدف.
****
ان ما يخيف شعوب ودول المنطقة ليس السياسات المعلنة للمجتمع الدولي، فجميع ما يقال في العلن مريح ومشجع وضمنه حب اقرار السلام لشعوب المنطقة ومحاربة التطرف ومجابهة الميليشيات الخارجة عن الشرعية، وهو ما يفترض ان يطمئن دول وشعوب المنطقة ويجعلهم يحلمون بمستقبل زاهر طبقا لتلك الرايات الأممية المرفوعة.
****
ان ما يخيف دول وشعوب المنطقة هو ما يحاك تحت الطاولة وما يخطط في الخفاء من أمور لا تعلن ولا يعترف من يقوم بها بأنه من يقف خلفها، ويستدل هؤلاء الخائفون بما يجري للميليشيات الشيطانية الفئوية التي تقوى مع كل يوم يمر وتزداد ثراء وعدة رغم انها لا تصنع السلاح أو الذخائر أو المعدات والمركبات، كما انها لا تعلن عن مشروع تنموي واحد للشعوب المبتلاة بها، بل هناك دائما مشاريع حروب مستمرة ودماء ودمار، وهو ما يهدد دولها بالعودة بها الى عهود ما قبل الثورة الصناعية وعصور ما قبل النهضة الحديثة.
****
آخر محطة: وقى الله دول منطقتنا وشعوبها مما يخطط لها من شرور.. ظاهرة وخافية!