يروى عن الحجاج بن يوسف الثقفي حين حضرته الوفاة إنه نادى ولده وأوصاه بالوصية الأخيرة قائلا له «لقد أثخنت أهل العراق بالجراح فلم أدع نفسا نظرت لي بسوء إلا وسلبتها من صاحبها وما سرت في طريق إلا وتركت خلفي أرملة وثكلى وقتلى فإن وافتني المنية فسر بنعشي بطريق مستقيم إلى المقبرة فإن صادفت منزلا فاهدمه وإن اعترضك مسقى فاردمه و..هكذا»!! مات الحجاج فنفذ الولد وصية أبيه وسار بالجنازة في طريق مستقيم حتى هدم مساكن ومساجد وردم مساقي وترع فصرخ الناس وهاجوا وماجوا وقالوا بصوت واحد «رحم الله الحجاج عن ولده» !كان الحجاج بن يوسف قد أوصى ابنه بذلك حتى يترحم عليه الناس إذ كان واثقا أن أحدا منهم لن يطلب له الرحمة لظلمه وبطشه فأراد أن يذيقهم ظلم وبطش ولده .. فيترحمون عليه وعلى أيامه الأقل ظلما وبطشا!! اختلف الفقهاء والرواة في هذه الحكاية وصحتها فمنهم من قال «ليس هو من فعلها» بل هو الخليفة عبد الملك بن مروان ومنهم من أكدها وقال: بل هو ..الفاعل والقائل.. والله أعلم !!
متابعة قراءة رحم الله أيام .. الاستعمار!