عادل عبدالله المطيري

الحراك بين السعدون والبراك

كان الجميع يراهن على تماسك المعارضة وتشتت خصومها لكثرة أقطابهم وتضارب مصالحهم، ولكن تبين أن ما يحدث هو العكس تماما.

مع مرور أكثر من عامين على حل مجلس الأغلبية ٢٠١٢ حاولت المعارضة أن تبدو متماسكة ومتفقة على الهدف والوسيلة أو على الأقل هذا ما حاولت إظهاره بالعلن، ولكن في الآونة الأخيرة اتضح أنها مفككة ومنقسمة على نفسها.

ربما اختلف بعض السلفيين ومنذ البداية مع ائتلاف المعارضة على أشياء معينة «كالأحزاب»، وكذلك فعل د.عبيد الوسمي عندما طرح فكرة الحوار داخل مكونات المجتمع ومن ثم مع السلطة.

ولكن كل هذه الاختلافات لم تؤثر كثيرا على الوضع العام للمعارضة، حتى ظهرت بعض الانقسامات الحادة الأخيرة للعلن، ومنها على سبيل المثال «تغريدات النائب السابق أحمد السعدون» وهو من زعماء المعارضة حول «المندسين وحماة سراق المال»، حيث فهمه الكثيرون على أنه تشكيك وتخوين لبعض مكونات المعارضة مما يؤدي حتما إلى إضعافها، وخصوصا أن السعدون لم يوضح من هم المقصودون بذلك ولماذا استحقوا هذا اللقب؟

ويتساءل الكثير لماذا يصر السعدون على اتهامه؟ ولماذا لا يصرح بأسمائهم إذا كان يخشى على الحراك منهم؟

ويبرر البعض ذلك بأن السعدون يخشى على الحراك من الانقسام والتفكك ولذلك يحذر من المخربين ولا يسميهم، فهو دائما ما يعارض ومن الداخل الكثير من سياسات الائتلاف وبعض خطبهم ومسيراتهم، ولكنه يبقى الأمر دائما داخل المجموعة حفاظا على وحدة المعارضة.

بات من المؤكد أن هناك تيارين سياسيين يسيطران على قوى ائتلاف المعارضة وهما: تيار السعدون وتيار البراك، الأول يتسم بالمعارضة الكلاسيكية الهادئة نسبيا وذات النفس الطويل، وهو بشكل عام تيار محافظ جدا ولا يحاول الخروج عن المألوف سياسيا واجتماعيا، وبطبيعة الحال دائما ما يحاول التوصل لحلول وسطية.

أما تيار البراك فهو تيار سياسي راديكالي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ينتهج خطابا سياسيا عالي السقف وحاد اللغة، ويطرح من خلاله أفكاره الطموحة بكل وضوح وشفافية وبلغة غالبا ما تكون قاسية.

ما يجمع بين «مدرسة السعدون» و«مدرسة البراك» أهداف مشتركة كثيرة وكبيرة وكفاح مشترك طويل، ولكن ما بين الرجلين رجال كثر، يتنازعون الأدوار الثانوية في المدرستين ويحاولون القفز على الأحداث، وآخرهم «جبل وارة» ومقاله الذي كاد أن يدمر الحراك السياسي.

ختاما: التجمع المعارض الناجح هو الذي يستطيع أن يدمج بين النهج المحافظ والراديكالي معا، ليصنع سياسة لا تكون هادئة جدا فتقتل الحراك ولا ثائرة جدا فتفسده.

في السابق نجح خصوم المعارضة في عزل بعض القوى السياسية طائفيا عن المعارضة بعد أحداث «التأبين»، ونجحوا كذلك في إبعاد الليبراليين عن الحراك الذي يزعمون أن الإسلاميين يقودونه، وأخشى أن يكون الهدف القادم هو تقسيم المعارضة بين فئتين «البدو» و«الحضر» أو المناطق الداخلية والخارجية.

حسن العيسى

درب المرض

إذا لم تكن مريضاً فستمرض، حتماً، في الطريق إذا كنت ذاهباً لزيارة مريض في منطقة الصباح الطبية، وهذا ما حدث لي يوم الخميس الماضي حين زرت مع ابن عمي قريباً مصاباً في حادث سيارة في مستشفى الرازي للعظام، تهنا في الطريق، أعتقد أنه كان شارع جمال عبدالناصر، لم يكن شارعاً تحت التصليح، وإنما كان تعرجات بشكل مسار حلزوني تتخلله مطبات وحفر أسفلتية، ومن دون لوحات إرشادية تسبب دوخاناً وشعوراً بالاستفراغ من الطريق ومن الفكر الذي يدير بلد هذا الطريق المجهول. قضينا أكثر من ساعة نحاول البحث عن المستشفى، وثقنا بـ«الهقوة» للاستدلال على المكان، و»الهقوة» تعني التخمين بلهجتنا العامية، كأن تقول مثلاً «تهقه» ماذا سيكون مصير الدولة إذا استمرت حالة انخفاض برميل النفط… والإجابة المعروفة أن نترك الأمور على بركة المصادفة، وهو النهج الذي تسير عليه العقلية الحاكمة منذ عقود، بأن تترك الأحداث تقودها، مقتدية بحكمة تواكلية مفادها «اللي مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين»… فماذا تشوف العين الكويتية للغد غير الكسافة؟
ظل رفيق درب الأفعى الحلزوني عادل السلطان «يتحلطم» (يشكو) من ناحية، ويقارن حالنا بدبي من ناحية أخرى، فهو يقول إنه لو كان مثل هذا المشروع لبناء جسور خط سريع في دبي لوجدت هناك خلية نحل تعمل ليلاً ونهاراً لإنجازه في زمن قياسي، لكن انظر لعدد العمال الذين نراهم يعملون الآن هنا… كم عددهم،، عشرة أو خمسة عشر عاملاً… على ذلك بعد كم قرناً سينتهي هذا المشروع وغيره من المشاريع المنسية؟ وأين جواب وزير الأشغال عن موضوع طرح في جريدة «الوطن» قبل فترة، حول أسباب تعطل المشاريع الحكومية؟ كما كشفت عنها هيئة القوى العاملة «… أن أعداد العمالة المسجلة على تلك الشركات كبيرة، إلا أن الموجودين منهم قلة. فكيف يمكن لشركة أن تنجز المشروع المكلفة به، والذي يتطلب 523 عاملاً بحسب تقديرات الشركة، وتم منحها فعلاً تصريحات عمل لهذا العدد من العمالة، بينما من يعمل في المشروع 24 عاملاً فقط؟»…، ويقفز عادل متسائلاً بسخرية: ماذا تعرف عن استاد جابر؟ أين هي المشكلة؟ أين الخطأ؟ ماذا قالت الحكومة عنه؟ هل نسيته أم نحن نسينا؟ ماذا و«ماذات» كثيرة دون حصر لكل هذا الكم من الرثاثة واللامبالاة في الدولة، من مرور إلى تعليم، إلى خدمة طبية… ويضيف عادل أنه عندما كان سعر البرميل مئة وعشرين دولاراً مثلاً، كانت الحالة العامة مزرية، فماذا يكون وضعنا اليوم مع سعر الستين دولاراً للبرميل… «اقبض مشاريع وإدارة من دبش»…!
فكرت أنه في الماضي كانت السلطة تعلق جرس التأخير والعطالة على رقبة النواب المعارضين، وكانت تقول لنا ضمناً إنه لا توجد برلمانات مزعجة عند أشقائنا الخلجيين…! والآن تغير الوضع… المجلس في جيب الحكومة تقريباً… فما هو عذر السلطة؟!
وصلنا إلى مستشفى الرازي في النهاية، كان المستشفى الرث عبارة عن ورشة ضوضاء مزعجة لتصليحات لا تنتهي، هي تعمل لراحة المرضى المكسرة أطرافهم في حرب الشوارع… وحرب الشوارع اسم فيلم في الثمانينيات للمخرج المبدع عبدالمحسن حيات… لا أعلم لماذا توقفت إبداعاته…؟ ربما وجد التقدير الأكثر من مناسب من بخصاء الإدارة الكويتية… وليس هذا جديداً علينا في زمن «أم أحمد العجافة»، وهو زمن الذين يتم تقديرهم وتبجيلهم، ويصلون إلى المراكز العليا في ديرة «حاضر طال عمرك».
شاهدت ابن أخي نايف المصاب متمدداً على السرير، والضمادات تلف كل مكان من جسده العليل، بحثت عن سرير بقربه ألقي نفسي عليه بعد إعياء درب المرض الكويتي… متى نشفى منه…؟ ومتى تشفى هذه الدولة من أمراض الفساد وسوء الإدارة… الديرة «دمرت» يا سادة.

احمد الصراف

الصهيونية العربية

يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي لدفع الكنيست القادم للموافقة على قانون مثير للجدل يهدف لجعل إسرائيل دولة قومية يهودية. وهذا، بنظر الكثير من المراقبين الغربيين، سيؤثر في وضعها كدولة ديموقراطية، ويضعها في مصاف الدول «الخرطي» التي تضطهد الأقليات. فالقانون الجديد مثلا سيفقد اللغة العربية، التي يتحدث بها %20 من الإسرائيليين، مكانتها التاريخية كلغة رسمية. كما سيضع قيودا صعبة على تنقل المنتمين للأقليات، وتحديد أماكن سكنهم. كما سيكون للقانون الشرعي اليهودي أفضلية على غيره من القوانين الشرعية. وقد دانت الكثير من وسائل الإعلام الغربية والمعلقين مشروع القرار، واعتبروه يصب في اتجاه المزيد من عزلة إسرائيل عن المجتمع الدولي. كما انضم بعض المعلقين العرب لهؤلاء غير مدركين ربما، ان العديد من الدول العربية والإسلامية تطبق ما يماثل القانون منذ سنوات. فالأقلية الأمازيغية، بكل تراثها وتقاليدها ولغتها تعامل بطريقة سيئة في جميع دول شمال افريقيا تقريبا. كما يعاني العلويون والأكراد في تركيا مضايقات كثيرة، ويمنع القانون التركي تدريس الكردية. كما عانى الأرمن، الذين ستمر الذكرى المئوية للمذبحة الرهيبة التي تعرضوا لها على يد الأتراك، بعد بضعة اشهر، يعانون الشيء ذاته. ونال أكراد العراق الكثير من الأذى على يد كل دكتاتور حكم العراق، قبل أن ينالوا الحكم الذاتي. والشيء ذاته يسري على إيران التي تتعرض تقريبا جميع أقلياتها للتمييز والمضايقة، سواء كانوا عربا من شيعة الجنوب أو من سنة مناطقها الأخرى. ويكفي ان الدستور الإيراني يحرم على أي مواطن غير شيعي أن يصبح رئيسا للجمهورية في دولة غالبية شعبها شيعة!
كما يتعرض الشيعة والأقليات الأخرى للمضايقة والمعاملة غير العادلة في مصر ومختلف دول الخليج وغيرها، والقائمة طويلة. وبالتالي قبل ان نتهم إسرائيل بممارسة التمييز والاضطهاد ضد أقلياتها، وهي الدولة التي لم نترك سيئة دون إلصاقها بها، فإن علينا النظر للأحوال السيئة للأقليات في دولنا.

أحمد الصراف

د.فيصل المناور

«الخطاب السلطوي.. والرد الشعبي».. الحكومة المنتخبة نموذج

دائما ما تحاول السلطة في العادة من السيطرة على قنوات الرأي العام والإعلام وذلك بهدف بث خطابها السياسي، والذي في أغلب الأحيان ما يكون عبارة عن بيع للوهم والأوهام.
ولكن دائما ما يكون ايضا هناك من يقف لها بالمرصاد، ويكشفها من خلال تفكيك هذا الخطاب السلطوي، ولعل الاحداث الاخيرة التي عصفت بالكويت خير دليل ومؤشر على ذلك.
فعندما ارتفعت الاصوات المنادية بوجوب التحول الديمقراطي الحقيقي واقرار ما يعرف بنظام الحكومة المنتخبة، قامت السلطة بتوجيه خطابها لمواجهة تلك الاصوات، وذلك عن طريق خطاب كان ابرز مفرداته التخوين وضعف الانتماء وما إلى ذلك، وحتى لو كان بصورة غير مباشرة، ووجهت الاتهامات للمنادين بالحكومة المنتخبة بأنهم كذلك مؤزمون ومزدوجون ويسعون إلى ضرب النسيج الاجتماعي والتخريب وغيرها من الاتهامات، وحاولت ايضا بأن تحقر تلك الجهود المنادية بمزيد من المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار عن طريق اقرار الأحزاب والحكومة المنتخبة، من خلال استخدام وحشد كل أدواتها من وعاظ السلاطين وأبواقها وقنواتها الإعلامية الفاسدة، اي ان خطابها كان قائم على التشكيك بالآخرين. متابعة قراءة «الخطاب السلطوي.. والرد الشعبي».. الحكومة المنتخبة نموذج

طارق العلوي

رواية فاضحة أخلاقياً!

فتح معرض الكتاب الأخير شهيتنا على كتابة الروايات، خصوصا بعد ان تناهى الى اسماعنا ان كتّاب الروايات يحظون بصفوف طويلة من المعجبين المتلهفين للحصول على «أوتوغراف» وعلى «سيلفي» مع كاتب الرواية، بينما لا نحظى، نحن كتَّاب المقال، إلا بامتناع بوصباح من الظهور على وسائل الإعلام تعبيرا عن زعله، أو تهديد بوعلي بسحب جناسينا!.
.. تبدأ الرواية بدخول مواطن كويتي كادح الى مقهى شعبي في المباركية.دخان «الأرجيلة» يملأ المكان، والشباب متحلق حول شاشة التلفاز يتابع الدقائق الأخيرة من مباراة الكويت وعمان، والنتيجة 5 – صفر لصالح.. الكويت (روايتنا وكيفنا)!
جلس صاحبنا في مكانه المعتاد، وما هي الا ثوان حتى اقترب منه القهوجي.. «تشرب ايه يا بيه»، التفت صاحبنا الى القهوجي مترددا.. «هااا مادري..العادة أشور خالد والا مبارك في هالقرارات الصعبة!.. بس تدري شلون.. اليوم انا راح أقرر شنو ابي.. هات لي شاي يعدل مزاجي، وهات الشيشة معاك».صاح القهوجي الى العامل داخل المطبخ: «وعندك أجدع شاي كشري لسعادة البيه وصلّحووو»، وانتقل القهوجي ليأخذ طلبات زبائن طاولة أخرى. متابعة قراءة رواية فاضحة أخلاقياً!

مبارك الدويلة

المستقبل لهذا الدين

رغم جميع الحملات الإعلامية الشرسة في تشويه عمل التيارات الإسلامية المعتدلة، ونعتها، زوراً وبهتاناً بالتطرف، ورغم عرقلة أي إنجاز للجماعات الإسلامية الوسطية، بحجة ارتباطها بالإرهاب، ورغم إنفاق المليارات تلو المليارات لإجهاض ثورات الشعوب العربية المقهورة على الأنظمة الدكتاتورية وإفشال مسعاها نحو حياة كريمة، ورغم تجييش هذا الكم الهائل من الأقلام المأجورة للطعن في مصداقية الإسلاميين وسلامة نواياهم، وعلى الرغم من التضييق على الرموز الوطنية ذات الحس الإسلامي في أرزاقها ومحاربتها بسبب انتمائها.. رغم كل ذلك، فإننا نعتقد جازمين بأن المستقبل لهذا الدين وأنصاره وأتباعه! فهذه الظروف التي طرأت على الأمة في السنوات الأخيرة أثبتت وقائع وكشفت حقائق ما كان لها أن تظهر للعامة، لولا هذه الأحداث المتوالية!
متابعة قراءة المستقبل لهذا الدين

سامي النصف

المرور والإرهاب ووعي الشعوب السياسي!

ألاحظ في شوارع مصر أو حتى لبنان أن هناك بشكل عام غيابا تاما للربط بين وضع الانسان الاقتصادي وكيفية اختياره وتعامله وقيادته لسيارته، بعكس ما يحدث في الدول الغربية والآسيوية التي يعتبر مواطنوها السيارة الاستثمار الثاني بعد البيت، لذا يتم اختيار نوعها بدقة شديدة وتتم العناية بها والمحافظة عليها عبر التقيد الشديد بأنظمة المرور كون السائق يعي الكلفة الاقتصادية الضخمة للحادث المروري رغم ثراء مواطنيها.
متابعة قراءة المرور والإرهاب ووعي الشعوب السياسي!

سعيد محمد سعيد

بضع رسائل قصيرة

 

الرسالة الأولى: مهما اختلفت وجهات النظر والمواقف من المشاركة في الانتخابات أو مقاطعتها، فقد جرت الانتخابات ومضت، قاطع من قاطع وشارك من شارك. ولأن الركن الأساس في هذه الممارسة باعتبارها حقاً للمواطن، فهذا يعني أن من حقه أن يختار من يراه مناسباً ليمثله، أو ألا يفعل حين لا يسترخص صوته ويرميه ليذهب هباء.

النقطة السوداوية المفجعة الأكبر، هي في سيل من المعلومات عبر إحدى الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي من حرمان المقاطِع من الخدمات، وما انتشر بين الناس من إجبار الكثير من المواطنين على التصويت وإلا… وهذا في حدّ ذاته فعل غير ديمقراطي! فقد ظلّ الناس في حيرةٍ بسبب عدم ظهور مسئول واحد يوضّح حقيقة الأمر حتى مساء يوم إعلان النتائج بتاريخ 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، حينما نُقل عن أحد المسئولين بأنه ليس هناك في القانون ما يعاقب المقاطعين.

محامون وناشطون وجمعيات حقوقية أصدرت بياناتها ومواقفها بشأن ما انتشر بين الناس من «عقوبات»، وما دام ليس هناك في القانون ما يعاقب المقاطعين، هل هناك جهة ستحاسب «المتورطين» في تهديد الناس وتخويفهم وإجبارهم؟ وماذا لو حدث فعلاً أن هناك مواطناً وجد نفسه في خانة «المعاقبة» بسبب المقاطعة، من أو ما هي الجهة التي يمكنه أن يشكو لديها؟

وهنا، أقترح أن تبادر اللجنة العليا للانتخابات، أو وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف، إلى تشكيل لجنة تكون مهمتها استقبال تظلمات وشكاوى المواطنين الذين يتعرضون للعقوبة بسبب مقاطعتهم… مجرد اقتراح.

*الرسالة الثانية: مجموعة من الخليجيات المتزوجات من بحرينيين ممن يحتفظن بجنسياتهن الأصلية، وجدن أنفسهن أمام مشكلة بسيطة للغاية لكن لا حل لها حتى الآن! فحين تنتهي بطاقاتهن الذكية، لا يمكنهن تجديدها! لنلاحظ أننا هنا نتكلم عن «خليجيات»، أي مواطنات ضمن منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، وهن مازلن ينتظرن جواباً واضحاً من المسئولين في الجهاز المركزي للمعلومات حول كيفية الحل! فلا يعقل أن يطلب منهن استبدال جوازات سفرهن أولاً حتى يتسنى تجديد بطاقاتهن الذكية. ولعل أحد المسئولين في الجهاز المركزي للمعلومات يوضّح لنا ولهن ما هو الإجراء المتبع في هذه الحالة.

*الرسالة الثالثة: ما الذي يمنع كلاً من وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني، ووزارة الصناعة والتجارة، وهيئة تنظيم سوق العمل، من التسهيل على المواطنين من ذوي الدخل المحدود، أو ممن يندرجون تحت مسمى المهن الحرة أو العاطلين عن العمل، للحصول على تراخيص افتتاح محال تجارية في منازلهم التي لا تقع على شوارع ليست مصنفة كشوارع تجارية؟ صحيح أن القانون واضحٌ في هذا الشأن، إلا أنه لابد من إيجاد تسهيلات للمواطنين – خصوصاً الذين ليس لديهم مصدر دخل ثابت – ويرغبون في تحويل مرآب السيارة مثلاً إلى محلٍ يكسبون من نشاطه رزقهم، والمسئولون بالطبع لديهم الكثير من الحلول.

*الرسالة الرابعة: أيضاً تتعلق بوزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني… أصحاب الورش والمحال في المنطقة الصناعية بعراد يشكرون الوزارة على سرعة تجاوبهم مع شكواهم المتعلقة بمطالبتهم بإنهاء عقودهم وترك المواقع المستأجرة بما عليها في شهر يناير/ كانون الثاني 2015، لكنهم حتى الآن، ينتظرون عرضاً مناسباً لرسوم التأجير الجديدة.

*الرسالة الخامسة: مجموعة من المواطنين الذين انتقلوا للعمل في القطاع العام، ممن استلموا مدّخراتهم التأمينية قبل سنوات حينما كانت الإجراءات القانونية والإدارية حينها تسمح لهم بسحب مدخراتهم حال انتقالهم من القطاع الخاص إلى الحكومي، وبعضهم يرغب في ضمّ خدمة السنوات الطويلة في القطاع الخاص، إلا أن الهيئة العامة للتأمين الإجتماعي طالبتهم بسداد فارق كبير يتجاوز ما تم استلامه من مدّخرات تأمينية، وهو ثقلٌ لا يستطيعون حمله، ويناشدون المسئولين لتسهيل ضم خدماتهم السابقة وفق تسوية مناسبة.

*الرسالة السادسة: إلى بعض المسئولين في القطاعين العام والخاص ممن ينكلون بالموظفين بسبب الوشاية و«نقل الكلام»! يجدر بكم أن تشعروا بالعار. فكيف لمسئول «محترم» الاستمتاع بأسلوب زرع الجواسيس في مكان العمل، واستهداف هذه الموظفة أو ذلك المراسل أو هذا المشرف، فقط لأن رسالة الكترونية مجهولة المصدر أو ورقة صفراء كيدية وردت إلى ذهنه المغلق؟

يا جماعة، العديد من الموظفين والموظفات والعمال يتعرضون لمثل هذه الممارسة الفاقدة للضمير وللمسئولية وكأن خلق الله عبيدٌ لديهم.. اي والله عيب عليكم.

جمال خاشقجي

النعيمي ينام ملء جفونه عن شواردها … ويسهر «السوق» جرّاها ويختصم

لماذا لا يتحدث وزير النفط السعودي علي النعيمي الى مواطنيه فيشرح للرأي العام في بلاده أسباب قرار المملكة في اجتماع «أوبك» الأخير الحفاظ على سقف الإنتاج الحالي على رغم زيادة العرض على الطلب في السوق، ما أدى إلى انخفاض حاد في أسعار النفط حول العالم وانخفاض مماثل في سوق المال السعودية، تعبيراً عن قلق الاقتصاد المحلي الذي يعرف جيداً أن كل شيء في البلاد مرتبط بالنفط وأسعاره؟

ولكن لماذا يتحدث ويكشف أوراقه؟ حديثه الى السعوديين هو حديث الى العالم كله، ولو كان يريد أن يقول للعالم شيئاً لقاله في فيينا وقد احتشد حوله عشرات الصحافيين والمختصين بالنفط، فاكتفى بعبارات موجزة «حمّالة أوجه»، ثم هل لو تحدث سيطمئن السوق السعودية القلقة؟ هب أنه قال: «اصبروا علينا، نحن من سيكسب في النهاية ولن يتأثر الإنفاق الحكومي الهائل الذي يعتمد عليه أثرياؤكم قبل فقرائكم، والذي يتسرب بعضه إلى شتى قطاعات الأعمال التي تنشطون فيها، ولن يتأثر الاحتياطي الذي تريدونه صندوقاً آمناً لأبنائكم وأحفادكم إلا بنسبة بسيطة تقتضيها المرحلة»، فهل ستقتنع السوق وتعاود سيرتها الأولى في الارتفاع ويخف قلق رجال الأعمال؟ متابعة قراءة النعيمي ينام ملء جفونه عن شواردها … ويسهر «السوق» جرّاها ويختصم