نبارك للأمتين العربية والاسلامية والعالم ككل بقدوم العام الجديد ونتمنى ان يكون هذا العام الجديد بداية لمسيرة السلام والوئام بين كل الدول ويتم فيه نبذ روح الكراهية والحقد على الآخر مما خلق حروبا ومشاكل لانزال نعاني منها حتى اليوم.
الكل احتفل بالعام الجديد على طريقته الخاصة فأنا شخصيا كنت انوي اخذ الاولاد والاحفاد الى احد فنادق الكويت للاحتفال، كما كنا نفعل سابقا ابان فترة الانفتاح الاجتماعي حيث كنا نحتفل في الفنادق حيث كان الاطفال يرقصون على ايقاعات الموسيقى بينما الكبار يتناولون عشاءهم على الموسيقى الهادئة، قرار وزير الاعلام الشاب بمنع حفلات الموسيقى في المطاعم والفنادق والمقاهي جعلتنا نلغي احتفالاتنا.
الاولاد والاحفاد ارادوا ان يحتفلوا على طريقتهم الخاصة في الشاليهات وخيام البر حيث يحييون حفلاتهم على صخب الموسيقى والعمل على شوي عشائهم من دجاج او لحم على الفحم لكن تحذيرات وزير الداخلية التي منعت الشواء على الشواطئ وفي الحدائق العامة جعلت الأحفاد يتراجعون عن جو الاحتفالات.
وبما ان الحفلات ممنوعة والخروج فيه مخاطره فكرنا باحضار مدرس دروس خصوصية لتدريس الحفيد دروسا في اللغة العربية والرياضيات ولكننا فوجئنا بقرار وزير التربية بمعاقبة كل مدرس يعطي دروسا خصوصية للطلاب وسوف يتم انهاء خدمات كل مدرس كويتي يغشش الطلبة اما اذا كان غير كويتي فسيتم انهاء خدماته وتسفيره.
مما جعلنا نحتار هل نحن نعيش تحت حكم دولة خليفة المسلمين البغدادي ام نعيش تحت حكم بن صباح؟ يا ناس فهموني؟
لنترك امر الاحتفالات جانبا.. هل سيكون العام الجديد افضل من العام السابق اقتصاديا؟ وهل سنرى ازدهارا اقتصاديا وتنمية وتحسن وضع الانسان العربي؟ الجواب بالتأكيد لا لأن انخفاض اسعار النفط لايزال مستمرا، حيث ان دولنا ليست مؤهلة لكيفية التعامل مع تدهور الاقتصاد، تدهور الاسعار النفطية ستؤثر في حياة مواطني دول الخليج الريعية.. هناك تحركات جادة لزيادة اسعار الوقود في الكويت ورفع سياسات الدعم الحكومي والبدء في سياسة التقشف وشد الاحزمة اقتصاديا، تردي اوضاع الاقتصاد سيؤثر حتما في المشاريع التنموية التي سوف يتم تأجيلها او الغاؤها ففي الحالتين تعني الاستغناء عن العمالة الزائدة في الخليج مما سيؤثر في اوضاع العمالة العربية والاجنبية، كما ستنخفض المساعدات الخليجية للعرب الآخرين.
ماذا عن الاحوال السياسية هل ستكون اوضاعنا السياسية افضل وهل ستنعم الدول العربية بالامن والاستقرار أم لا؟.. جميع التوقعات للعام الجديد تشير الى استمرار حالة الفوضى والحروب الاهلية وازدياد وتيرة التقسيم الطائفي مما يهدد طبيعة الهوية العربية.. فالحرب الاهلية في كل من العراق وسورية امتدت اليوم الى اليمن وليبيا.. والحرب ضد الجماعات الاسلامية الجهادية سوف تزداد ويزداد معها تدفق الشباب الخليجي في العمل الجهادي، لان معالجتنا لقضايا الارهاب خاطئة حيث تم التركيز على الجانب الامني والعسكري واهمل اهمالا تاما الجانب الثقافي مما ادى الى الانغلاق في مجتمعاتنا، واخيرا حرر الرئيس عبدالفتاح السيسي مصر وانقذ انتخاب السبسي تونس.