يواجه العرب والمسلمون في منطقة الشرق الأوسط مع بدايات هذا القرن الذي يعتبر قرن التقدم والرقي والسلام والعلم والثراء لأمم الارض الاخرى، تحديات غير مسبوقة في تاريخهم، حيث لم يكتفوا باشكالات الفقر والبطالة وتوقف عمليات التنمية والتزايد السكاني الرهيب وسوء التعليم والخدمات الصحية وتناقص المياه ونضوب وانهيار اسعار النفط، بل اضيف لها الارهاب والاقتتال الداخلي، مما سيجعل الموارد المالية في المنطقة لعقود طوال قادمة لا تصرف على التنمية بل فقط لبناء ما تقوم حروب الربيع العربي بهدمه!
***
وواضح ان ما يفرقنا ليس قطاع الثقافة والفكر، ولا قطاع الفنون السينمائية والمسرحية والتشكيلية ولا قطاعات رجال الاعمال والاعلام، ولا منضوو الفكر السياسي والاقتصادي الليبرالي، فجميع تلك القطاعات تجمعنا ولا تفرقنا، وندر ان تجد فيها تخندقات دينية أو طائفية او عرقية، فالافلام والمسرحيات والاغاني وبرامج الهواة الشبابية الفنية لا يعلم المتابعون والمعجبون بها على سبيل المثال، اديان واعراق وطوائف المؤلفين والمطربين والممثلين.. الخ.
***
ان القطاع الوحيد المتسبب في فرقتنا هذه الايام هو المتشددون – لا المتسامحون – من رجال الدين واتباعهم ممن يتسابقون لا على ادخال الاخرين في الاسلام، الذي شوهوا صورته وسمعته بالعالم، بل على اخراج المسلمين من الاسلام، كي يسهل قتلهم ونحرهم وسرقة اموالهم وسبي نسائهم وجعلهن جاريات يتم الاستمتاع الجنسي بهن، لمعرفتهم على الارجح بأن جرائمهم بحق الاسلام والمسلمين لن توصلهم لحور العين في الاخرة.
***
ان القطاعات الثقافية والفكرية ومعها الليبرالية السياسية والاقتصادية المتسامحة تمكن العرب والمسلمين من تعزيز السلام والوئام الاجتماعي في الداخل للتفرغ للتنمية والمعرفة والثراء والتقدم والاستفادة من صداقة دول العالم والاقليم، وكيف لدول ترفع شعارات الالغاء والعداء الديني والطائفي والعرقي للاخرين ان تتصالح مع دول لا تشاركها تلك الانتماءات؟!
ان منطقتنا، وهي مهد الاسلام، بحاجة لخلق القدوة الحسنة – لا السيئة – للجاليات المسلمة في الدول الاخرى، في كيفية العيش بوئام في مجتمعاتهم غير المسلمة، بدلا من جعلها مفرخة للمتطرفين وللحركات الانفصالية المدمرة.
***
آخر محطة: الحروب نوعان: اولهما ينتهي خلال ايام او اعوام قليلة، كما حدث في الحربين العالميتين، وثانيهما الحروب الداحسية والداعشية والقاعدية، التي تستمر العمر كله، وقد كُتب علينا ولاجل غير مسمى من قبل التنظيمات المتطرفة النوع الثاني من الحرروب، الذاهب للتوسع والانتشار بسبب فساد وتآمر المتبوعين من قيادتهم وجهل وغفلة التابعين لهم!
@salnesf